تستعد
الأحزاب
العربية لخوض
انتخابات الكنيست الـ25، التي ستجرى غدا الثلاثاء، وسط أجواء من
التنافس الكبير على اكتساب أصوات الناخبين العرب، حيث ترجح التقديرات تراجع نسبة التصويت
في المناطق العربية بالداخل المحتل.
وتصاعدت
حالة الصراع بين مختلف الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة في انتخابات الكنيست التي تجرى
للمرة الخامسة في أقل من 4 سنوات، وسط حالة من التشاؤم في إمكانية تشكيل حكومة إسرائيلية
قوية ومتماسكة.
وبعد
تفكك "القائمة المشتركة"، تخوض 3 قوائم عربية انتخابات الكنيست الثلاثاء
وهي: حزب "التجمع الوطني الديمقراطي" بزعامة سامي أبو شحادة، وقائمة ثنائية
تضم "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة" برئاسة أيمن عودة و"الحركة
العربية للتغيير" بزعامة أحمد طيبي، إضافة إلى حزب "القائمة العربية الموحدة"
بزعامة منصور عباس.
وفي
تقديره لمستقبل التمثيل العربي في الكنسيت الإسرائيلي في ظل حالة التشرذم العربي والتنافس
الداخلي، أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، البروفيسور إبراهيم أبو جابر، أن
"الحديث يدور عن تدني نسبة المصوتين العرب في انتخابات الكنيست غدا؛ حيث تتراوح
ما بين 40 و50 في المئة، رغم أن الوضع تعافى قليلا وزادت نسبة التصويت بعشر نقاط في
الأسبوع الأخير".
ورجح
في حديثه لـ"
عربي21"، أن نسبة التصويت في انتخابات الكنيست الـ25 لدى الوسط العربي،
ستكون أقل من الانتخابات السابقة، التي وصلت فيها نسبة تصويت العرب إلى نحو 45 في المئة،
علما بأن نسبة التصويت في انتخابات الكنيست الـ23 التي أجريت في آذار/ مارس 2020 كانت
65 في المئة.
وأكد
أبو جابر، أن "القوائم العربية الثلاث على حافة نسبة الحسم، وفي أحسن الحالات
استطلاعات الرأي تمنح "الجبهة والعربية للتغيير" 4- 5 مقاعد و"القائمة
العربية الموحدة" 4 مقاعد؛ وهما في خطر، أما حزب التجمع ورغم أنه تعافى بعض الشيء، فإن من المرجح أنه لن يجتاز نسبة الحسم التي تساوي 3.25 في المئة".
ومما
سبق، استنتج أن "التمثيل العربي في الكنيست المقبل سيكون هزيلا؛ البعض يقدر أنه
سيصل إلى 8- 10 مقاعد، والبعض يرى أنه في حالة كانت نسبة التصويت لدى العرب متدنية
ومرتفعة في الوسط اليهودي، فإن هذا سيؤدي إلى خسارة القوائم العربية الثلاث لمقاعدها في
الكنيست؛ أي إنه لن يكون هناك تمثيل عربي مستقل".
وعن
دلالة تراجع التمثيل العربي في الكنيست خلال الفترة الأخيرة، حيث حصلت القوائم العربية
على 10 مقاعد في انتخابات الكنيست الـ24 التي أجريت عام 2021، وعلى 15 مقعدا في انتخابات
الكنيست الـ23 التي أجريت في 2020، ذكر الخبير المقيم في الداخل المحتل، أن "لهذا
التراجع دلالات كثيرة منها: أزمة أعضاء الكنيست العرب الذين منهم من له 24 عاما في
الكنيست، إضافة إلى وجود بعض الأحزاب العائلية الفردية مثل "العربية للتغيير".
ولفت
إلى أن هناك حزبا مثل "الجبهة الديمقراطية" يدعو إلى "التعايش مع اليهود
وما يسمى بالمساواة"، منوها إلى أن مشاركة حزب "القائمة العربية الموحدة"
في "تشكيل الحكومة الإسرائيلية التي تقتل أهلنا وشعبنا، أثر على نفسيات الجمهور
العربي، وقتلت إسرائيل 16 طفلا في غزة ولم تنسحب من الائتلاف الحكومي، وهنا الجمهور
العربي لم يعد يثق بهذه القوائم، التي شرعت في تأسيس شركات وجمعيات تعود على أنصارها
فقط بالفائدة".
ومن
ناحية أخرى، فإن "هناك من يرى من العرب أصحاب المبادئ، أن الدخول في الكنيست هو اعتراف
بالاحتلال الإسرائيلي على أرضنا ومنحه الشرعية وتلميع وجهه القبيح، إضافة إلى أن هناك
من يرى أن دخول الكنيست لن يؤدي إلى سلام حقيقي، وعدم الحصول على الخدمات الأساسية
والمطلبية للوسط العربي في الداخل بالشكل المطلوب"، بحسب أبو جابر في حديثه لـ"
عربي21".
يذكر
أن نسبة تصويت العرب في انتخابات الكنيست الـ24 التي وصلت إلى 45 في المئة، كانت هي الأقل
في تاريخ مشاركة الأحزاب العربية في انتخابات الكنيست منذ احتلال فلسطين وإقامة دولة
الاحتلال.