نشر موقع "ذي أثليتك" تقريرا لدان شيلدون وأوليفر كاي تحدثا فيه عن كواليس انتقال كريستيانو
رونالدو إلى نادي
النصر السعودي.
وأوضح التقرير أنه عندما قال بيرس موغان لكريستيانو رونالدو، خلال مقابلة في تشرين الثاني/ نوفمبر: "تريد الاستمرار في اللعب على أعلى مستوى. تريد أن تلعب كرة القدم في دوري أبطال أوروبا. تريد أن تحطم الأرقام القياسية"، و أنه لو كان "الأمر يتعلق بالمال فقط" لاخترت السعودية، أجابه رونالدو: "بالضبط لأنني ما زلت أعتقد أنه يمكنني تسجيل العديد من الأهداف ومساعدة الفريق". كانت الرسالة نفسها من معسكر رونالدو عندما قدم بطل الدوري السعودي للمحترفين الهلال ما وصف بأنه عرض "فاحش" لخدماته الصيف الماضي، وعندما قدم منافسهم النصر عرضا مشابها في الأيام الأخيرة من شهر آب/ أغسطس.
وحتى عندما تفاوض ممثلوه على الإنهاء المتبادل لعقده مع يونايتد في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر بعد الاضطرابات الناجمة عن مقابلته مع مورغان، كان هناك اعتقاد في معسكر رونالدو بأنه سينضم إلى ناد أوروبي رائد في كانون الثاني/ يناير.
لكن في 30 كانون أول/ ديسمبر، أصبح رونالدو اللاعب الأعلى أجرا في تاريخ كرة القدم، حيث وقع عقدا لمدة عامين ونصف مع النصر، الذي سيكسبه 173 مليون جنيه إسترليني (210 مليون دولار) سنويا، حيث أعلن:"عملي في أوروبا قد انتهى".
في اللحظة التي أوضح فيها رونالدو الصيف الماضي أنه يريد مغادرة يونايتد، تم تكليف مينديز، وكيل أعماله منذ فترة طويلة، بإيجاد ناد جديد لكن بشرط أساسي: أن يكون النادي يلعب كرة القدم في دوري أبطال أوروبا.
ومع ذلك، سرعان ما أصبح واضحا أنه لم يكن هناك اهتمام كبير بين نوادي النخبة الأوروبية، على الرغم من تسجيل رونالدو 24 هدفا ليونايتد في مباريات موسم 2021-22.
حاول مينديز مع نادي تشيلسي وبايرن ميونيخ وريال مدريد وأندية أوروبية رائدة أخرى ولكن دون جدوى. وعندما سئل رئيس ريال مدريد عن احتمال عودة رونالدو إلى النادي، قال إنه يبلغ من العمر 38 عاما.
بعد فشله في تأمين الخطوة التي أرادها رونالدو في الصيف، لم يشارك مينديز في انتقال رونالدو المربح إلى السعودية. وبدلا من ذلك، ترك الأمر لريكاردو ريغوف وفريق من المحامين للتفاوض بشأن أكبر عقد في تاريخ اللعبة.
عندما حاول الهلال ثم النصر التعاقد مع رونالدو في الصيف، كان قلة في الرياض مقتنعين بإمكانية حدوث ذلك.
قال رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ياسر المسحل لموقع أتلانتك في أيلول/ سبتمبر؛ إنه "يحب" أن يرى رونالدو ينتقل إلى الدوري السعودي للمحترفين، لكن "لن تكون صفقة سهلة"، و"ستكون صفقة مكلفة للغاية بالطبع ". ولم يكن مخطئا.
السؤال الذي يطرح نفسه هو: من يدفع ثمنها؟
النصر هو ثاني أغنى ناد في السعودية بعد منافسه في الرياض الهلال، وقد دفع مؤخرا مبالغ كبيرة لجذب لاعبين مثل مهاجم الكاميرون فنسنت أبو بكر وحارس أرسنال السابق ديفيد أوسبينا. لكن عائداتهم التجارية في الموسم الماضي البالغة 97.9 مليون ريال سعودي (حوالي 21.4 مليون جنيه إسترليني)، تعني أنهم لا يستطيعون البدء في دفع أجر رونالدو دون مساعدة خارجية.
كان على العديد من الجهات السعودية المختلفة أن تتعاون لمساعدة النصر في تحقيق صفقة رونالدو.
إحداها كانت Visit Saudi، هيئة السياحة في المملكة، التي لم تكن معروفة من قبل بأنها من بين رعاة النصر، لكنها كانت واضحة جدا كشريك تجاري في العرض الرسمي لرونالدو في الرياض الأسبوع الماضي، الذي بدا وكأنه مؤشر على أشياء قادمة.
