نشرت صحيفة
لبنانية ما قالت إنها محاضر رسمية للقاءات عقدها السفير
الكويتي
في لبنان عبد العال القناعي مع الزعيم الدرزي وليد
جنبلاط.
وبحسب صحيفة "الأخبار" المقربة من حزب الله، فإن القناعي كان يتّكل
كثيراً على معطيات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وفريقه الوزاري والنيابي، فيما يتعلق بالوضع في لبنان، وعلاقة
الحريري
بالرياض على وجه الخصوص.
وبحسب أحد التقارير فقد ذكر جنبلاط أن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد
الحريري ضائع ولا يركز.
وبحسب جنبلاط الذي التقى الحريري في 19 آذار/ مارس 2021 إبان العهدة له
بتشكيل الحكومة، فإن الحريري في "حالة ضياع وتشتت وعدم تركيز".
ويشير التقرير الدبلوماسي، وفق الصحيفة، إلى العلاقة بين الحريري
والسعودية، حيث "كان الحريري واضحاً في تبيان امتعاضه من مسار العلاقة إلى درجة
صدّه لمحاولات جنبلاط الذي حثه على فتح قناة الاتصال مع السفير السعودي في بيروت، حيث
لم يرغب بالتحرك تجاهه. يذكر أن محاولات اتصال الحريري بالعاصمة السعودية الرياض لم
تسفر عن شيء حيث قوبلت جميعها بالصدّ والرفض".
وفي موضع آخر دعا جنبلاط الحريري إلى "الأخذ بالحسبان
مصير عائلته في السعودية، لأن مسؤولين أمنيين سعوديين استفسروا عن مدى صحة نيته نقل
عائلته من الرياض إلى أبو ظبي، وتقصّيهم الدائم حول هذه المعلومة. ومثل هذا الاستفسار
دلالة على تعقب المعنيين لوضعية عائلة الحريري واهتمامهم بتحركاتها، وعدم استبعاد فرضية
توظيفها للتأثير والضغط على رئيس الحكومة المكلف".
وينتهي التقرير بالإشارة إلى أن "هذا الأمر يبيّن عدم
رضا الرياض عن محاولات الحريري فتح قناة في علاقته بالإمارات، بالتزامن مع احتمالية
غلقه لمسار علاقته مع العاصمة السعودية. تشي هذه المسألة بفتور يصل إلى درجة الامتعاض
والتحفظ السعودي، لا من الحريري فحسب وإنما من أبوظبي كذلك، وما لذلك من دلالات أو
مؤشرات على الصعيد السياسي ودرجة التنسيق والتحالف الاستراتيجي السعودي – الإماراتي".
وفي تقرير آخر يعود إلى آب/ أغسطس 2020، يكشف السفير الكويتي
في بيروت أن الاتصالات بين الحريري والسعودية "كانت مقطوعة تماماً منذ أواخر
2019، وهذا ما تسبب بتعثّر خطوات الحريري بين تحفّز للعودة إلى رئاسة الحكومة والتراجع
لاحقاً تحت ضغط «الفيتو» السعودي".
وأشار التقرير إلى أن الحريري "تلقى في إحدى المناسبات
رسالة هاتفية قصيرة من مسؤول سعودي كبير تتضمن طلباً مباشراً من ولي العهد السعودي
بسحب ترشيحه لرئاسة الحكومة، ربطاً برفض الرياض أي دور له في المرحلة المقبلة، فضلاً
عن المعارضة الشديدة من «حلفائها» اللبنانيين مثل القوات اللبنانية والحزب التقدمي
الاشتراكي لعودته إلى رئاسة الحكومة. وقد أعقب ذلك شعور الحريري بالإحراج ووصوله إلى
طريق مسدود مع حلفائه في الداخل، ومع الرئيس عون والتيار الوطني الحر، ومع السعودية
بشكل أساسي".