عقد ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الأمريكي جو
بايدن، الخميس، رابع لقاءٍ لهما خلال نحو عام ونصف، ما يعكس حرص واشنطن على التواصل مع عمّان.
ويأتي الاهتمام الأمريكي بالأردن لما يتمتع به الأخير من موقع جيوسياسي يتوسّط أزمات الإقليم ومنطقة الشرق الأوسط، وضرورة رسم خارطة التحركّات المستقبلية، في ظل تصاعد ملحوظ لمستوى التوتّر فيها.
2021
في 21 كانون الثاني/يناير، هنّأ الملك عبد الله الثاني - عبر تغريدةً على تويتر - بايدن بتنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، معربا عن تطلعه للعمل معه لتحقيق السلام والازدهار العالميين.
وفي 8 نيسان/إبريل، تلقّى الملك اتصالا هاتفيا من بايدن، أعرب فيه الأخير عن تضامن
الولايات المتحدة "التام" مع المملكة، وتأييدها لإجراءات وقرارات للحفاظ على أمنها واستقرارها، بالتزامن مع اعتقالات ما عرف آنذاك، بـقضية "الفتنة" التي ارتبطت بالأمير حمزة بن الحسين.
وعقد الملك عبد الله وبايدن قمة بواشنطن في 19 تموز/يوليو 2021، لتكون أول لقاء يُجريه الرئيس الأمريكي مع زعيم عربي، تناولا فيه آفاق الشراكة بين البلدين، إضافة إلى التطورات الإقليمية والدولية، وتصدرت أجندتها القضية الفلسطينية.
2022
في 25 نيسان/ إبريل، أكد الجانبان خلال اتصال هاتفي التزامهما بمواصلة العمل من أجل تحقيق السلام في المنطقة والعالم، وكانت القضية الفلسطينية أهم الملفات الحاضرة بالمباحثات الثنائية، وفق ما تم إعلانه حينها.
وبعد الاتصال بـ 18 يوما، وتحديدا في 13 أيار/مايو، عقد الملك عبد الله والرئيس الأمريكي ثاني لقاء لهما في واشنطن، دعا خلاله الملك إلى تكثيف الجهود الدولية لإعادة إطلاق المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ولم يمضِ سوى شهرين، حتى عاد الجانبان والتقيا لمرة ثالثة، ولكن في مكان مختلف، وذلك على هامش القمة العربية الأمريكية بمدينة جدّة السعودية، في 16 تموز/يوليو، أعلن فيها بايدن عزم واشنطن توقيع مذكرة تفاهم جديدة مع الأردن، توفر عبرها مساعدات سنوية للمملكة لا تقل عن 1.45 مليار دولار، للفترة الممتدة بين الأعوام 2023 و2029.
2023
الخميس، عقد الملك عبد الله وبايدن اللقاء الرابع لهما، في وقت احتدمت فيه المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأسفرت عن سقوط قتلى من الطرفين.
ما يعني بأن القلق والمخاوف يُسيطران على عمّان وواشنطن تجاه ما ستؤول إليه تلك الأوضاع، فضلا عن تطورات محتملة، خاصة بين إيران والاحتلال الإسرائيلي.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الهاشمية (حكومية)، جمال الشلبي، أن "هذا التواصل يعكس عمق العلاقة الأردنية الأمريكية وتاريخها الذي يعود إلى خمسينيات القرن الماضي".
ويقول الشلبي؛ إن "الولايات المتحدة ترى أن الأردن فاعل أساس في عملية استقرار الشرق الأوسط والمنطقة، ولذلك كلا الطرفين يُدركان أهمية التحولات والتطورات التي يشهدها العالم والمنطقة العربية والشرق الأوسط".
واعتبر أن "هذا العدد من اللقاءات مع الأردن، يعكس قدرة دولة صغيرة الحجم على نسج علاقات عميقة ووطيدة".
وأشار الشلبي إلى أن القواعد العسكرية الأهم للولايات المتحدة في الأردن، وخاصة بعد إخلاء معظم قواعدها بالمنطقة.
واستبعد أن تكون المملكة طريقا لاستهداف إيران، في ظل إشارات لوجود تقارب عربي إيراني، معتبرا أن "صواريخ أمريكا وتكنولوجيتها العسكرية لا تحتاج إلى ذلك".
وتوقّع أن يكون من أسباب زيارة الملك إلى الولايات المتحدة، "وضع القيادة الأمريكية بمخاطر السياسات المتوقعة إسرائيليا، التي قد تقود إلى حرب مدمرة على الجميع، في وقت تتجه أنظار واشنطن إلى الجبهة العسكرية في أوكرانيا، والجبهة الاقتصادية مع الصين".