نشر موقع ''ليستى ليست'' التركي تقريرًا، تناول فيه أسباب فشل
تركيا في
كرة القدم على الرغم من الفرص المتاحة لها.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته ''
عربي21''، إن كرة القدم هي واحدة من أكثر الرياضات شعبية في العالم، وفي تركيا أيضًا، وهي عنصر مهم في حياة الملايين من الناس. ومن ناحية أخرى، تخصص تركيا موارد اقتصادية كبيرة لكرة القدم على الجانب الاحترافي من العمل. باختصار، تركيا لديها كل ما تحتاجه لتصبح بلد كرة قدم؛ من الاهتمام بكرة القدم، وسكان شبان وكثافة سكانية، وموارد اقتصادية. فلماذا لا تنجح تركيا في كرة القدم؟
جاء هذا السؤال إلى الذهن مع كلمات مدرب كرواتيا ''زلاتكو داليتش'' في المؤتمر الصحفي قبل مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم ضد كرواتيا.
مباراة كرواتيا وتركيا
وأفاد الموقع أن تركيا - التي تقع في المجموعة الرابعة من تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2024 - استضافت كرواتيا مؤخرًا في مدينة بورصة؛ حيث هُزم الأتراك أمامها، وبعد الهزيمة ضد الكروات، صب مشجعو كرة القدم غضبهم على الاتحاد التركي لكرة القدم ومدرب المنتخب الوطني ستيفان كونتز.
وأثارت الهزيمة من الكروات السؤال عن عدم نجاح تركيا في كرة القدم، وهو السؤال الذي طرحه أيضًا زلاتكو داليتش في المؤتمر الصحفي، والذي رد بصرامة على سؤال صحفي هدف إلى انتقاد المنتخب الكرواتي الأول، ولخص الوضع في كرة القدم التركية، قائلًا: "من الصعب جدًا تخريج لاعبين جدد، فنحن بلد تعداد سكانه 3.5 ملايين نسمة، وأنتم 80 مليونا. من السهل عليكم العثور على لاعبين جدد، ولكن في بلد يبلغ عدد سكانه 3.5 ملايين نسمة، يكون من الأصعب قليلاً العثور على لاعبين جيدين في أي وقت. ومع ذلك، نقوم بتجديد فريقنا تدريجيًا. بالمناسبة، لقد أنهينا المركز الثالث في كأس العالم. لذلك، اسأل نفسك كيف نحن الآن!". أوضح رد داليتش أيضًا أننا لا نستطيع تحقيق النجاح الذي أردناه في كرة القدم.
وأشار الموقع إلى أن تركيا لم تشارك في أي نهائيات كأس العالم بعد بطولة 2002 حيث احتلت المركز الثالث آنذاك. بالمقابل، على الرغم من أن تركيا كانت ناجحة نسبيًا في بطولة أوروبا، فقد أنهت البطولة الأخيرة في عام 2020 بدون نقاط. ومع ذلك، نجحت كرواتيا - التي يتكون منتخبها من لاعبين كبار في السن - في الوصول إلى نهائي مونديال 2018، وإلى المركز الثالث في مونديال قطر. إذن، لماذا لا تنجح تركيا في كرة القدم رغم كثرة شبابها وسكانها؟
ويقول المعلق الرياضي خلدون دوماتش إن تركيا تشبه ألمانيا من حيث عدد السكان، لكن لا يمكننا تدريب لاعبي كرة القدم مثل الألمان، مضيفًا أن تركيا لديها الفرصة للاستفادة من دول مثل ألمانيا وهولندا فيما يتعلق بمجموعة اللاعبين. وتابع دوماتش قائلًا: "لدينا مثل هذه الفرصة، لكن لا يمكننا إنشاء هيكل يمكنه التنافس دائمًا في المسابقات الدولية التي يمكن اعتبارها قوية بما فيه الكفاية. هناك أسباب كثيرة لهذا؛ نحن لا نظهر الرعاية اللازمة في البنى التحتية، والعامل الفني (المدرب) في البنية الفوقية يتقاضى مليون يورو، بالمقابل في البنية التحتية يعملون بأجر 10 آلاف ليرة! هذا النظام يتسبب في أن تسير الأمور بشكل خاطئ تمامًا. بمعنى آخر. ثانيًا، أنت لا تقدم دعمًا كافيًا للاعبين الموهوبين هناك، ولهذا السبب، حتى لو كان لديك 180 مليونًا وليس 80 مليون نسمة، فلن تنجح في كرة القدم إلا عن طريق المصادفة".
