ملفات وتقارير

خبراء: لهذه الأسباب يستهدف الاحتلال المطارات السورية

تركز إيران في الدول التي تسجل وجوداً عسكرياً لها على السيطرة على المنافذ الجوية والبحرية
تركز إيران في الدول التي تسجل وجوداً عسكرياً لها على السيطرة على المنافذ الجوية والبحرية

تثير ضربات الاحتلال الإسرائيلي لمطاري دمشق وحلب تساؤلات عديدة حول سبب التركيز على هذه المنشآت الحيوية، وطبيعة الأهداف.

فبعد أسبوعين من استهداف مطاري حلب ودمشق، أعاد الاحتلال فجر السبت، استهداف مطار دمشق برشقات صاروخية، ما أدى إلى مقتل خمسة عسكريين من قوات النظام.

ويرجع مدير "مركز رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد زيادة وتيرة الاستهداف للمطارات، إلى محاولة الاحتلال قطع طرق الإمداد الجوي الإيراني إلى سوريا.

ويضيف لـ"عربي21" أن الاحتلال يسعى إلى قطع الطريق أمام وصول العتاد المتطور، كما فعلت عندما قصفت مطار حلب لمرتين على التوالي، حيث كان القصف الذي أخرج المطار عن الخدمة مؤقتاً، بهدف منع هبوط طائرات إيرانية فيه.

ويقول الأسعد إن "الاحتلال يتعامل مع كامل الجغرافيا السورية على أنها مسرح عمليات وتدريب لقواته، حتى تسهل عليه مستقبلا مهمة تنفيذ ضربات جوية كبيرة، من خلال تحديد الأهداف".

ويرى الأسعد أن ما يساعد الاحتلال على تنفيذ الضربات تباعاً هو "عدم وجود منظومات دفاعية جوية قد تشكل أي تهديد لمقاتلاته التي تسرح في الأجواء السورية، وتنفذ الضربات ضد أهداف حقيقية".

"ضرب الأذرع الإيرانية"

أما الباحث المختص بالشأن الإيراني مصطفى النعيمي، فيضع تصاعد الضربات ضد المطارات السورية في سياق مخطط الاحتلال الهادف إلى استهداف الأذرع الإيرانية في سوريا، وفي مقدمتها المليشيات التابعة لـ"فيلق القدس" الإيراني.

وقال لـ"عربي21" إن إسرائيل تطبق تكتيك "جز العشب" في استهدافاتها داخل سوريا منذ العام 2018 وحتى هذه اللحظة، وهذا ما يتضح من خلال ضرب شحنات الأسلحة القادمة من طهران جواً وبحراً.

وبحسب النعيمي فإن إسرائيل تخشى من وصول دفعات صواريخ متطورة إلى "حزب الله"، وهو الأمر الذي إن تم سيشكل تهديدا كبيرا لقواتها.

ولفت الباحث إلى الدور الإيراني البارز في عمليات إعادة تأهيل المطارات عقب كل قصف، وذلك من أجل إبقاء خطوط الملاحة الجوية المدنية تعمل ضمن مستوى جيداً.

وأمام ذلك، يعتقد النعيمي أن نطاق العمليات الجوية الإسرائيلية في طريق التوسع، وذلك في إشارة منه إلى احتمالية استهداف مطارات أخرى غير دمشق وحلب.

 

أسباب تكثيف الاحتلال ضرباته

 

ويرى الكاتب والباحث الفلسطيني المختص بالشأن الإسرائيلي، عادل ياسين، أن هناك أسبابا عديدة تدفع الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة وتكثيف عدوانه في سوريا، أولها الإدراك بأن النظام السوري لن يقدم على الرد، وسيكتفي بالحديث عن دور الدفاعات الجوية في التصدي للطائرات الإسرائيلية، بما يعني أن سكوته يشجع إسرائيل لتنفيذ وتكثيف الهجمات.


ويضيف لـ"عربي21"، أن تكثيف الضربات يكشف عن هاجس إسرائيل من استغلال هذه المطارات لنقل أسلحة نوعية ومواد ومعدات من إيران إلى سوريا، ومنها إلى لبنان لكي يستخدمها "حزب الله" في تطوير منظومة الصواريخ الدقيقة التي تشكل تهديد حقيقي على منشآتها الحيوية وقواعدها العسكرية.

