استمرار الاشتباك شمال سوريا.. و"تحرير الشام" تحاول دخول عفرين

توسعت رقعة الاشتباكات بين فصائل الجيش الوطني السوري، لتشمل غالبية مدن وبلدات ريفي حلب الشمالي والشرقي، وذلك بعد اندلاع شرارتها في مدينة الباب، على خلفية تورط فصائل في عملية اغتيال الناشط محمد عبد اللطيف المكنى "أبو غنوم"، نُفذت قبل أيام، راح ضحيتها الناشط وزوجته الحامل.

وأوقعت الاشتباكات 13 قتيلا، بينهم ثلاثة مدنيين، وفق حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان، مساء الأربعاء.

وفي التفاصيل، امتدت الاشتباكات التي اندلعت في الباب بين "الفيلق الثالث" و"فرقة الحمزة" المتورطة في عملية الاغتيال إلى مدينة عفرين، وانخرطت فيها فصائل جديدة، من أبرزها "هيئة تحرير الشام"، التي تحاول اقتحام مدينة عفرين.

وأفاد الصحفي عبد العزيز الخطيب، بأن مجموعات تابعة لـ"تحرير الشام" تقدمت إلى قرية قريزحل بريف عفرين، بعد قصفها بالدبابات والهاون.

وأوضح لـ"عربي21" أن "تحرير الشام" ساندت التحالف الجديد بين "فرقة الحمزة" و"حركة أحرار الشام"، بمواجهة "الفيلق الثالث" و"حركة التحرير والبناء" و"فيلق الشام".

ومثلت حادثة اغتيال الناشط أبو غنوم الشرارة التي أشعلت الاشتباكات، حيث قام "الفيلق الثالث" بمداهمة مقرات "فرقة الحمزة" في الباب، بعد التثبت من تورط قيادات في الأخيرة بعملية الاغتيال.

وبث "الفيق الثالث" اعترافات مصورة لأحد منفذي عملية الاغتيال، وهو يؤكد تلقيه الأوامر من قيادات "فرقة الحمزة"، ما دفع بـ"الفيلق الثالث" تحت مطالب الشارع الغاضب بمحاسبة المتورطين إلى اقتحام مقرات الفرقة في الباب والسيطرة عليها.

وبعد ذلك، قصفت "فرقة الحمزة" المقرات؛ في محاولة لاستعادتها، قبل أن تمتد الاشتباكات إلى مناطق أخرى، من بينها الغندورة وعفرين، مع دخول فصائل جديدة على خط الاشتباكات.

ونجم عن الاشتباكات -التي ما زالت مستمرة- قتلى في صفوف المدنيين، حيث قتل مدني في مدينة الباب جراء إصابته بقذائف الهاون، وكذلك قتلت امرأة في منطقة جنديرس بريف عفرين جراء الاشتباكات بين "تحرير الشام" والفصائل المساندة لـ"الفيلق الثالث"، فضلاً عن إصابات في صفوف المدنيين، في الوقت الذي تغيب فيه المعلومات عن تعداد القتلى في صفوف العسكريين.

وشهد محيط معبر دير بلوط، الذي يربط مدينة عفرين بإدلب وريفها، اشتباكات بالأسلحة الثقيلة والدبابات، وقال مراسل "الفيلق الثالث" إنهم تمكنوا من إلحاق خسائر كبيرة في صفوف أرتال "تحرير الشام".

ويبدو أن "تحرير الشام" وجدت في الاشتباكات فرصة لتوسيع نطاق نفوذها إلى أرياف حلب (درع الفرات، غصن الزيتون)، كما يقول الباحث بالشأن السوري أحمد السعيد.

ويضيف السعيد لـ"عربي21" أن "تحرير الشام" تحاول استغلال "النقمة الشعبية" من تجاوزات بعض الفصائل، خاصة أن مستوى التأييد الشعبي للفصائل في حدوده الدنيا.

في الأثناء، أعلن فريق "منسقو استجابة سوريا" عن تسجيل أكثر من 9 مخيمات في مناطق أرياف إدلب وحلب لحالات نزوح؛ بسبب الاشتباكات الدائرة بين "تحرير الشام" وفصائل من الجيش الوطني، على خلفية مهاجمة "الفيلق الثالث" لـ"فرقة الحمزة".

وأضاف الفريق، في بيان وصل لـ"عربي21"، تعرض أكثر من 6 مخيمات للاستهداف نتيجة الاشتباكات المستمرة بين الفصائل العسكرية.

وأكد "منسقو الاستجابة" على عدم قدرة بعض النازحين على الخروج من بعض المخيمات؛ بسبب محاصرتها وانقطاع الطرق.

وأدان الفريق الاعتداءات المتعمدة بحق السكان المدنيين، من خلال خلق حالة من عدم الاستقرار، وطالب بوقف عمليات الاعتداء المتكررة والاشتباكات، وشدد على ضرورة ضبط انتشار السلاح بشكل فوري، وإبعاد المدنيين عن مناطق الاقتتال العشوائي.