رفعت عائلة مراهق أمريكي دعوى قضائية ضد "
تيك توك" بتهمة تشجيع ابنها البالغ من العمر 16 عاما على
الانتحار، في الوقت الذي يواجه فيه التطبيق الصيني للتواصل الاجتماعي شبهة
التجسس في الولايات المتحدة.
وبعد انتحار المراهق، تشايز ناسكا، وجدت الأم أن التطبيق كان يدفع إلى ابنها محتوى يحمل أفكار الاكتئاب والموت، بعد البحث في هاتفه في محاولة لمعرفة السبب الذي حمله على الانتحار.
وبحسب "بلومبيرغ"، فقد صُدمت الأم بعد عثورها على مقاطع فيديو أظهرتها خوارزمية التطبيق أغلبها حول الاكتئاب واليأس والموت رغم أن أغلب ما بحث عنه ابنها كان بشأن كرة السلة ورفع الأثقال والخطب التحفيزية.
ورغم أن ناسكا انتحر في شباط/ فبراير من العام الماضي، فإن حسابه لا يزال نشطا ويعج بمقاطع فيديو حول الحب غير المتبادل، واليأس والألم، والانتحار الذي تظهره مقاطع الفيديو على أنه "هدية".
ونقل التقرير أن مقطعا برز في حسابه قبل وفاته يظهر قطارا قادما وعنوانه "ذهبت في نزهة سريعة لقتل نفسي" وبعدها بخمسة أيام توجه ناسكا إلى سكة القطار وانتحر تاركا رسالة لصديقه تقول "آسف. لا أستطيع التحمل بعد الآن".
بالمقابل، أعربت شركة "بايتدانس" المالكة لـ"تيك توك" عن التزامها بضمان سلامة مستخدميها وحمايتهم، مؤكدة أن لديها فريقا متخصصا يقوم بمراجعة الفيديوهات، خاصة تلك المتعلقة بالقاصرين، وإزالة المحتوى المؤذي.
كما أنها أعلنت بأكثر من مناسبة أنها قامت بتحسين تجربة المشاهدة منعا من تكرار الفيديوهات حول موضوع معين.
ومع ذلك، فإن الشركة تواجه تهما قضائية مشابهة في العالم بسبب المحتوى الذي توصله الخوارزميات إلى المستخدمين. ومن شأن الخوارزميات، وهي قواعد مكتوبة في برمجيات فرز مواضيع ذات مغزى للمستخدم.
وتأتي هذه القضية في وقت يواجه فيه "تيك توك" جدلا سياسيا بسبب تهم التجسس وعدم احترام الخصوصية.
وينقل تقرير بلومبيرغ أن التطبيق بات يقلق علماء النفس الذين يشتبهون في وجود رابط بينه وبين تزايد حالات الاكتئاب والرغبة في إيذاء النفس، والانتحار.
ويشير التقرير إلى أن أحد المشرعين تطرق إلى وفاة ناسكا في جلسة للكونغرس في آذار/ مارس الماضي وعرض على الرئيس التنفيذي للتطبيق بعض المقاطع التي ظهرت للمراهق.
اظهار أخبار متعلقة
وبحسب التقرير، فقد أثيرت المخاوف من محتوى توصيات التطبيق منذ 2020، عندما حذر تشارلز بحر، مدير مبيعات الإعلانات السابق في مكتب تيك توك في ألمانيا رؤساءه من أن الخوارزمية كانت تظهر مقاطع كثيرة للمراهقين، وكانت مقاطع محبطة وتمجد الانتحار.
وكشفت الدراسات الاستقصائية للمراهقين عن وجود علاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والاكتئاب وإيذاء النفس والانتحار، وتظهر بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أن ما يقرب من 1 من كل 4 مراهقين قالوا إنهم فكروا بجدية في قتل أنفسهم في عام 2021 .
وتلقي جمعية علم النفس الأمريكية باللوم جزئيا على وسائل التواصل الاجتماعي، بحسب ما ينقل التقرير.
ويقول علماء النفس إنه من الصعب على المراهقين تحمل الخصائص الإدمانية للخوارزميات، لأن قشرة الفص الجبهي، المسؤولة عن صنع القرار والحكم والتحكم في الانفعالات، لم تتطور بشكل كامل، وهو ما يجعل التطبيق مسؤولا.