أفرج
القضاء التونسي عن رئيس حركة النهضة
راشد الغنوشي بعد جلسة استماع دامت ساعتين، على خلفية شكاية تقدمت بها إحدى النقابات الأمنية.
وكان من المنتظر أن يستمع القطب القضائي لمكافحة الإرهاب للغنوشي في وقت سابق، إلا أن رئيس البرلمان المنحل تغيّب عن الجلسة لأسباب صحية، فيما أعرب قاضي التحقيق عن غضبه وقال إنه سيؤجل الاستدعاء إلى 21 شباط/ فبراير، مضيفا أنه سيتم إصدار مذكرة توقيف بحق الغنوشي في صورة تغيبه لأي سبب في ذلك التاريخ، بحسب مصدر لـ"
عربي21".
وكشف المحامي سمير ديلو أن تم الاستماع للغنوشي على خلفية شكاية تقدمت بها إحدى النقابات الأمنية، على خلفية كلمة "طاغوت" كان قد ذكرها رئيس حركة النهضة في تأبين أحد أعضاء الحزب العام الماضي.
وترتبط القضية بخطاب تأبين أدلى به السيد الغنوشي في شباط/ فبراير 2022 بعد دفن أحد نشطاء حزب النهضة في منطقة تطاوين، جنوبي البلاد، حيث ذكر رئيس حركة النهضة في خطابه أن الراحل كان شخصًا مناضلا من أجل الحرية دون خوف من الفقر أو الحاكم أو طاغوت.
وتتهم إحدى النقابات الأمنية أن كلمة "طاغوت" التي ذكرها الغنوشي في خطاب تأبين أحد أعضاء حركة النهضة، تشير إلى رجال الشرطة والأمن.
وقبل دخوله إلى جلسة التحقيق، قال راشد الغنوشي للصحفيين إن "ملف القضية فارغ والتحقيق معي لن يحل مشاكل تونس الاقتصادية"، معتبرا أن "اليوم هناك استهداف ضد المعارضين من سياسيين وإعلاميين ومحامين ورجال أعمال ومثقفين، وليس فقط استهداف للغنوشي.
وأضاف الغنوشي: "نحن قاومنا الإرهاب بالساعد والفكر، فيما فشل خصومنا في مواجهتنا بالوسائل الديمقراطية، لذلك ذهبوا إلى القضاء، وكلي ثقة أن القضاء يتعافى ولن يسير معهم في هذا الطريق.
واعتبر أن "وجودنا هنا هو ثمرة من ثمرات الانقلاب، الذي هو ليس ضد النهضة فقط، بل ضد كل الأحزاب والتيارات الوسطية والنقابات".
بدوره قال المستشار السياسي لرئيس حركة النهضة، رياض الشعيبي إن التحقيق مع رئيس الحزب جاءعلى خلفية وشاية أمنية من عضو في نقابة وفق تعبيره .
وأكد الشعيبي في تصريح لـ"
عربي21"، أنه في حال تم إيقاف الغنوشي فإن ذلك ستكون له كلفة سياسية وسيزيد من التعقيدات السياسية في البلاد وسيصعب الأمور أكثر.
من جهته، قال رئيس "جبهة الخلاص الوطني" أحمد نجيب الشابي في إن الغنوشي يتعرض إلى ضغوطات بسبب التتبعات القضائية والتي لا تستند إلى أي سند قانوني.
وفي رده عن المخاوف من إمكانية إيقاف الغنوشي، أجاب الشابي قائلا: "نعم توجد تخوفات خاصة بالنظر لاتجاه الأحداث والمحاكمات التي شملت قياديين من الصف الأول في حركة النهضة من ذلك علي العريض ونور الدين البحيري".
وفي تصريح لـ"
عربي21"، عبر الشابي عن تضامنه مع كل المعتقلين قائلا: "لابد من الكف عن المحاكمات ومسلسل الانقلاب منذ 25 تموز/ يوليو 2021 والعودة إلى طاولة الحوار".
وتجمع عدد من أنصار حركة النهضة أمام التحقيق بالقطب القضائي لمكافحة الإرهاب بالشرقية قبالة المطار، استجابة لطلب الحزب، رافعين شعارات داعمة للغنوشي.
وسبق للغنوشي أن مثل أمام القضاء التونسي على ذمة قضايا ذات علاقة بالإرهاب، مثل "التسفير إلى بؤر التوتر"، و"أنستالينغو"، و"جمعية نماء"، قبل أن يقرر القضاة إخلاء سبيله، دون توجيه أي تهمة له.
اظهار أخبار متعلقة
وتأتي جلسة الاستماع للغنوشي بعد أيام قليلة من حملة اعتقالات شنتها السلطات التونسية طالت سياسيين معارضين ورجل أعمال وإعلاميًا وقاضيين من دون تهم واضحة وسط مخاوف بإيقاف رئيس حركة النهضة، ما ينذر بتزايد القمع في بلد يواجه أزمة اقتصادية وسياسية.
وتتزامن حملة الاعتقالات وسعي الرئيس قيس سعيّد إلى وضع حجر الأساس لنظامه الرئاسي والذي تميز بمقاطعة كبيرة من قبل الناخبين لا سيما إثر مقاطعة نحو تسعين في المئة من الناخبين دورتي الانتخابات النيابية الفائتة، ما دفع سعيّد إلى اعتقال أبرز منتقديه، بحسب معارضيه.
وتقول المعارضة التونسية إن الرئيس سعيّد يسعى إلى استعادة زمام المبادرة وكسر الزخم الذي تبنيه معارضته، خصوصا "جبهة الخلاص الوطني"، التي أصبحت أكبر تكتل معارض في تونس.