هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يواصل
المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، الترويج لمقاربة "خطوة بخطوة" لإيجاد
حل للقضية السورية المستعصية، رغم أنها لم تلق الكثير من الاهتمام سواء من طرف
المعارضة أو النظام السوري.
وتواجه
العملية السياسية في سوريا خطرا حقيقيا، وسط ما يعده كثيرون بأنه تمييع للقرار الأممي 2254، الذي يعد "خارطة الطريق للانتقال السياسي في
البلاد".
وظهر
مصطلح "خطوة بخطوة" للمرة الأولى في سوريا، بورقة أعدها "مركز كارتر"
الأمريكي، تضمنت اقتراح خطوات تبادلية في قطاعات معينة، كالبدء في عملية إعادة
الإعمار، وتخفيف تدريجي للعقوبات الأمريكية والأوروبية، مقابل قيام النظام بخطوات مثل
إطلاق سراح المعتقلين، وتأمين عودة اللاجئين، والمشاركة الجدية في المسار السياسي
في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
ورأى
عضو هيئة التفاوض السورية المعارضة، يحيى العريضي، أن المبعوث الأممي بحاجة
للتذكير بأن جوهر مهمته حماية قرارات ومقاصد الأمم المتحدة، "وليس إيجاد المخارج
للمجرمين للتخلص من أعباء التزاماتهم في تنفيذ قرارات مجلس الأمن".
وقال
في تصريح لـ"عربي21"، إن "مقاربة الخطوة بخطوة طرح وقح وفاشل،
ويحمل في طياته مؤامرة كبرى، لا سيما أنها تزيد من مكابرة المنظومة الاستبدادية
وانفصامها عن الواقع".
وأشار
إلى أن بيدرسون، حاول خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن إضفاء الصفة الرسمية أو
"القانونية" أو "الشرعية" على مشروعه "الخطوة
بخطوة"، من خلال استخدام عبارات جذابة سمّاها "إجراءات بناء ثقة".
وشكك
العريضي بوجود تفاهم روسي- أمريكي حول مقاربة "الخطوة بخطوة"، مشددا على
أن الخطوة الوحيدة الممكنة واللازمة هي اقتلاع منظومة الإجرام الاستبدادية،
بالسياسة إن أمكن؛ وإن تعذر، فهناك ما لا يُحصى من الطرق.
وأضاف:
"ليذهب بيدرسون ومن يسير أو يقبل معه مشروع الخطوة بخطوة إلى الجحيم".
اقرأ أيضا: معارضة سوريا تستنكر تصريحات بيدرسون.. ماذا عن "الدوحة"؟
ونبّه
إلى أن الخطوات التي تحدث عنها بيدرسون كإطلاق سراح المعتقلين، ووقف القتال وعودة
اللاجئين، تعد "أهدافا نبيلة"، إلا أن النظام السوري لم يقدم على أي
منها، بل حرص على اشتعالها المستمر.
واعتبر
أن الهدف من "خطوة مقابل خطوة" يتمثل بإعادة تأهيل منظومة الاستبداد،
ومسح جرائمها، والدعس على قرارات الأمم المتحدة، التي تنص على اعتبار معظمها أمورا
مسلما بها، أو فوق تفاوضية.
من
جانبه، رأى الباحث والصحفي السوري، درويش خليفة، في تصريح لـ"عربي21"، أن بيدرسون استشف من زياراته إلى
عواصم عديدة، أنه لا توجد ظروف إقليمية دولية مساعدة لتجاوز حالة العجز في إنجاز
أي من فقرات القرار الدولي 2254؛ بسبب تعطيل النظام للجولات الست الماضية من عمل
اللجنة الدستورية.
واستبعد
أن تكون خطة "خطوة مقابل خطوة" قادرة على تعويم النظام السوري، مرجحا أن
الوضع الحالي في سوريا سيبقى لفترة تتجاوز العامين على الأقل في ظل الاضطرابات في
الإقليم.
واعتبر
أن بيدرسون يحاول من خلال خطته، أن يهدم الجدار الفولاذي الذي يعيق الحل السياسي
في سوريا، ويبدو أن الأمم المتحدة، منحته الضوء الأخضر للتحرك بأريحية دون أي مساس
بخارطة الطريق الموضوعة للحل السياسي السوري وفق القرار 2254.
اقرأ أيضا: الخارجية الأمريكية لـ"عربي21": لا نؤيد أي تطبيع مع الأسد
وأشار
إلى أن الروس غير قادرين على فرض رؤيتهم على الإيرانيين بالحالة السورية، بسبب
تمسك النظام في طهران ببشار الأسد وفق الوضع الحالي، دون انتقاصٍ من دوره أو تقديم
أي تنازلات قد تؤدي إلى اختلال في بنية المنظومة الأمنية والعسكرية السورية.
وتابع:
"وعليه، تم طرح خطة خطوة بخطوة التسمية الشبيهة للاستراتيجية التي توافق
عليها رئيسا الولايات المتحدة وروسيا في جنيف منتصف العام الماضي".
وكان
رئيس هيئة التفاوض السورية المعارضة، أنس العبدة، قد توقع أن يكون المبعوث الدولي
يبحث في منهجيات أخرى مثل "خطوة مقابل خطوة"، لإيجاد البدائل عن اللجنة
الدستورية، ولكن من الناحية الرسمية هو يقول بأن المنهجية تتوازى مع عمل اللجنة.
وكشف
عن مطالبة هيئة التفاوض السورية المعارضة، للأمم المتحدة بفتح باقي مسارات القرار
2254، مشيرا إلى أن الهيئة لم تقدم حتى الآن أي تصور حول منهجية "خطوة مقابل
خطوة" التي طرحها المبعوث الأممي.