هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أبلغ أنور الغربي مستشار الرئيس التونسي الأسبق للشؤون الدولية أن برلمان جنيف أصدر مشروع قرار بخصوص ما يحدث في تونس استعمل فيه لغة وصفت بأنها "غير مالوفة لديه في التعاطي مع الملفات الخارجية وفي وصف الأنظمة المعترف بها".
وأكد الغربي في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن "مشروع القرار الذي يحوز على دعم واسع وغير مسبوق من الأحزاب السبعة الممثلة في البرلمان من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، يصف ما حدث في تونس بأنه انقلاب على كل السلط وأن قيس سعيد خنق الحياة السياسية ويسعى لتدجين القضاء وهرسلة المجتمع المدني ومصادرة الحريات واستعمال القضاء العسكري، وأن الانقلاب يقود البلاد نحو منزلقات خطيرة يصفها بالمناطق المظلمة وأنه يصدر قرارات عبثية".
وأوضح الغربي أن أهمية ما يصدر عن برلمان جنيف تكمن في أنه "إضافة لكونه السلطة التشريعية لكونتون وجمهورية جنيف فإنه متابع بدقة من جميع البلدان الممثلة في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية مثل منظمة العمل والتجارة والصحة والملكية الفكرية واللاجئين والتعاون الدولي وحتى الأرصاد الجوية والمناخ".
وأضاف: "سيكون من العبث مستقبلا استعمال عبارات تصحيح المسار والشعب يريد والديمقراطية الجديدة وغيرها من الشعارات التي يرددها قيس سعيد أو وزيره للخارجية دون أن يقنع أحدا بل يزيد من حجم الازدراء لنظام يسير عكس الديبلوماسية بل عكس المنطق والعقل والفهم السوي للأشياء".
وذكر الغربي، الذي يستعد لتقديم ورقة عما يجري في تونس في المؤتمر السنوي للاتحاد الدولي للحقوقيين، الذي من المفترض أن ينعقد هذا الأسبوع، أنه "في نفس الأسبوع سيرسل الاتحاد الأوروبي وفدا من لجنة حقوق الإنسان في الاتحاد للاطلاع على حقيقة الأوضاع في البلاد"، وفق تعبيره.
وتشهد تونس منذ 25 يوليو/تموز 2021، أزمة سياسية حادة إثر إجراءات استثنائية بدأ سعيد فرضها، منها حل البرلمان وإلغاء هيئة مراقبة دستورية القوانين وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية وحل المجلس الأعلى للقضاء.
وتعتبر قوى تونسية هذه الإجراءات "انقلابا على الدستور"، بينما ترى فيها قوى أخرى "تصحيحا لمسار ثورة 2011"، أما سعيد، الذي بدأ في 2019 فترة رئاسية تستمر 5 سنوات، فقال إن إجراءاته هي "تدابير في إطار الدستور لحماية الدولة من خطر داهم".
إقرأ أيضا: احتجاجات في تونس ضد سعيّد رغم الإجراءات الأمنية (شاهد)