تيغراي.. هل وضعت الحربُ أوزارها؟

أحدُ أبرزِ الأقاليمِ الأثيوبيةِ العشرة يقطنهُ حوالي 6% من مجموعِ سكانِ البلاد البالغِ عددهم 100 مليونِ نسمة، خاضوا حربا مع الحكومة الأثيوبية قبل أن يوقعوا على وثيقة سلام تنهي الصراعَ بينهم، فما الذي تعرفه عن قتال جبهة تيغراي والحكومة الأثيوبية الذي انتهى بإبرام معاهدة لوقف إطلاق النار؟

جبهةُ تحريرِ التيغراي


على مدارِ ثلاثةِ عقود كانت الكلمةُ العليا في الحكومةِ الاتحادية للجبهةِ الشعبيةِ لتحرير تيغراي قبل أن تجبرها احتجاجات عام 2018 التي قادتها إثنيةُ الأرومو التي تشكل حوالي ثلث الشعبِ الأثيوبي على إفساحِ المجالِ لآبي أحمد ليقود البلاد، ليصبحَ آبي أحمد في نظر الجبهة "مغتصبًا" للسلطة، في حينِ يعتبر أحمد ومؤيدوه جماعةَ تيغراي مخربين لأسس الديمقراطية، لتتأزمَ الأمورُ فيما بعدُ لتصلَ حدَّ الصدام العسكري.

الصراعُ مع الحكومةِ الأثيوبية


أزمةُ التيغراي والسلطاتِ الأثيوبية عميقة تعودُ إلى القدم إلا أنَّ ما أججَ الصراعَ وأشعلَ فتيلَ الحرب هو إعلان رئيس الوزراء الأثيوبي آبي أحمد تأجيل الانتخابات الرئاسية بسببِ جائحةِ "كوفيد 19" الأمرُ الذي أثارَ اعتراضاتٍ واسعةً بينَ مختلفِ القوى والأحزابِ السياسية ليشعل رئيسُ الحكومةِ الأوضاع بحله الجبهة الديمقراطية الثوريةَ وإنشاءِ حزبِ الازدهار التابعِ لآبي أحمد بديلًا منها إضافةً إلى استهدافِ أعضاءِ الحزبِ من جبهةِ تحريرِ شعبِ تيغراي مما دفعَ الجبهةَ إلى إجراءِ انتخاباتٍ داخليةٍ في الإقليمِ من دونِ موافقةِ أديس أبابا وهو ما أدّى إلى تفجرِ الأزمةِ لتندلعَ في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 اشتباكات مسلحة بين جبهةِ التحريرِ وحكومةِ آبي أحمد وفي الثاني من نوفمبر 2022 أعلنَ الاتحادُ الأفريقي توصلَ أطراف النزاعِ لاتفاقٍ ينصُّ على وقفٍ دائمٍ للأعمالِ العدائية.

تنفيذُ بنودِ اتفاقيةِ السلام


تطبيقا لما وردَ في معاهدةِ السلامِ التي وقعتها الجبهةُ معَ الحكومةِ الأثيوبية بدأت قواتُ تيغراي بإجراءات نزع الأسلحة الثقيلة فيما بدأت بعثةُ المراقبةِ الأفريقيةِ عملها في الإقليم والتي ستشرفُ على تنفيذِ البنودِ الأمنيةِ التي أقرتها المعاهدةُ والمتمثلة في نزعِ الأسلحة وانسحابِ القواتِ من خطوطِ التماس وعودتها للثكناتِ العسكرية إضافةً إلى تسريحِ المليشياتِ وإعادةِ دمجها في المجتمعِ ومن المفترض أن ينهي اتفاق السلامِ الحرب التي استمرت عامين بينَ جبهةِ تحريرِ تيغراي والقواتِ الأثيوبية.