الثعبان السفاح!

عُرف بجرائمه المُتسلسلة.. ارتكب أكثر من 20 جريمة قتل في سبعينيات القرن الماضي.. من هو الفرنسي تشارلز سوبراج؟ السفاح الذي أطلق سراحه من سجون النيبال وتم ترحيله إلى فرنسا.

"قاتل البكيني"

لم يكن يتوقع ذلك الرضيع الذي تركه والده ذو الأصول الهندية، بعد أيام قليلة من ولادته، أن يُصبح بسببه "مُجرم القرن العشرين"، ويكتب في مذكراته "سأتأسف لأنك لم تقم بواجباتك كأب".

إنه "تشارلز سوبراج"، الذي ذاق مرارة رفض أبيه الاعتراف به بعد ولادته مُباشرة عام 1944 في سايغون الفيتنامية، موطن والدته التي تعمل في أحد متاجر المدينة، والتي تعرفت فيما بعد على صديقها الفرنسي، الذي تبنى سوبراج وأعطاه الجنسية الفرنسية.

بعد التحاقهم بمدينة مارسيليا، لينطلق منها تاريخه مع الجريمة المنظمة، بدأ بعمليات السرقة والسطو، وسجن لأول مرة في باريس عام 1963، لتتوالى بعد ذلك عمليات اعتقاله وانحرافه، الذي وصل به إلى درجة القتل .

ساعده في ذلك اضطراب شخصيته المُراهقة، وعدم استقراره العائلي، ليقتل أكثر من 20 ضحية معظمهم من السياح الغربيين. قتلهم في أفغانستان والهند وتايلاند وتركيا ونيبال وإيران وهونغ كونغ بين عامي 1972 و1982، حيث كان سوبراج يتظاهر بأنه تاجر مجوهرات أو مخدرات؛ لاستدراج ضحاياه إلى الفخ، في حفلات فخمة يُقيمها في منزله؛ للإيقاع بهم، بهدف الاحتيال عليهم، وفي بعض الحالات قتلهم عبر تخديرهم، ثم خنقهم أو ضربهم أو حرقهم.

يبقى قتله لسائحتين كانتا ترتديان البكيني من أخطر جرائمه ضد النساء، لتطلق عليه الصحافة وقتها لقب "قاتل البكيني".

لكن يبقى أشهر ألقابه "الثعبان"؛ بسبب موهبته في التنكر والهروب من العدالة عن طريق التظاهر بالمرض أو الهروب من السجن، الذي قضى فيه سنوات من عمره، إثر أحكام سجنية ضده وصلت للمؤبد عام 1975، ليتم لإفراج عنه في عمر 78 عاما، بعد أن قضت المحكمة العليا في نيبال بذلك؛ بسبب سنه وحسن سلوكه وحالته المرضية.