هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وجه خليجي وعربي بارز أدى دورا كبيرا
في تطوير الإعلام الكويتي والخليجي والعربي على مدى الـ 62 عاما الماضية.
ورسم خارطة الحراك الفني في الخليج
والعالم عبر المشاركة في إنتاج فيلمي
"الرسالة" و"عمر المختار" للمخرج الراحل مصطفى العقاد.
ولد محمد السنعوسي عام 1938 في حي
الصالحية شرق الكويت، لعائلة هاجرت من حائل السعودية إلى بلدة شقراء، ثم إلى نجد،
قبل أن ينزح جدهم إلى الكويت عام 1909 للعمل تاجر مواد غذائية من خلال دكان صغير
في ساحة الصفاة.
وحصل السنعوسي على الشهادة الجامعية في
الإعلام من جامعة جنوب كاليفورنيا الأمريكية، كما أنه درس النقد في المعهد العالي
للفنون المسرحية في جمهورية مصر.
ويعد أحد مؤسسي التلفزيون الكويتي إذ
إنه وضع اللمسات الأولى للتلفزيون عام 1960، الذي يعتبر من أوائل التلفزيونات العربية،
وعمل في التلفزيون مسؤولا تنفيذيا ومنسقا للبرامج ومخرجا ومنتجا ومعدا.
وفي عام 1964 أصبح مراقبا للبرامج ثم مديرا عاما للتلفزيون عام 1971، ثم وكيلا مساعدا لشؤون التلفزيون في الوزارة حتى عام 1985.
وشغل عددا من المناصب القيادية بوزارة الإعلام والحكومة الكويتية.
اقرأ أيضا: حاولوا دفن تجربته.. "الظاهرة" رئيسا للبرازيل للمرة الثالثة
وكان له دور كبير في تأسيس نادي الكويت
للسينما وتأسيس فرقة التلفزيون الشعبية.
وكان إنجازه الأكبر إنتاج فيلم
"الرسالة" العالمي، الذي قدم للعالم قصة الإسلام، من بطولة عبد الله غيث
وأنطوني كوين، وذلك من خلال الشركة العربية العالمية للإنتاج السينمائي خلال ترؤسه
لها. كما أنه كان أحد منتجي فيلم "عمر المختار" من بطولة النجم العالمي أنطوني
كوين.
عين السنعوسي عقب تقاعده مديرا عاما
لشركة المشروعات السياحية الحكومية، ومهمتها تقديم الخدمات الترفيهية وتشجيع
القطاع السياحي في البلاد، في الفترة بين عامي 1986 و1996، ثم تفرغ بعد استقالته
للتجارة.
دخوله إلى الحكومة الكويتية وزيرا
للإعلام كان في عام 2006، في حكومة الشيخ ناصر المحمد الصباح، لكنه ما لبث أن قدم
استقالته قبل يوم واحد من مناقشة استجواب تقدم إليه من نائب في مجلس الأمة الكويتي
بشأن مزاعم بأنه سمح لوسائل الإعلام الحكومية ببث بعض البرامج التي اعتبرت مؤذية
لمشاعر الكثير من الناس في البلاد.
وباستقالته من منصبه، أنقذ السنعوسي
حكومة الشيخ ناصر المحمد من السقوط والدخول في مشكلات مع نواب مجلس الأمة، وبشكل
خاص التيار الإسلامي. وقد ثمن رئيس مجلس الأمة وقتذاك جاسم الخرافي قرار السنعوسي
ووصفه بـ"التضحية التي يشكر عليها والنابعة من حرصه على استتباب الهدوء
والابتعاد عن التوتر".
اشتهر السنعوسي طوال رحلته الإعلامية
بتقديمه للبرامج الحوارية التي تناقش القضايا الإصلاحية المثيرة للجدل في الشارع
الكويتي، وأبرزها "الرسالة" و"السنعوسي"، وتناوله عددا من
الملفات والقضايا التي أثارت ضجة في البلاد.
وكانت آخر محطات محمد السنعوسي
الإعلامية، زاويته بصحيفة "القبس" الكويتية بعنوان
"سنعوسيات"، التي تحدث فيها عن تجربته وآرائه في مختلف القضايا المحلية
والسياسية والثقافية والفنية الراهنة.
صدر له كتاب "تلفزيون الكويت
تاريخ وحكايات 1961-1985" عام 2016، وكتاب "تجربتي في المشروعات
السياحية وحكايات أخرى".
وبعد صراع طويل مع المرض توفي في 15
تشرين الثاني/ نوفمبر الحالي عمر ناهز الـ84 عاما.
وبرحيله فقد الكويت والخليج والعالم
العربي أحد رموز النهضة الإعلامية في فترة متقلبة وشاقة في المنطقة العربية.
رحل إعلامي مخضرم كان يقف في صفوف
التكنوقراط، صاحب جولات مدهشة في عالم
الإعلام المرئي، لذلك فقد أطلق عليه في وسائل الإعلام الكويتية وصف "الأب
الروحي" للإعلام المرئي في دولة الكويت، صاحبة البث التلفزيوني الرابع على
مستوى الوطن العربي بعد تلفزيون بغداد وتلفزيون أرامكو من الظهران والتلفزيون
المصري بالترتيب.