مدونات

سلطنة عُمان تصنع السلام لليمن

أنيس منصور
جيتي
جيتي
لربما يبدو العنوان تفاؤليا ويستبق الحدث، لكنه مبرر إذا ما نظرنا للدور العُماني في صناعة السلام اليمني، ليس في مراحله الأخيرة؛ بل وطوال سنوات الحرب. ظلت عمان تراكم تفاهماتها مع الأطراف اليمنية بيقين كبير، يقين بقدرتها على حلحلة الأمور وإيمانها بأنها الدولة الوحيدة القادرة على تحقيق اختراق نوعي للأزمة اليمنية المتشابكة وقد طال زمن انسدادها.

التسريبات التي تتوالى من نتائج المشاورات العمانية في صنعاء وفي مسقط، تصب جميعها في صالح التأكيد أن السلام بات وشيكا. لربما لا يكون الأمر سلاما كاملا منذ البداية؛ لكن العقبة المركزية توشك أن ترتخي وما بعدها سيكون أقل استعصاءً. هذا الإنجاز المرتقب هو حلم اليمنيين، والفضيلة الكبرى التي لن ينساها الشعب اليمني لهذه الدولة التي لم تدخر جهدا لتخليص الشعب من مأساته الكبرى.

ولعل ما هو ثابت طوال سنوات الحرب، أن ما تصنعه عُمان لليمن، أكثر مما تقوله. تنجز فضائلها بصمت وتمضي، ففي الوقت الذي علقت فيه دول كثيرة داخل المأساة اليمنية، جاءت عُمان لتحرير الجميع من مأزقهم. هنا تكتشف نزاهة الدولة ويعرف اليمنيون أصدقاءهم من خصومهم.

لقد صارت عُمان وتحركاتها المكوكية بين مسقط وصنعاء، هي مصدر الأمل الوحيد للشعب اليمني؛ الشعب المحاط بأنباء كلها سوداوية وانعدام لأي نور في الأفق. يجد من نوافذ السلطنة مصدر تفاؤله الوحيد بغدٍ تصمت فيه أصوات المدافع، وتنفتح فيها دروب للعيش دونما خوف ولا قلق من تجدد أخبار الموت بين أبناء البلد الواحد.

يدرك اليمنيون مدى تعقد قضيتهم، لكنهم يأملون أن تكون نشاطات عُمان المكثفة نحو السلام أكثر براعة من خيوط الحرب المتداخلة، إذ كلما تعقدت قضايا المنطقة ووصل المتصارعون لآفاق مسدودة، يلوذون بعُمان، هذا هو أمل اليمنيين بها. ولقد صارت عُمان بمثابة الملتقى المركزي لقوى العالم؛ مساحة بيضاء تسهم في تبريد منطقة ملتهبة من المحيط للخليج. هنا تكمن عبقرية الوساطة العمانية، وهذا ما لن ينساه اليمنيون لهذه الدولة طوال حياتهم.

الخلاصة: حاولت أطراف كثيرة هزّ ثقة اليمنين بعُمان، لكن كل تلك الحملات المغرضة سقطت واحتفظت عمان بموقعها كبوصلة ترشد الجميع نحو طرق السلام وتعيدهم للصواب. هكذا تصنع الدولة الراسخة، تتمسك بثباتها وسط العواصف وتنجح في صناعة المعجزة.

ثقوا بعُمان وانتظروا منها مخرجا، شريطة أن تلتفوا حولها بصدق، هي قادرة على مساعدتكم، شريطة أن تكونوا قادرين على مساعدة أنفسكم. لا مصالح ولا مطامع لعُمان في اليمن، لكن لليمنيين مصالح كثيرة فيها. إنها تبذر الخير وتمضي وعليكم أن تتعاملوا مع وصاياها بجدية وسترون النتيجة.

المجد لصنّاع السلام في كوكب تشتعل النيران فيه بكل مكان، يكثر النافخون في النار ويقل حملة أغصن الزيتون، وفي مقدمة الفريق الأخير تقف عُمان.
التعليقات (2)
محمود الطحان
الخميس، 26-01-2023 02:59 م
السلطنه لم تكن يوما سببا في اراقة قطرة دم واحده في كل ما جري في الربيع العربي من ظهور الارهابيين من كل البلاد العربيه والاجنبية لم يسجل علي عماني واحد انضمامه للارهاب والسبب هو الحكمه العمانيه والخطاب الديني المعتدل الذي تنتهجه السلطنه منذ عهد النهضه المباركه عام 1970 وحتي يومنا هذا مشكلة اليمن كادت ان تنتهي في بدايتها برعايه عمانيه باستضافتها جميع الفرقاء لكن المتعطشين للحروب وسفك الدماء افشل المسعي العماني الذي كان هدفه الحفاظ علي اليمن ارضا وشعبا عمان تاريخها ناصع البياض ولم يسجل عليها المساهمه في نشوب النزاعات بل العكس هو الصحيح سياستها هو العمل علي وقف النزاعات بالحوار والحكمه بدلا عن الدبابه والرصاص
احمد
الأربعاء، 25-01-2023 11:21 م
اي سلام تصنعه عمان و عن طريقها يتم تهريب المسيرات الايرانيه للحوثي ؟ في الشهر الحالي فقط تم مصادره شحنتين من محركات تلك المسيرات كانت في طريقها للحوثي و الله اعلم كم عدد الشحنات التي مرت و تحوله لآله قتل للشعب اليمني .. بعباره أخرى عمان متورطه في ادامه الصراع و ما يؤكد ذلك صلاتها القويه مع مجوس ايران