إظهار أخبار متعلقة
ليونيل
ميسي، منافس رونالدو منذ فترة طويلة، هو سفير هيئة السياحة السعودية، الذي يروج للمملكة كوجهة سياحية. ومن المتوقع بشدة أن يتم استخدام اسم وصورة رونالدو بالطريقة نفسها.
شركة أخرى كانت شركة الإعلام السعودي (SMC)، مندوب مبيعات وسائل الإعلام للهيئة السعودية للإذاعة ومشغل ملعب النصر.
وفي تغريدة احتفالا بالاستحواذ على رونالدو، أشاد رئيس نادي النصر مسلي آل معمر بـ "إخواني الأعزاء الذين عملوا بجد لإتمام أكبر صفقة في تاريخ الرياضة السعودية"، مضيفا: "وفي مقدمتهم أخي العزيز المتفائل، محمد الخريجي ".
انضم الخريجي، رئيس مجلس إدارة SMC، إلى معمر كجزء من الوفد الذي سافر إلى مدريد للتفاوض مع رونالدو وريغوف نيابة عن النصر.
تم تصوير ريغوف وهو يلتقي بمسؤولي النصر في الرياض في 20 كانون الأول/ ديسمبر، لكن أهم المفاوضات كانت تلك التي جرت في مدريد.
كان الوفد السعودي في مدريد يائسا للغاية لإبقاء المفاوضات سرية، لدرجة أنهم بالكاد غادروا فندقهم.
وأعطيت الاتفاقية الكاملة في مدريد الطابع الرسمي في 28 كانون الأول/ ديسمبر، تاركة النصر للإعلان عن الصفقة بعد ليلتين قبل أن يسافر رونالدو وشريكته جورجينا رودريغيز إلى الرياض على متن طائرة خاصة في 2 كانون الثاني/ يناير.
بالنسبة للنصر، يمثل ذلك انقلابا غير عادي - وقد سهله أعنف خصومه عن غير قصد. نادي الهلال اتخذ الخطوة الأولى للتعاقد مع رونالدو الصيف الماضي، وباعتباره النادي الأكبر والأكثر نجاحا في المملكة.
إظهار أخبار متعلقة
لكن النادي يقضي حاليا حظرا على نقل اللاعبين، وهو ما أجبره على الانسحاب من المنافسة على رونالدو في آب/ أغسطس الماضي، وتركهم عاجزين عن منعه من الانضمام إلى النصر الأسبوع الماضي.
على هذا النحو، يعتبر التعاقد مع رونالدو بمنزلة الانتقام النهائي للنصر، الذي سيهدف مع المهاجم
البرتغالي إلى حرمان الهلال من لقب الدوري الممتاز مرة رابعة على التوالي.
خلال مقابلة رونالدو مع مورغان في تشرين الثاني/ نوفمبر، أشار إلى رؤيته لهذه الرياضة: "أنا أرى كرة القدم الآن كعمل تجاري.. الشغف باللعبة لا يزال سليما. لكن .. رأيت أشياء أخرى أيضا فاجأتني. إذا رأيت العالم كما هو في الوقت الحالي، فهذا كله تجارة".
سيسجل التاريخ رونالدو كواحد من أعظم لاعبي كرة القدم.. لكن حركته الأخيرة تؤكد أيضا حرصه على زيادة قدرته على الكسب. وفقا لتقارير وسائل الإعلام الحكومية السعودية، سيكسب 173 مليون جنيه إسترليني سنويا في الرياض - 62 مليون جنيه إسترليني لمجرد اللعب مع نادي النصر، والباقي موزعة على حقوق الصور والصفقات التجارية ومهمات السفارة التي يتم الاتفاق عليها.
تم اقتراح أن يشارك رونالدو في العرض السعودي المتوقع لاستضافة كأس العالم 2030، لكن مصادر مقربة من لاعب يونايتد السابق، تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها لحماية العلاقات، أصرت على أن صفقته لا تتضمن أي التزام من هذا القبيل - ليس أقلها بسبب احتمال أن تقدم البرتغال أيضا عرضا لاستضافة البطولة. وأكد ذلك نادي النصر في بيان له مساء الأربعاء.
الحقيقة هي أن رونالدو لم يكن بإمكانه مساعدة السعودية أكثر مما فعل من خلال الانضمام إلى نادي النصر. فبالإضافة إلى الترويج لصورة السعودية في جميع أنحاء العالم، سيتم استخدام صورة رونالدو لتشجيع المشاركة الرياضية.
بالنسبة للنادي، فإن فوائد التعاقد مع أحد أكثر الشخصيات شهرة في العالم - 532 مليون متابع على إنستغرام - واضحة. ففي الأيام التي سبقت إعلان انتقاله إلى النصر، كان للنادي حوالي 860 ألف متابع على إنستغرام. لديهم الآن أكثر من 11 مليون.
