قال وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، هنري
كيسنجر، إن الحرب بين
روسيا وأوكرانيا، يجب ألا تتطور إلى صراع نووي، مؤكدا أنه لا مبرر لبقاء الأخيرة خارج حلف شمال الأطلسي، "
الناتو".
وخلال مشاركة له عبر الفيديو في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الثلاثاء، قال كيسنجر، إنه من الضروري تجنب تصعيد الصراع بين روسيا والغرب، مشيرا إلى أنه من المهم "منع الحرب من أن تصبح حربا ضد روسيا نفسها" وأيضا "إعطاء روسيا فرصة للانضمام مجددا إلى النظام الدولي".
وكان كيسنجر البالغ 99 عاما والذي يعد من أتباع الواقعية السياسية قد دعا قبل أشهر إلى وقف لإطلاق النار في أوكرانيا حتى لو انطوى ذلك على التسليم ببعض المكاسب العسكرية لروسيا.
ورأى وزير الخارجية الأسبق، أن انضمام أوكرانيا الى حلف شمال الأطلسي ستكون "نتيجة ملائمة"، رغم أنه كان في السابق من المعارضين لهذه الخطوة التي طالما سعت إليها كييف.
وقال: "قبل هذه الحرب، كنت معارضا لعضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي لأنني كنت أخشى أن تتسبب بالضبط في العملية التي نشهدها الآن".
وأضاف وقد ظهرت في خلفية الشاشة صورة للرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون الذي عمل في إدارته: "الآن وقد وصلت هذه العملية إلى هذا المستوى، فإن فكرة أوكرانيا المحايدة في ظل هذه الظروف لم تعد ذات جدوى".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وصف تطلعات أوكرانيا للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بأنها بمثابة تهديد، وذلك في معرض تبريره لغزو الدولة الجارة في 24 شباط/ فبراير العام الماضي.
اظهار أخبار متعلقة
وبينما شددت الولايات المتحدة على أن القرار بشأن الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي يعود لأوكرانيا، فإن القوى الأوروبية لم تبد أي حماسة بسبب بالقلق من منح ضمانات الأمن المتبادل لدولة تشهد نزاعا مع روسيا منذ عام 2014.
وحذر كيسنجر في مقالة نُشرت الشهر الماضي في مجلة "ذا سباكتيتر" البريطانية المحافظة من أن النزاع في أوكرانيا له أوجه تشابه مع عام 1914 عندما انزلقت القوى الكبرى دون قصد إلى حرب عالمية.
ودعا في مقالته إلى وقف لإطلاق النار تنسحب بموجبه روسيا إلى خطوط ما قبل الغزو ولكن ليس أبعد، بحيث تبقى في شرق أوكرانيا وكذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014، مع إخضاع هذه الأراضي لعملية تفاوضية لاحقة.
وفي دافوس أشار كيسنجر إلى أنه من المهم "منع الحرب من أن تصبح حربا ضد روسيا نفسها" وأيضا "إعطاء روسيا فرصة للانضمام مجددا إلى النظام الدولي".
وبينما أقر كيسنجر بأن دولا كانت تسيطر عليها موسكو في ما مضى ستكون مترددة حيال اقتراح كهذا، إلا أنه شدد على أهمية تجنب عدم الاستقرار في هذه الدولة الكبيرة النووية.
ولفت الى أن عملية دبلوماسية قد تساعد روسيا في "إعادة تقييم موقعها التاريخي الذي كان مزيجا من الانجذاب إلى ثقافة أوروبا والخشية من هيمنتها".