هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أشاد الأستاذ عبد الاله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية الأسبق، زعيم حزب العدالة والتنمية المغربي، بأداء المنتخب الوطني المغربي في مباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر، ورأى أن ما أنجزه المغاربة في كرة القدم يقدم الدليل الواقعي غلى أن الانتصار يمكنه أن يأتي من مقاربة مغايرة للمقاربة الغربية.
وأوضح ابن كيران، في حديث خاص مع "عربي21"، أنه ليس من
عادته الجلوس إلى التلفاز لمشاهدة مباريات كرة القدم، لما فيها من التوتر الكثير،
لكنه اكتشف مع إنجازات المنتخب المغربي في الدورين الأول والثاني، وتشبت أعضائه
ومسيريه بالقيم الإسلامية والعربية، ما غيّر قناعاته، باعتبار أن الأمر لا يتعلق فقط
بلعبة رياضية، وإنما يتعدى ذلك إلى أمور أكبر.
وقال: "شدني في مساهمة المنتخب المغربي لكرة القدم الانسجام المتكامل الحاصل، ليس فقط بين أعضاء الفريق في الميدان، وإنما أيضا بين هيئة الإشراف والتدريب وبين مختلف مكونات الفريق المغربي، الذي ظهر بذلك الشكل المشرف على الميدان وهو ينافس أقوى الفرق الكروية في العالم، على الرغم من الفروق المعروفة تاريخيا".
وأضاف: "لا يتعلق الأمر فقط بنهج كروي يمكن لأي مراقب أن يلاحظه، بل بمفهوم شامل للتعامل مع المباريات يقوم أساسا على الحرية، فالمدرب المغربي وليد الركراكي واتحاد كرة القدم والجهاز التنظيمي، فضلا عن التشكيلة، اجتمعوا كلهم على شيء وحيد، هو الانتصار من أجل الوطن، وعمود هذا الانتصار هو ترك المجال للمختصين والمهتمين بالشأن لإدارته بحرية ودون تدخلات".
وأكد ابن كيران أن "الحرية التي تمتعت بها إدارة الفريق مكنته من الوصول إلى ما يصفه المراقبون الدوليون بالمعجزة أو المفاجأة.. وإن كنت شخصيا أرى أن ما حققه المغاربة في كأس العالم بقطر هو جزء من نهضة حضارية يعرفها المغرب في مجالات عدة".
وأضاف: "عندما أتحدث عن الحرية التي هي أساس كل إبداع، فأنا أعني ما أقول"، وأضاف: "ما أنجزه المنتخب المغربي لكرة القدم يؤكد فعلا أن الحرية منبت كل الإبداعات، طبعا الحرية المقترنة بالمحاسبة".
واعتبر ابن كيران أن العالم ما بعد بطولة كأس العالم التي استضافتها
دولة قطر العربية المسلمة، وأدى فيها المنتخب المغربي أداء بطوليا بامتياز، وقدم
فيها الجمهور المغربي والعربي صورة ناصعة عن القيم الإسلامية والعربية، لن
يكون كما كان قبل هذه البطولة.
وقال: "صور السجود التي قدمها اللاعبون المغاربة عقب كل انتصار ينجزونه، تؤكد صلابة العلاقة مع ديننا الإسلامي الحنيف، وكذلك صور الاحتفال وتقبيل اللاعبين لرؤوس أمهاتهم، وهي صور دخلت كل بيوت العالم، وأعلام فلسطين التي رفرفت في كل المباريات التي شاركت فيها المنتخبات العربية، فضلا عن الاحتفالات الكبرى التي عمت الشارع الفلسطيني والعربي بالإنجاز المغربي، يؤكد أن الأمر لا يتعلق فقط بمفاهيم رياضية كروية فحسب، وإنما بهوية أمة، أبت أن تنسلخ، ورفضت كل محاولات التذويب والترويض والتبديل والتحريف".
واعتبر ابن كيران في ختام حديثه لـ"عربي21"، أن الانتصار
منطلقه بالأساس انتماء وإرادة وحرية
ومحاسبة.
وقال: "صحيح أننا نتحدث عن مباريات رياضية، لكن الأسباب التي
قادت للانتصار في هذا المجال الرياضي كفيلة بأن تضمن الانتصار في ميادين حضارية
أخرى كبرى، للمغاربة والعرب والمسلمين ما يقولون فيها"، على حد تعبيره.
هذا وألقى ابن كيران اليوم كلمة أمام الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، خصصها لأداء الفريق المغربي في بطولة كأس العالم، أكد فيها أن الأمة العربية والإسلامية ودولة المغرب ليس لها بعد اليوم حجة للتذرع بها في تأخرنا وعدم قدرتنا على تحقيق إنجازات حققتها شعوب أخرى.
وأضاف: "طالما أن المغرب هزم فرقا رياضية كبرى بحم بلجيكا وإسبانيا والبرتغال وكندا، معنى ذلك أننا في هذا المجال يمكن أن نعتبر أنفسنا في صفوف الدول المتقدمة.. وهذا يعني أن تحقيق الفوز في مجالات أخرى ممكن كذلك.
وانتقد ابن كيران بشدة موقف السلطات الجزائرية من إنجازات الفريق المغربي في بطولة كأس العالم، وأكد أنه موقف غير مبرر، ويتناقض مع مشاعر الشعب الجزائري.