أخبار ثقافية

الجامعة الأمريكية ببيروت تطلق الأرشيف الرقمي لجريدة تاريخية

الصحيفة صدرت في العهد العثماني وتوقفت مع سقوط الدولة العثمانية- تويتر
الصحيفة صدرت في العهد العثماني وتوقفت مع سقوط الدولة العثمانية- تويتر
أعلنت الجامعة الأمريكية في بيروت عن إطلاق منصة رقمية لأرشيف صحيفة "ثمرات الفنون"، الصحيفة البيروتية التي أُطلق العدد الأوّل منها في 20 نيسان/ أبريل 1875 والتي أسسها في ذلك الوقت عبد القادر القبّاني.

ثمرات الفنون هي جريدة أسبوعية تأسست عام 1875 فتولى الشيخ عبد القادر مصطفى القباني، أحد الشخصيات البارزة في الحقل العام في أواخر القرن التاسع عشر، إدارتها ورئاسة تحريرها، كما أنه اهتم بأمورها المالية والمراسلات الخارجية والإشراف على عملية التصحيح والتدقيق والطبع منذ إنشائها.

في العام 1878، وبعد وفاة الحاج سعد الله حمادة مؤسس "جمعية الفنون" التي كانت تُصدر الجريدة، اشترى القباني حقوقها ومطبعتها واستمر في الإشراف على إصدارها وطباعتها وإدارتها منفرداً لمدة ثلاثة وثلاثين عاماً احتجبت خلال هذه المدة قسراً لأربع مرات قبل أن تحتجب نهائياً في المرة الخامسة حيث ودّعت عالم الصحافة نهار الإثنين في 20 تشرين الثاني 1908.

كانت جريدة ثمرات الفنون تصدر وفقاً للتقويم الهجري حيث صدرت لمدة أربعة وثلاثين عاماً. وكانت تهتم بنشر أخبار العالم وأخبار العالم الإسلامي والعربي في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والأدبية والعلمية بالإضافة إلى نشر الأخبار المترجمة عن الصحف والمجلات الأجنبية.

وكان لها مراسلون ومندوبون ووكلاء في مختلف أقطار السلطنة العثمانية موزعين في كل من بيروت ودمشق واللاذقية وقبرص وعكا وجبل لبنان وحماه وصيدا وحيفا ويافا والشوف وطرابلس وازمير وصور ونابلس ومصر وترسيس واسكندرونة وحمص والاستانة (إسطنبول) وغزة وبور سعيد والجزائر وبغداد.

واكتسبت الجريدة خلال مدة صدورها قيمة تاريخية من حيث كونها سجلّا للأحداث السياسية والاجتماعية والأدبية ومرجعاً موثوقاً في أكثر الفترات الحساسة من تاريخ لبنان والعرب مع أفول نجم السلطنة العثمانية وتزايد النفوذ الأجنبي في الشرق الأوسط وبخاصة لبنان. فشهدت هذه الفترة نهضة أدبية ثقافية كبرى كانت إحدى محفزاتها انتشار المدارس والإرساليات وتنامي العصبية العربية وما رافقها من اهتمام باللغة العربية.

واهتمت الجريدة أيضاً بحركات تحرير المرأة ونهضة الصحافة حيث كانت الجريدة تواكب هذه التحولات في المجتمع العربي والإسلامي كمشارك ومحرّك فاعل في النهضة.

بالإضافة لتأسيس الجريدة أسّس القباني جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية وأنشأ مدارسها المجانية في العام 1878، حيث أطلق تأسيسها من خلال جريدته وذلك بعد تأسيس الكلية الإنجيلية السورية (الجامعة الأمريكية في بيروت) وجامعة القديس يوسف (الجامعة اليسوعية) في بيروت.

وتنشر مكتبات الجامعة الأمريكية في بيروت الأرشيف الرقمي لجريدة "ثمرات الفنون"، التي هي هدية مقدمة، من حفيدة مؤسسها السيدة إنعام قباني النصولي، وهي التي قامت بتمويل إعادة طباعة الجريدة رقمياً، ثمّ قامت مكتبات الجامعة بتنظيمها وأرشفتها وإيداعها في مجموعاتها الرقمية من أجل إتاحتها مجاناً للباحثين في العالم على مبدأ الوصول الحر للمعلومات والبحث في النصوص الكاملة على شبكة الويب.
التعليقات (2)
د. صباح كركوكلي
السبت، 22-10-2022 06:56 م
هل في مكتبتك صحف ومجلات عراقية صدرت في العهد العثماني مع الشكر
نسيت إسمي
الإثنين، 20-06-2022 05:13 م
'' قصة أول جريدة ظهرت في العالم '' إنجلترا زمان كان اسمها (بريطانيا العظمى).. كانت إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس 24 ساعة.. من كندا إلى الهند مروراً بمصر.. حتى عندما استولت على أستراليا قررت ضم القارة كلها إلى إنجلترا باعتبارها جزأً منها.. لا مستعمرة مستقلة.. من أجل ذلك كانت لها أقوى أسطول بحرى فى العالم لذا سميت (أميرة البحار). ثم قررت أن (الاحتلال) ليس احتلال الأرض بل احتلال الشعوب.. وأهم ما فى البشر هو العقل، لذا قررت طبع (أوراق) تجذب الناس فيشترى الناس هذه الأوراق التى ستغزو عقولهم ووجدانهم.. لتتطور الأمور فيما بعد لتصبح هذه الأوراق اسمها الصحف!! وظهرت أول جريدة بالمعنى الذى نعرفه الآن اسمها (التايمز) صدر أول عدد بالطريقة المعروفة الآن عام 1785.. وكلمة (التايمز) ترجمتها الحرفية بالعربية (الأوقات) ثم تطورت الترجمة لتصبح (الزمان).. وأصبحت كلمتا التايمز والزمان اسم للصحف التى صدرت بعد ذلك فى معظم أنحاء العالم. وكانت فرنسا طول عمرها تنافس إنجلترا فى محاولة سيطرتها على العالم.. احتلت فرنسا سواحل البحر الأبيض المتوسط كلها عدا مصر وفلسطين.. احتلت لبنان وسوريا وتونس والمغرب والجزائر.. وأنشأت فيها المطابع وأصدرت فيها الصحف باللغة العربية.. وكانت لبنان بالذات صاحبة أكبر عدد من الصحف. وبعد أن تولى محمد على باشا الكبير السلطة في مصر بحوالى ربع قرن أصدر أول صحيفة مصرية عام 1828 التى تصدر حتى الآن باسم (الجريدة الرسمية) أو (الوقائع المصرية).. ثم حدث الهجوم الصحفى اللبنانى بعد ذلك على مصر.. بشارة وسليم تكلا (الأهرام) 1875.. ثم دار المعارف (مطبعة تجارية لنشر العلم والثقافة فى كل أنحاء العالم العربى) لصاحبها نجيب مترى (أديب كبير وشاعر) 1890.. ثم دار الهلال (مجلة الهلال والمصور والاثنين والكواكب عام 1892 لصاحبها جورجى زيدان المؤرخ والقصصى الكبير).. ثم روز اليوسف لصاحبتها فاطمة اليوسف عام 1925.. والجورنال ديجيبت لادجار جلاد مع (الزمان المسائية) 19 إبريل 1920.