قضايا وآراء

بعد إقصاء "درعي".. حكومة "نتنياهو" إلى أين؟!

رجائي الكركي
هل تنسف إقالة درعي حكومة نتنياهو؟- تويتر
هل تنسف إقالة درعي حكومة نتنياهو؟- تويتر
يبدو أن الزمن يسابق حكومة الكيان "الإسرائيلي"، خلافا للاعتقاد الموجود؛ أن الحكومة تسابق الزمن في محاولة سن قوانين وتشريعات لتغيير منظومة القضاء وغيرها.

- قرار المحكمة العليا "الإسرائيلية" القاضي باستبعاد "أرييه درعي" عن منصبه كوزير، الذي أُدين وسُجن سابقا بتهم فساد، منها "اختلاس أموال حكومية لصالح حزبه، وتهرب ضريبي"، يحمل في طيّاته تنبؤات عديدة، أبرزها بوادر تصعيد أصدرها "مجلس حكماء التوراة" عبر بيان، جاء فيه: "كلنا معك أرييه لا تقلق، جمهور كامل وراءك، أمة إسرائيل بأكملها" (المصدر القناة 12 العبرية).

- محاولات الحكومة تغيير منظومة القضاء والتلاعب في صلاحياته، والعمل على تشريع قانون "التغلّب"، قد يخلق تحديات حقيقية أمام الائتلاف الحكومي القائم، كون ما يجري يعتبره البعض بمنزلة "انقلاب سياسي"؛ أشار إليه رئيس المحكمة العليا السابق المتقاعد "أهارون باراك" بقوله؛ إن هذه الإصلاحات ستفضي إلى تقويض المحكمة العليا، وستكون "بداية نهاية الهيكل الثالث"، وهو تعبير توراتي لوصف انهيار "إسرائيل".

- سيناريوهات محتملة تقف أمام حكومة نتنياهو، منها قبول حزب "شاس" قرار المحكمة، والبقاء في الائتلاف الحكومي الحالي، وتعيين وزير آخر من الحزب بدلا من درعي، ويا دار ما دخلك شر، أو رفض القرار الوارد، مما يعني أن "الائتلاف الحالي" سيكون في خطر؛ لأن الرفض سيُحرج الحكومة إذا لم يُذعن للقضاء وقبول ما صدر عنه، مع الحفاظ على تجنّب غضب حزب "شاس"؛ كونه يشكل ثقلا في التركيبة الائتلافية.

وإذا تم رفض قرار القضاء، قد تلتهب شوارع الكيان نحو المزيد من الاحتدام بين "الحكومة والمعارضة، مع تعزيز موقف المعارضة الذي ينادي بأن من يقود دفة الحكم هي "حكومة بلطجية"، لا تحترم قوانين "الدولة الإسرائيلية" التي تصدر عبر مؤسستها الرسمي. في المقابل، يُستبعد انضمام أي حزب آخر من المعارضة، لسد الفراغ فيما لو تركت "شاس" الائتلاف الحكومي الحالي.

- نتنياهو الذي يبدع في اللعب على حبل التناقضات بين الساسة "الإسرائيليين"، تجاربه السابقة مع "نفتالي بينت" و"ليبرمان" خير دليل على تخطيه لمثل هذه الأزمات، فقد شاركاه في تحالفات سابقه، وحينما دخل في أزمات حمّلهما وزر ما جرى، فقال العاجز "ليبرمان" حينها؛ بأن "نتنياهو أكبر مخادع، وأنه سيخدعكم كما خدعنا من قبلكم"، مخاطبا شركاء الحكومة الحالية.

- ختاما، لن يفشل المخادع نتنياهو، وسيعمل على تحقيق ما أوصى به تشارلز داروين: " ليس الأقوى أو الأذكى من ينجو، بل الأكثر استجابة للتغييرات".
التعليقات (0)

خبر عاجل