سياسة عربية

تحذير من توقف الخدمات الطبية في السودان مع استمرار القتال

المرصد الأورومتوسطي: استهداف الأعيان المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمنشآت الطبية، انتهاك خطير لقواعد القانون الدولي الإنساني  (الأناضول)
المرصد الأورومتوسطي: استهداف الأعيان المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمنشآت الطبية، انتهاك خطير لقواعد القانون الدولي الإنساني (الأناضول)
دعا المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان طرفي النزاع في السودان إلى تحييد المستشفيات والمنشآت الطبية عن جميع الأعمال العسكرية، وضمان استمرار عملها وتدفق الإمدادات الطبية واللوجستية إليها.

وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صحافي له اليوم أرسل نسخة منه إلى "عربي21"، إنّه تلقّى مناشدات من أطباء وعاملين في عدد من المستشفيات والمراكز الصحية في السودان، لا سيما في الخرطوم، يشتكون من انقطاع الإمدادات الطبية وإمدادات الوقود والمياه إثر استمرار الاشتباكات المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لليوم الرابع على التوالي، ما ينذر بعواقب وخيمة على صحة مئات المرضى والمصابين في تلك المستشفيات.

ونبّه الأورومتوسطي إلى أنّ بعض المستشفيات بدأت تفقد مخزوناتها من المواد الطبية والتشغيلية بالغة الأهمية مثل الأكسجين الذي شارف على الانتهاء في مستشفى "الخرطوم" التعليمي، ومخزون المياه والوقود الذي شارف على النفاد في "المستشفى الدولي" في الخرطوم بحري، إلى جانب نقص حاد في الإمدادات الطبية وعدم انتظام التيار الكهربائي في معظم المستشفيات الواقعة ضمن مناطق الاشتباكات المسلحة.

وذكر أنّه رصد وجود قوات عسكرية في بعض المستشفيات والمراكز الصحية، ما يشير إلى احتمالية استخدام طرفي النزاع لتلك الأماكن في الأعمال العسكرية، ومن ذلك انتشار عشرات من عناصر قوات "الدعم السريع" في مستشفى "الساحة" التخصصي شرق الخرطوم.

وأشار إلى أنّ عمليات القصف المتبادل طالت بعض المستشفيات والمراكز الصحية، وألحقت بها أضرارًا بالغة، مثل مستشفى "بشائر" الجامعي، ومستشفى "ابن سينا" التخصصي، و"مستشفى الشعب" التعليمي في الخرطوم.

وبيّن أنّ استمرار الاشتباكات وعدم توفّر ممرات آمنة أعاق عمل الطواقم الطبية على نحو كبير، إذ اضطر الأطباء والمرضى في مركز "سلمى لأمراض الكلى" بالخرطوم قبل يومين إلى إخلاء المركز في ظروف ميدانية بالغة الخطورة بعد مقتل أحد المرضى وإصابة آخر نتيجة العمليات العسكرية حول المركز.

وأبلغ عاملون في المجال الطبي فريق المرصد الأورومتوسطي بتعذّر توجههم إلى عدد من المناطق التي تشهد مواجهات مسلحة بسبب استمرار الاشتباكات وعدم وجود ضمانات لسلامتهم، رغم تلقيهم بلاغات بوجود قتلى ومصابين في تلك المناطق.

وقال مدير مكتب المرصد الأورومتوسطي في بيروت محمد المغبط: "على طرفي النزاع في السودان توفير ممرّات إنسانية حقيقية لتمكين العاملين في المجال الصحي من تأدية أدوارهم المنقذة للحياة في ظل هذه الظروف الحرجة، وتأمين جميع الاحتياجات الطبية واللوجستية للمستشفيات والمراكز الصحية وتحييدها تمامًا عن العمليات العسكرية".

وأضاف أنّ "استمرار تجاهل توفير الحماية والدعم للأعيان المدنية، لا سيما المستشفيات والمراكز الصحية، قد يؤدي إلى انهيار شامل في خدمات الرعاية الصحية، ويؤثر بالضرورة على حياة آلاف المرضى، ويضعف من فرص إنقاذ مئات الجرحى الموجودين حاليًا في المستشفيات".

وبحسب "لجنة أطباء السودان"، فإن عدد القتلى من المدنيين نتيجة النزاع المستمر بلغ 144 قتيلًا حتى صباح اليوم الثلاثاء، وتجاوز عدد الجرحى الـ1400 جريح من المدنيين والعسكريين معًا.

وأكّد المرصد الأورومتوسطي أنّ استهداف الأعيان المدنية، بما في ذلك المستشفيات والمنشآت الطبية، انتهاك خطير لقواعد القانون الدولي الإنساني، وقد يرقى إلى جريمة حرب بموجب ميثاق روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

وحثّ المرصد الأورومتوسطي جميع الأطراف الأممية والدولية ذات العلاقة والتأثير على الضغط على طرفي النزاع في السودان لتحييد المدنيين والأعيان المدنية، وخصوصًا المنشآت الطبية والعاملين فيها، عن العمليات العسكرية، وفتح ممرات إنسانية آمنة لإجلاء القتلى والمصابين، والسماح للعاملين في المجال الصحي بتأدية واجباتهم، وتمكين المدنيين من تأمين احتياجاتهم الأساسية.

وطالب المرصد الأورومتوسطي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالوقف الفوري وغير المشروط للأعمال العسكرية كافة على نحو متزامن ومتبادل، وإنهاء جميع الخلافات من خلال الحوار والطرق السلمية، والكف عن تعريض المدنيين والمقدرات الوطنية للخطر والدمار.

ومنذ صباح السبت، يشهد السودان اشتباكات بين الجيش و"الدعم السريع" في الخرطوم، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كل منهما، ووصف الجيش قوات "الدعم السريع" بـ"المتمردة".

وعام 2013 جرى تشكيل "الدعم السريع" لمساندة القوات الحكومية في قتالها ضد الحركات المسلحة المتمردة في إقليم دارفور (غربا)، ثم تولت مهام منها مكافحة الهجرة غير النظامية على الحدود وحفظ الأمن قبل أن توصف من الجيش بأنها "متمردة" عقب اندلاع الاشتباكات. 

إقرأ أيضا: هل تدعم "فاغنر" حميدتي مقابل دفع أمريكا مصر لدعم البرهان؟
التعليقات (0)

خبر عاجل