زاد
الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب
تركيا وشمالي
سوريا في 6 شباط/فبراير، من تعقيدات اللجوء وقسوته لدى اللاجئين
السوريين، الفارين من ويلات حرب عصفت بسوريا منذ 2011.
وتجمع نحو 2500 شخص في قاعة الألعاب
الرياضية بجامعة ولاية كيليس جنوب تركيا، حيث يجلس الناجون على الأرضية فيما ينام
البعض، ويجلس الآخرون على المدرجات أو أسفلها، ومعظمهم سوريون.
وقالت آن سيسيل نيار منسقة اللوجستيات بمنظمة
أطباء بلا حدود في سوريا، إن الزلزال زاد من توتر الأعصاب لدى اللاجئين السوريين الذين
فروا من صدمة الحرب، إلى الهزات الأرضية، مضيفة: "كثيرون هم من يعيشون في مبان
ومن هم في الطوابق لا يريدون العودة إلى منازلهم على الإطلاق. الأطفال مصابون
بصدمة نفسية والبالغون أيضا. فهم لا يريدون العودة إلى منازلهم ليلا، بل يفضلون
النوم في الخارج".
اظهار أخبار متعلقة
وبينت لوكالة "فرانس برس" أن تقديم العلاج النفسي
للمتضررين يحتاج إلى الكثير من الوقت، خاصة أن هؤلاء الضحايا يعانون من متلازمات
ما بعد الصدمة المرتبطة بالحرب والنفي.
وشرعت منظمة أطباء بلا حدود، التي تنشط
أصلا في سوريا، في تقديم المساعدة لمتضرري الزلزال في الشمال السوري، حيث تم توزيع
المعدات الطبية على نحو ثلاثين مستشفى ومنشأة صحية في مناطق أعزاز وعفرين ومارع
وباب الهوى.
وأرسلت الكوادر الطبية بما في ذلك الأطباء
الجراحون على عجل لعلاج الجرحى.
ومن الناحية اللوجستية، نصبت الخيام
لإدارة عملية تدفق الجرحى كما تم افتتاح نحو عشرين مركز استقبال بالمخيمات أو في
محيطها بمحيط إدلب. إضافة لذلك، تم توزيع البطانيات والأغطية البلاستيكية وأدوات
ومعدات للنظافة والمطبخ، ما يسهّل إدارة حالة الطوارئ هذه.
وقال حكيم الخالدي رئيس بعثة أطباء بلا
حدود في سوريا، إن هدف المنظمة مساعدة الناس بفضل القسم الطبي عبر توفير الرعاية
الصحية وكل ما هو ضروري من البطانيات ومستلزمات النظافة والطعام.
اظهار أخبار متعلقة
وذكر مصدر في المنظمة لـ"فرانس
برس" بأهمية التفكير بالمرحلة اللاحقة للزلزال، رغم أنه في حالة الطوارئ يتم
تقديم الرعاية للجرحى في المستشفى، لكن "يجب توفير المتابعة الطبية لعلاج
إصاباتهم عند عودتهم إلى المنزل، وخاصة الكسور، كما يجب ضمان استمرارية الرعاية،
بمعنى متابعة حالة المرضى بعد خروجهم من المستشفى".
وأعلنت
إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، الثلاثاء، ارتفاع عدد وفيات
الزلزال جنوبي البلاد إلى 35 ألفا و418 شخصا.
ووصل
العدد الكلي للوفيات في شمال غربي سوريا إلى 2274 شخصا في حين يقدر العدد الكلي
للمصابين بأكثر من 12400 شخص، وفق الدفاع المدني السوري.