 

علاوة عن تطوير الطائرات المسيرة التي تضع سلاح الجو الإسرائيلي أمام معضلة حقيقية في كيفية التعامل معها، كما حدث مؤخرا حينما أطلق الحزب طائرات مسيرة تجاه حقل غاز كاريش، وفق ياسين.


ويتابع بأن "إسرائيل تعتبر سوريا أرضا مستباحة يمكن استخدامها في إطار محاولاتها لترميم قوة ردعها، وهو ما لا يمكنها فعله أمام حزب الله في لبنان ولا حتى أمام غزة، لأنها تدرك بأنها ستقابل برد فعل قوي، قد يدفعها نحو تصعيد ومواجهة عسكرية لا تنسجم مع مصلحتها في الوقت الحالي".

بدوره، يقول الباحث بالعلاقات الدولية والمهتم بالشأن الإسرائيلي، أحمد العناني، إن الاستراتيجية الإسرائيلية تعتمد على قصف مواقع تتواجد بها أذرع إيران بالداخل السوري، وخاصة المطارات، حيث تعتقد تل أبيب أن توجيه ضربات استباقية ونوعية مركزة يخدم هدف تقليم أظافر المليشيات الإيرانية.

وأكد لـ"عربي21" أن إسرائيل تنتهج هذا النهج منذ فترة، والهدف هو إضعاف قوة أذرع إيران، وهي تستند إلى المعلومات عن تمركزات لمواقع داخل مطارات الداخل السوري.

 

اقرأ أيضا: خمسة قتلى في قصف استهدف مطار دمشق والريف الجنوبي

"قطع الطريق على المخطط الإيراني"

بدوره، يقول الكاتب المهتم بالشأن الإيراني عمار جلو، إن إيران تركز في الدول التي تسجل وجودا عسكريا لها، على السيطرة على المنافذ الجوية والبحرية، لجعلها جسر إمداد لها.

وأوضح جلو في حديثه لـ"عربي21" أن إيران "تريد السيطرة على هذه المنافذ لتمرير الأسلحة والمعدات وتقنيات الصناعات الحربية، ونرى ذلك بوضوح في لبنان والعراق".

وأضاف الكاتب أن "المنافذ الجوية والبحرية تشكل المرتكز لتنفيذ المشاريع الإيرانية التوسعية خارج الحدود، ويبدو أن الضربات الإسرائيلية تحاول قطع الطريق على تنفيذ ذلك، أي منع إيران من تزويد قواتها بالأسلحة المتطورة".

"منع التموضع الإيراني"

من جانب آخر، تفيد مصادر عسكرية سورية بأن الضربات الإسرائيلية تهدف بالدرجة الأولى إلى "منع تموضع إيران عسكريا في سوريا".

وترجع تصاعد الضربات على المطارات إلى زيادة الشحنات العسكرية التي تصل من إيران جواً، عبر طائرات "مدنية".

لكن جلو يعتقد أن الضربات هذه لا تمنع التموضع الإيراني، خاصة أن إيران تتعامل مع مشاريعها التوسعية بنفس طويل.

يذكر أن وزارة النقل التابعة للنظام، أعلنت أنه لا توجد أي تعديلات على الرحلات الجوية المقررة والمبرمجة عبر مطار دمشق الدولي، وذلك بعد ساعات من استهدافه بغارات إسرائيلية، مؤكدة أن المطار يعمل بشكل طبيعي في خدمة المسافرين ووفق حركة النقل الجوي المعتادة.


التعليقات (2)
سعد
الإثنين، 19-09-2022 06:29 ص
لا تلوموا شخص الاسد .. فهو مجرد رمز لاهداف اخرى ليست حربية او دفاعية او شرفية .. لكن في التقارير الواردة في المقال فقرات تستحق التوقف عندها " حكاية متطورة هذه لم نكن نسمعها الا مع الجيوش والدول الصناعية التي حققت انجازات جمة في المجالات الصناعية .. فهل من حيث ندري او لا ندري اصبحت ايران ضمن هذه الدول المتقدمة ولم تعد اسلحتها مجرد حشوات خردة ؟ عموما ايران واسرائيل لم تلتقيا وجها لوجه .. بل تدار المعارك بينهما بواسطة احزاب وحشود ومنظمات عربية للاسف .. يعني اسرائيل تحتل الارض وتستخدم البشر عنها وايران كذلك تذل العرب وتستخدم شواذهم كوقود لمعاركها مع اسرائيل ..!!
ابو عبد الرحمن المطيرى
الأحد، 18-09-2022 11:44 ص
اسد على شعبه لبواء امام اسرائيل