سلط معهد واشنطن الضوء على الدعم العسكري الذي تقدمه
إيران إلى
روسيا في حربها على أوكرانيا، لا سيما الطائرات المسيرة، وسيناريوهات
المكافأة التي يمكن أن تقدمها موسكو إلى طهران على الأصعدة العسكرية نظير هذا الدعم.
وقال المعهد في تقرير له، إن المحور الإيراني الروسي الذي ظهر في أعقاب الغزو الأوكراني يثير تساؤلات حول الأسلوب الذي قد تعتمده موسكو لمكافأة طهران على دعمها لها. فمقابل استخدام الطائرات القتالية المسيرة الإيرانية في أوكرانيا، يشير مسؤولون غربيون إلى أن موسكو قد تزوّد النظام الإيراني بطائرات مقاتلة، وأنظمة دفاع جوي، وطائرات هليكوبتر، فضلاً عن مساعدة بحرية على شكل سفن حربية وتساعد في إنتاج سفن جديدة.
وتشير مثل هذه التقارير إلى أن شراكة أوسع نطاقاً في مجال التكنولوجيا المتقدمة والدفاع ستجمع بين البلدين وليس مجرد ترتيب لإبرام صفقات. وكما أشار مسؤول "مجلس الأمن القومي" الأمريكي جون كيربي الشهر الماضي، فإنها "تُقدم روسيا لإيران مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والتقني الذي يغير علاقتهما".
اظهار أخبار متعلقة
وقال المعهد، إن إيران "استفادت بصورة جيدة من بنية قوتها غير المتكافئة والهجينة، والتي تركز على الصواريخ والطائرات المسيرة والمليشيات الوكيلة وقدرات الردع البحري، ولذا فإن من غير المرجح أن تسعى إلى إحداث تغيير جذري في قواتها العسكرية".
ولفت إلى أن إيران حققت تقدماً ملحوظاً في تطوير دفاعاتها الجوية الأرضية وتكثيفها، مستخدمةً مجموعة من الأنظمة المُنتجة محلياً وبطاريات صواريخ "أس-300" الروسية. ومن شأن امتلاكها صواريخ "أس-400" الروسية أن يعزز قدراتها الدفاعية الجوية بعيدة المدى والارتفاعات الشاهقة ويزودها بالقدرة الدفاعية الصاروخية إلى حدّ ما.
وإذا استلمت إيران كميات كافية من الصواريخ الاعتراضية ومنظومات الدفاع الجوي المتطورة، فقد تزداد صعوبة شن إسرائيل ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية وتنفيذها ضربات جوية في سوريا إذا تمّ نشر هذه الصواريخ ضمن أراضيها - على الرغم من أنها لن تؤثر بشكل كبير على نتيجة الحملة الجوية الأمريكية الأوسع نطاقاً ضد إيران. وفق تقرير المعهد.
علاوة على ذلك، فإن التسليم المحتمل لأربعة وعشرين طائرة "سو-35" من شأنه أن يحسن مرونة إيران ومستوى ردها على التهديدات الجوية الناشئة. ويمكن أيضاً تسليح هذه المقاتلات متعددة المهام بأسلحة جو-أرض بعيدة المدى والتي من شأنها أن تُمكّن من شن ضربات مُواجَهَة ضد الدول المجاورة.
مساعدة بحرية
وعلى الصعيد البحري، فقد واجهت إيران صعوبات منعتها من تحقيق تطلعاتها في المياه الزرقاء وقد تكون مهتمة بالحصول على سفن حربية وخبرات روسية. ولم تتمكن سوى من صنع عدد ضئيل من الطرادات والفرقاطات، التي تعتمد إلى حد كبير على تصميمات قديمة، ولجأت إلى تحويل ناقلات لتكون بمثابة قواعد بحرية استكشافية للحملات أو ناقلات طائرات مسيرة.
ويتماشى تركيز روسيا في فترة ما بعد الحرب الباردة على السفن الأصغر حجماً القادرة على توجيه ضربات قوية مع تركيز إيران على سفن السطح الصغيرة المزودة بصواريخ، لكن موسكو واجهت صعوبات في إنتاجها بأعداد كبيرة، وستؤدي العقوبات الأخيرة إلى تفاقم هذه المشكلة.
اظهار أخبار متعلقة
وتبقى الغواصات مجالاً محتملاً آخر مهماً للتعاون بين البلدين. فإيران تعمل على تطوير عدة تصاميم محلية، لكنها قد تستفيد كثيراً من التقنيات الروسية، أو الإنتاج المشترك، أو شراء العديد من الغواصات الجاهزة المتوسطة الحجم التي تعمل بالديزل والكهرباء.
مساعدة نووية محتملة
ورجح المعهد أن يكون شكل المساعدة الذي قد تقدمه روسيا إلى إيران في المجال النووي ذا طابع دبلوماسي. فخلال الأشهر القليلة الماضية، زادت موسكو دعمها لإيران في مجلس محافظي "الوكالة الدولية للطاقة الذرية"، ومن المرجح أن تواصل حمايتها من الإحالة إلى "مجلس الأمن الدولي" بسبب عدم امتثال نظامها لالتزامات الضمانات النووية.
وقد يكون لروسيا أيضاً مساهمة في مساعي إيران المستقبلية المحتملة لصنع أسلحة نووية من خلال تزويدها بالتكنولوجيا والدراية، سواء سراً أو علناً. فعلى سبيل المثال، قد يساعد العلماء الروس إيران على إحراز تقدم في مجال بحث وتطوير منظومات الإطلاق والرؤوس الحربية وصنع مصغرات، أو
التعاون في الأبحاث ذات الاستخدام المزدوج المتعلقة بالتسليح.
لقراءة التقرير كاملا اضغط (هنا)