أثارت سخرية واسعة.. قرار الحكومة اللبنانية تأجيل الانتقال من التوقيت الشتوي للتوقيت الصيفي يفجر أزمة في البلاد والشعب ينقسم بين توقيتين!.. ما القصة؟
انتهت مشاكل لبنان جميعها، فقرر حكامها الاختلاف على الوقت.. هكذا سخر اللبنانيون من الخلاف الحاصل بين سياسيي البلاد حول الانتقال من التوقيت الشتوي إلى التوقيت الصيفي.
فبينما يغرق لبنان في انهيار اقتصادي حاد أفقد العملة المحلية قيمتها، إضافة إلى شغور رئاسي منذ أكتوبر 2022.. فشل حكامه في اتخاذ أي إجراء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وانغمسوا في سجال حاد حول الوقت، وصل حد اتخاذه منحى طائفيا.. فبينما اتجه المسلمون لتمديد العمل بالتوقيت الشتوي، رفض المسيحيون ذلك، وأصروا على العمل بالتوقيت الصيفي.. فما القصة؟
جرت العادة أن يلتزم لبنان بالتوقيت الصيفي العالمي، الذي بدأ العمل به عام 2023 في منتصف ليل يوم الـ 25 من آذار/ مارس.. وهو نظام تعتمده نحو 70 دولة حول العالم، بتقديمها أو تأخيرها الوقت ساعة واحدة لأهداف مختلفة.. لكن وبشكل فجائي قررت الحكومة اللبنانية تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي إلى أواخر نيسان/ أبريل، تزامنا مع انتشار مقطع فيديو للقاء جمع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي برئيس مجلس النواب نبيه بري، طلب فيه الأخير من ميقاتي تأجيل التوقيت الصيفي؛ كي لا يتسبب بزيادة ساعة صيام على المسلمين في رمضان.. قرار رفضته قوى سياسية مسيحية والبطريركية المارونية، مؤكدين عدم التزامهم به.. الأمر الذي أدى إلى انقسام ساعة اللبنانيين بين التوقيتين الشتوي والصيفي، ما دفع الحكومة للتراجع عن قرارها.. لكن كيف عاش اللبنانيون قبل قرار التراجع؟
لبنان يعيش على توقيتين!
لم يكن ينقص اللبنانيون الذين أرهقتهم أزمات بلدهم سوى أن يجدوا أنفسهم بين توقيتين مختلفين.. ولم تكفهم الانقسامات الدينية والسياسية والطائفية، فانقسموا على الوقت.. فنظرا لرفض القوى المسيحية هذا القرار.. أعرضت قنوات تلفزية مسيحية كـMTV وLBCI عن الالتزام به، كما قررت المصارف اعتماد التوقيتين.. توقيت لدوام الموظفين، وتوقيت للأنظمة التقنية.. كذلك الأمر بالنسبة لشركة الخطوط الجوية اللبنانية، إذ قررت اعتماد أجهزتها التوقيت الشتوي، وتعديل أوقات رحلاتها على التوقيت الصيفي.. هذا الارتباك طال بطبيعة الحال مستخدمي الهواتف التي تحوِّل توقيتها بشكل تلقائي إلى التوقيت العالمي.. ما دفع شركات الاتصال للطلب من المستخدمين تعديل إعدادات الساعة لديهم بشكل يدوي.. في انقسام أثار سخرية كبيرة على مواقع التواصل.
تداعيات لم يحسبوا لها حسابا!
في الغالب، عندما تناقش ميقاتي وبري في جلستهما حول تأجيل العمل بالتوقيت الصيفي، ظنا أنه أمر في غاية البساطة.. في حين أن الأنظمة في جميع الشركات مرتبطة بالخارج، وتعمل على التوقيت العالمي، ما سيتسبب في إرباكها.. إضافة للإشكاليات التي ستطرأ على شركات الطيران بخصوص الرحلات الجوية.. ولذلك يرى خبراء أن قرارا كهذا يحتاج لدراسة مسبقة، وإعلام الشركات العالمية بذلك قبل 3 أشهر على الأقل؛ لتجنب هذه التداعيات.
فبرأيك، علام سيختلف سياسيو لبنان في المرة القادمة دون اكتراث لأزمات البلاد الحقيقية؟