تتعاظم المخاوف بين
أوساط اللاجئين
السوريين مع اقتراب موعد الانتخابات التركية، المقررة في 14
أيار/ مايو المقبل جراء زيادة الخطاب "التحريضي" ضدهم من قبل أحزاب
المعارضة التركية، والوعيد من قبل شخصيات سياسية بترحيلهم.
وتحرص بعض أحزاب
المعارضة على استخدام ملف اللاجئين لكسب ود الناخب التركي، وآخرهم مرشح المعارضة
التركية كمال كليتشدار أوغلو، الذي هدد بإرسال اللاجئين إلى بلادهم في غضون سنتين،
في حال فاز بالانتخابات، وتساءل: "ماذا يفعل 3 ملايين سوري في بلادنا،
وأبناؤنا لا يجدون وظائف؟".
وقبل كليتشدار أوغلو،
توعدت زعيمة حزب "الجيد" المعارض ميرال أكشنار بترحيل اللاجئين السوريين
حال وصولهم للسلطة، مؤكدة أن "السوريين سيتم ترحيلهم لا محالة".
اظهار أخبار متعلقة
ويعبر اللاجئ السوري
هيثم الحمود المقيم في
تركيا منذ العام 2017، عن مخاوفه من زيادة الحوادث العنصرية
ضدهم، بفعل زيادة التجييش والتحريض على اللاجئين.
ويقول
لـ"عربي21" إن "الأيام التي تفصلنا عن الانتخابات قاسية وصعبة
جداً، نحن نعيش في قلق دائم".
الخطاب العنصري على أوجه
ويصف الكاتب والصحفي
التركي عبد الله سليمان أوغلو مخاوف السوريين في تركيا بـ"المبررة"،
نظراً لأن الخطاب العنصري في أوجه هذه الأيام، حيث يحتدم التنافس بين الأحزاب
السياسية على استقطاب الناخب التركي.
ويقول
لـ"عربي21" إن معارضة وجود اللاجئين لا تقتصر على طرف (الحكومة
والمعارضة)، ولذلك فإن هناك حالة من الإصرار على استخدام ملف اللاجئين في الحسابات
الانتخابية.
ويتابع أوغلو بالإشارة
إلى تعمد بعض شخصيات المعارضة تحميل اللاجئين مسؤولية الأزمات المعيشية التي يعاني
منها الأتراك، مثل التضخم وارتفاع إيجارات المنازل.
وبذلك، يؤكد الكاتب
التركي أن الخطاب العنصري يتجه إلى الزيادة حتى موعد الانتخابات، ويقول:
"المؤسف أن هناك حالات اعتداء بدوافع عنصرية، ولذلك ننصح السوريين بتجنب
الاحتكاك مع الأتراك، إلى حين انتهاء الانتخابات وعودة الحياة إلى طبيعتها".
اظهار أخبار متعلقة
وآخر الحوادث سجلت
مطلع الأسبوع الحالي في ولاية كليس التركية، حيث قتل شاب سوري جراء طعنه من قبل
أتراك، بدوافع "عنصرية".
وفي هذا الإطار يقول
رئيس تجمع المحامين السوريين غزوان قرنفل: "لطالما اتخذ ملف اللاجئين مطية
للاستثمار السياسي والانتخابي، وهو عادة ما يكون مصحوباً بالكثير من خطاب
الكراهية على منصات التواصل الاجتماعي".
ويضيف
لـ"عربي21" أن العديد من الاعتداءات جرت على السوريين طوال السنوات
الأخيرة، وآخرها التي أفضت إلى مقتل شاب في كليس قبل أيام، ويقول إن
"المعارضة دأبت على نيتها طي ملف اللاجئين السوريين خلال عامين إن وصلت
للحكم، ما يجعل حالة عدم اليقين تخيم على مستقبل السوريين".
بدوره، يلاحظ الناشط
الحقوقي أحمد طالب الأشقر زيادة في حوادث الاعتداء على السوريين في المناطق ذات
الكثافة السورية، ويلفت إلى تزامن ذلك مع زيارة بعض زعماء المعارضة المعادين
للاجئين السوريين لتلك المناطق.
ويؤكد
لـ"عربي21" أنه جرى توثيق أكثر من حادثة اعتداء منذ بدء الحملات
الانتخابية الأخيرة.
أما الناشط في قضايا
حقوق اللاجئين طه الغازي، فيقول لـ"عربي21"، إن خطاب الكراهية بات
ملازماً لكل انتخابات تركية، مستدركاً بقوله: "لكن في هذه الانتخابات نسمع
خطاباً عدائياً أكثر من الانتخابات الماضية".
مخاوف مزدوجة
ويضيف الغازي أن ما
يزيد من مخاوف السوريين أكثر هو فتح مسار التطبيع التركي مع النظام السوري، حيث
تسود مخاوف من أن يحول ملف اللاجئين إلى شأن تفاوضي بين الحكومة التركية والنظام
السوري، علاوة على المخاوف من الخطاب التحريضي، ما يجعلنا أمام مخاوف مزدوجة
ويعيش في تركيا نحو 4
ملايين لاجئ سوري، وتعاني غالبيتهم من أوضاع معيشية صعبة، إلى جانب تنامي منسوب
الكراهية ضدهم في الشارع التركي.