قال بن بيبي، رئيس الخدمات الرياضية في شركة محاماة جي إم دبليو، لموقع أتلانتك؛ "إنها بالتأكيد تضع السعودية على الخريطة وستكون بلا شك جزءا من خطتهم الرياضية".
إظهار أخبار متعلقة
"هذه الجهات ليست غير مخططة كما يتصور الناس.. فكل هذا يتماشى مع استراتيجية رياضية محددة للغاية".
بالنسبة لرونالدو، ليس الأمر مجرد وعد بالأرقام المذهلة في العقد الذي وقع عليه. هناك أيضا زيادة في الظهور لعلامة رونالدو التجارية (CR7).
في كل عام، تقدم مجلة فوربس، مجلة الأعمال الأمريكية، تفاصيل عن الرياضيين الأعلى أجرا، وفي نسختهم 2022، جاء رونالدو في المركز الثالث خلف ميسي ونجم الدوري الأمريكي للمحترفين ليبرون جيمس.
تقول المجلة التجارية؛ إن رونالدو حصل على 115 مليون دولار (94.6 مليون جنيه إسترليني)، منها 60 مليون دولار (49.3 مليون جنيه إسترليني)، تم تجميعها من خلال أرباح في الميدان و 55 مليون دولار (45.2 مليون جنيه إسترليني) من خلال صفقات خارج الملعب.
هذا فقط لتسليط الضوء على جاذبية رونالدو التجارية. حصل على تأييد طويل الأمد من شركة الملابس الرياضية الأمريكية Nike، وصانع الساعات الفاخرة Jacob & Co، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر ظهر جنبا إلى جنب مع ميسي في جلسة تصوير لويس فيوتن.
لكن عندما تفكر في المخاوف الحقوقية التي تواجه السعودية، وكيف أن بعض الشركات لن ترغب في الارتباط بالبلد، تتساءل عما إذا كان انتقاله إلى النصر قد يؤدي إلى تعرض بعض شركائه التجاريين لضغوط لقطع العلاقات مع رونالدو.
وهناك أيضا أمل وتوقعات قوية بأن وصول رونالدو سيساعد في جذب المزيد من اللاعبين البارزين إلى السعودية خلال السنوات القادمة.
تصاعد الاهتمام يجعل الأمر أكثر إحباطا لجميع المعنيين لأن ظهوره معلق لمباراتين، كعقوبة من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم لإسقاط الهاتف من يد متفرج شاب خلال هزيمة مانشستر يونايتد في إيفرتون في نيسان/ أبريل الماضي. بموجب قواعد الفيفا، فإن العقوبة المفروضة في جلسة استماع تأديبية في تشرين الثاني/ نوفمبر، تنطبق على الرغم من أنه مسجل الآن في بلد آخر.
ولم يلعب رونالدو أي دور في فوز النصر على الطائي الجمعة الماضية، ومن المتوقع أن يكمل إيقافه بالغيب عن مباراة السبت أمام منافسه على اللقب نادي الشباب.
كشف رودي جارسيا، مدرب النصر، يوم الاثنين أن ظهور رونالدو الأول من المرجح أن يأتي في مباراة ودية ضد باريس سان جيرمان في 19 كانون الثاني/ يناير، ولن تكون بألوان نادي النصر، بل مزيج من ألوان الهلال والنصر.
على الرغم من أن لدى رونالدو لديه 173 مليون سبب للرضا عن النتيجة، إلا أن زلة لسان مؤسفة عند الإعلان دفعته إلى القول: "بالنسبة لي، ليس مجيئي إلى جنوب أفريقيا نهاية مسيرتي".
لم يكن أي شخص شجاعا بما يكفي لتصحيح الخطأ الجغرافي، ولكن من السهل معرفة الصعوبات التي واجهها رونالدو بعد أشهر قليلة مضطربة دفع خلالها للخروج من يونايتد، وتحمل إحباطا مريرا في كأس العالم في قطر (ولجعل الأمور أسوأ بالنسبة لرونالدو، عزز ليونيل ميسي ادعاءه بأنه أعظم لاعب في جيله - وربما في كل العصور).
بينما ينعم ميسي بمجد انتصار الأرجنتين في كأس العالم ويستعد لاستئناف مشوار دوري أبطال أوروبا في باريس سان جيرمان، يجد رونالدو، 38 الشهر المقبل، نفسه في السعودية - الوجهة التي أعلن أنها محظورة الصيف الماضي، وبدا أنه يستبعد في تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث كانت رغبته في مواصلة اللعب على أعلى مستوى.
للاطلاع إلى النص الأصلي (
هنا)