''لا توجد مشكلة في المواهب لدى لاعبي كرة القدم الشباب في تركيا، لكننا لم ننجح لأننا لا نستطيع تحديد تلك المواهب واستخدامها بشكل صحيح''.
من ناحية أخرى، وحسب الموقع؛ فقد رأى دوماتش أنه على الرغم من عدد سكان تركيا الكبير، فمن اللافت للنظر أن هناك العديد من اللاعبين الأجانب الموهوبين في بلدنا؛ حيث قال: "تنظر إلى فريق أوميت الوطني، معظم لاعبيه أجانب. إنه لأمر غريب أن يكون هناك الكثير من اللاعبين الأجانب في بلد يبلغ عدد سكانه 80 مليون نسمة. بالطبع، بلدنا مفتوح لأي شخص يريد اللعب في نواديه، لكن يجب أن أقول إن لدينا مثل هذا العيب".
''سبب آخر للفشل هو الافتقار إلى بنية الفريق المثالية وفهم اللعبة''
ووفقًا لدوماتش، فإن أهم سبب لحدوث هذا الوضع هو تغييرات المدربين المتكررة في بلدنا. ووفقًا لذلك، من الصعب للغاية على تركيا تطوير فهم مستقر ومحدد لكرة القدم.
وأضاف دوماتش أنه، "ليس لدينا فهم للعبة، وليس لدينا هيكل طاقم عمل مثالي. مثلًا؛ يوم من الأيام نلعب بشكل ثلاثي، لكننا ننتقل بعدها إلى الرباعي. بالنظر إلى كرواتيا، عندما لعبوا في نهائي كأس العالم 2018، كان اللاعبون الذين لعبوا هنا هم مودريتش، بروزوفيتش، بيريسيتش، كراماريتش. ولم يتم إجراء التغييرات بسرعة كبيرة. هناك حقيقة أن دولًا مثل كرواتيا والبوسنة والهرسك وصربيا لديها بنية تحتية تسمى النظام اليوغوسلافي. وليس لدينا مثل هذا النظام ... ".
''تركيا لديها أيضا مشاكل في ضم اللاعبين الشباب''
وتابع الموقع مع دوماتش الذي أوضح أن اللاعبين الشباب في دول كرة القدم المهمة في أوروبا لديهم فرصة للعب بسهولة أكبر، ولكن لسوء الحظ، فالوضع في تركيا عكس ذلك. بعبارة أخرى، عندما تكتشف تركيا لاعبين موهوبين، فإنها تواجه مشاكل جديّة في ضم هؤلاء اللاعبين إلى النظام وجعل استخدام هؤلاء اللاعبين عادة، وهذا هو أحد أهم الاختلافات بين تركيا وأوروبا.
واختتم الموقع التقرير بما قاله المعلق الرياضي المخضرم دوماتش حول هذا الموضوع؛ حيث قال: "نحن لا نستخدم أردا جولر، ولا ياسين، الظهير الأيسر لفريق ''قاسم باشا'' والذي يلعب مع المنتخب الوطني في ''بطولة أمم أوروبا تحت سن الـ17''. بالمقابل؛ هناك لاعب في وسط ليفربول يبلغ من العمر 18 عامًا ويلعب في دوري أبطال أوروبا، ويلعب لاعب في برشلونة ذو 18 عامًا أيضًا في كأس العالم، ونحن ننظر إلى هؤلاء الآن، ثم لا نجعل لاعبينا يلعبون؛ علينا أن ندرك أنه ليس لدينا فرصة للفوز باللاعب الذي لا نقوم بتوظيفه وجعله يلعب. وقد قال داليتش: "أنتم 80 مليونًا، لكن لا يمكنكم إدارة سكانكم وطاقتكم بشكل صحيح"، وأعتقد أنه على حق".