أظهر استطلاع رأي أجرته
مؤسسة غالوب الدولية أن الكثير من
العراقيين يعتبرون أن حياتهم كانت أفضل عام 2003، وأن الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لبلادهم قبل 20 عاما كان من أجل التحكم في مواردها.
وغالوب الدولية (GIA) هي مؤسسة عالمية مستقلة في أبحاث السوق واستطلاعات الرأي، أجرت المسح وجهًا لوجه في جميع محافظات العراق الـ18 على عينة تمثيلية من 2024 بالغًا في العراق بين 9 و26 شباط/ فبراير 2023.
وفي عام 2003، غزت الولايات المتحدة العراق بذريعة امتلاك نظام الرئيس الراحل صدام حسين لأسلحة دمار شامل ودعم تنظيمات إرهابية.
وفشل
غزو العراق الذي قاده الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش الابن في إثبات المزاعم التي انطلقت على أساسها العملية العسكرية، والمتمثلة في وجود أسلحة دمار شامل وتعاون نظام صدام مع تنظيمات إرهابية، رغم رفض مجلس الأمن الدولي منح واشنطن تفويضا للعملية.
وخلف الاحتلال الأمريكي للعراق مئات الآلاف من القتلى المدنيين، مع تخريب كامل للبنى التحتية للمنشآت الخدمية وتفكيك مؤسسات الدولة وإقامة نظام حكم اعتمد تقسيم المجتمع العراقي إلى مكونات عرقية وطائفية.
وبحسب الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة غالوب الدولية، فإن 51 بالمئة من العراقيين يعتبرون أن الولايات المتحدة غزت بلادهم لسرقة الموارد، وهو شعور يظهر بشكل خاص في المحافظات الجنوبية الشرقية والأنبار، أي المناطق الغنية بموارد النفط والغاز.
في المقابل، رأى 29 بالمئة من المستطلعين أن الغزو كان من أجل الإطاحة بنظام صدام حسين، فيما كانت محاربة الإرهاب ونشر الديمقراطية أقل شيوعا.
وفقاً للمسح، اعتبر العراقيون المستطلعة آراؤهم أن الحياة في ظل نظام صدام كانت أفضل ممّا هي عليه الآن، حيث قال 60 بالمئة منهم إن الوضع زاد سوءاً، بينما يرى 40٪ أنه تحسن. هذا الشعور يظهر أيضاً لدى شباب لم يعايشوا فعلاً النظام السابق. العراقيون السُنّة بشكل خاص (54٪) يعتقدون أن الحياة كانت أفضل في ظل نظام صدام.
في المقابل انقسمت آراء العراقيين المستجوبين بشأن مستقبل الوجود الأمريكي في بلادهم، حيث يؤيد أولئك الذين يعيشون في الجزء الجنوبي من العراق انسحابًا فوريًا للولايات المتحدة، بينما يعتقد البعض في الجزء الشمالي من البلاد، بما في ذلك إقليم كردستان، أن الوجود الأمريكي ضروري.
اظهار أخبار متعلقة
ورأى 47 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع أن على الولايات المتحدة مغادرة العراق فوراً، مقابل 17 بالمئة اعتبروا أنه يجب على أمريكا أن تتأكد من أن القوات الأمنية العراقية ليست بحاجة لدعمها، فيما قال 13 بالمئة إن على الولايات المتحدة البقاء دون موعد للانسحاب.
واستخدم الاستطلاع تقنية عشوائية لاختيار الأشخاص الذين تمت مقابلتهم وشمل العمل التحقق من الإجابات خاصة على الأسئلة الحساسة، حيث تم الاعتماد على تحليل المحتوى لفحص نوعية البيانات التي جُمعت، علما وأن هامش الخطأ عند مستوى الثقة 95 بالمئة هو +/- 2.2٪.