هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلنت
الولايات المتحدة، مقتل أمير محمد سعيد والمكنى بأبي عبد الله قرداش، زعيم تنظيم
الدولة، في بلدة أطمة بريف إدلب شمال سوريا، وهي المرة الثانية التي تنفذ فيها
قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن عملية إنزال جوي في مناطق سيطرة "هيئة تحرير
الشام"، بعد الإعلان عن مقتل زعيم التنظيم السابق، عبد الله البغدادي.
وتساءل
خبراء عن سبب اختيار قادة تنظيم الدولة لمناطق سيطرة "تحرير الشام" سواء
للاختباء، أو لقيادة عمليات التنظيم، التي شهدت ازديادا في الآونة الأخيرة، خاصة
في مناطق البادية السورية.
وقال الخبير بالشؤون الجهادية، عرابي عرابي، لـ"عربي21"؛ إن وجود زعيم تنظيم الدولة في إدلب الخاضعة لسيطرة "تحرير الشام"، يدل على أن التنظيم لديه القدرة على التنقل من العراق إلى سوريا عبر سلسلة عمليات.
ورجح أن يكون زعيم "داعش" قد وصل إلى ريف إدلب قبل 6 أشهر فقط، بمساعدة من خلايا التنظيم في المنطقة، مشيرا إلى إمكانية وجود متعاونين على الأرض من "تحرير الشام" أو قياداتها.
بدوره، رأى المحلل العسكري والاستراتيجي، العميد أحمد رحال، في حديث مع "عربي21" أن العملية الاستخباراتية الواسعة، نفذت بمساعدة للتحالف الدولي والولايات المتحدة، من زعيم "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، الذي يحاول أن يقدم نفسه على أنه ليس إرهابيا، لإزالة "الهيئة" عن قوائم الإرهاب.
وأشار إلى أن "تحرير الشام" لم تشارك في صد العملية، رغم انتشار حواجز عناصرها في المنطقة، ما يدل على وجود تنسيق بين "الهيئة" وقوات التحالف الدولي.
اقرأ أيضا: جندي سابق بالجيش العراقي وزعيم لـ"داعش".. من هو القرشي؟
من جانبه، قال المحلل العسكري، عبد الجبار العكيدي، لـ"عربي21"؛ إن اختيار الشمال السوري من زعيم تنظيم الدولة للاختباء، يأتي كون المنطقة تضم عددا كبيرا من النازحين والمهجرين، ما يخلق بيئة مناسبة للاختفاء.
وأكد أن زعيم "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، يقدم معلومات استخباراتية وأمنية، ضمن محاولات إزالة صفة الإرهاب عن "الهيئة".
وأضاف: "منطقة أطمة مرتع لكل أجهزة استخبارات العالم التي نجحت في اختراق كل التنظيمات الجهادية وغيرها".
اقرأ أيضا: بايدن: زعيم تنظيم الدولة فجر نفسه مع اقتراب قواتنا للمبنى
ورأى الدبلوماسي السوري السابق، بسام بربندي، في حديث مع "عربي21"، أن حادثة قتل "قرداش" في إدلب تظهر ضعف كل المعارضة السياسية في سوريا، لا سيما أن كل الشمال السوري متروك للعصابات والمليشيات والإرهابيين.
وأضاف: "العصابات والمليشيات والإرهابيين يخربون الشمال السوري"، متسائلا أين المعارضة السياسية من كل ذلك؟"
الإدارة الأمريكية
وقال
الرئيس الأمريكي جو بايدن، الخميس، في تصريحات صحفية؛ إن زعيم تنظيم الدولة أبو إبراهيم الهاشمي القريشي "أزيل من المعركة"، مشيرا إلى أنه كان يشرف على
عمليات عدة في أنحاء العالم، وآخرها قضية السجن في شمال شرق سوريا.
وأكد
أن زعيم "داعش" فجر نفسه في الطابق الثالث من المبنى الذي كان يتحصن به
بعد اقتراب القوات الأمريكية من المكان، مشيرا إلى أنه قرر عدم استهداف زعيم
التنظيم بهجوم جوي لعدم إحداث خسائر بشرية.
وكان
بايدن، قد قال في بيان نشره البيت الأبيض عبر موقعه الإلكتروني: "بتوجيهات
صادرة عني، نفذت القوات العسكرية الأمريكية في شمال غرب سوريا بنجاح عملية لمكافحة
الإرهاب لحماية الشعب الأمريكي وحلفائنا، ولجعل العالم مكانا أكثر أمانا".
President Biden, Vice President Harris and members of the President’s national security team observe the counterterrorism operation responsible for removing from the battlefield Abu Ibrahim al-Hashimi al-Qurayshi — the leader of ISIS. pic.twitter.com/uhK75WeUme
— The White House (@WhiteHouse) February 3, 2022
بدوره،
رأى وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أن عملية الإنزال كانت قاصمة لتنظيم
الدولة، وساعدت في جعل بلاده أكثر أمنا.
وأكد في بيان أن "القرشي"، قام بتقديم إرشادات عملياتية شبه مستمرّة لمقاتلي "داعش"،
من بينها الهجوم على السجن في الحسكة وذبح الأزيديين في العراق، لكنه بات الآن
خارج ساحة المعركة وخرج عن القيادة، وما عاد بقدرته أن يهدّد المزيد من الأرواح.
وأشار
إلى أن القتال ضدّ تنظيم الدولة مستمر، مضيفا: "قد يكون زعيمهم قد قضى، ولكن
أيديولوجيتهم الملتوية وعزمهم على القتل والتشويه والإرهاب، ما زالت تهدّد أمننا
القومي وحياة عدد لا يحصى من الأبرياء".
تنظيم الدولة
ولم
يصدر تنظيم الدولة أي تعليق، حول مقتل زعيم التنظيم، رغم أن وكالة
"أعماق" المقربة من "داعش" نشرت عددها الأسبوعي من صحيفة
"النبأ"، دون أي خبر عن مقتل "أبو إبراهيم القرشي".
ورأى
خبراء أن التنظيم يتعمد عدم الإعلان عن مقتل زعيمه "القرشي"، في محاولة
لترتيب البيت الداخلي، وهو ما حصل عند مقتل "أبو بكر البغدادي" حيث تأخر
"داعش" مدة 3 أيام للإعلان عن مقتله، في منطقة باريشا شمال سوريا، عام
2019.