هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، عن فحوى مراسلات بين رجل الأعمال سانجيف غوبتا ووزير التعليم البريطاني، العراقي الأصل نديم زهاوي، متناولة دور الأخير في التدخل لصالح "قطب الفولاذ" لمنعه من الإفلاس والانهيار خلال أزمة كورونا.
وذكر التقرير أن رجل الأعمال سانجيف غوبتا
وجه رسالة شكر لوزير بالحكومة البريطانية لدوره في تأمين قروض لشركة "غرينسيل"
التي انهارت عام 2021، عبر حصولها على امتيازات في برنامج كورونا.
فيما قالت الصحيفة إن قطب قطاع الفولاذ سانجيف غوبتا
قد وجه رسالة شكر شخصية لوزير التعليم البريطاني نديم زهاوي، للدور الذي لعبه في
حصول شركة غرينسيل كابيتال على قروض في رسالة صادرة عن الحكومة.
والعام الماضي واجهت شركة الفولاذ صعوبات بعد الجدل الذي أثارته عملية الضغوط التي تبناها رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون.
وكشف مكتب التحقيق في جرائم الرشوة أن الشركة حصلت على قروض بقيمة 300 مليون جنيه مرتبطة بمجموعة "جي أف جي" التي يديرها غوبتا وبناء على برنامج مجابهة كورونا.
والعام الماضي قال مكتب المراقبة الوطني، إن مصرفا حكوميا قدم لـ"غرينسيل كابيتال" منفذا للبرنامج بدون أن يقوم بفحص تفاصيل الشركة، مما أدى لخسارة دافعي الضريبة 33 مليون جنيه إسترليني.
بينما ذكر المكتب أن غوبتا أرسل في تشرين الأول/ أكتوبر 2020، إلى زهاوي، حينما كان يشغل منصب وكيل بوزارة التجارة، حيث شكره على موافقة البنك لمنح غرينسيل كابيتال فرصة للحصول على القرض.
اقرأ أيضا: "فلسطين من النهر للبحر" قد يعرّض لإجراء قانوني ببريطانيا
وحصلت صحيفة "فايننشال تايمز" بناء على
قانون حرية المعلومات، على الرسالة المذكورة، حيث جاء فيها: "نظرا لأنك كنت
مهما في موافقة وزارة التجارة على حصول "غرينسيل كابيتال" على الدعم المالي
بناء على برنامج منع فيروس كورونا.. ومن المناسب لو شاركتنا الاحتفال بهذه
المناسبة التي قدمت المساعدة لآلاف العمال".
كما دعا مالك شركة "غرينسيل"، الوزير
زهاوي للمشاركة "في احتفال صغير" في مصنع الفولاذ في روذرام.
وذكرت الغارديان أن الرسالة قد أرسلت قبل أيام من
بدء التحقيق في ملف "غرينسيل" والقروض التي منحت لشركات مرتبطة بمجموعة
جي أف جي.
فيما قالت وزارة التجارة إن "الوزارة ترفض
التأكيدات التي قدمها السيد غوبتا في رسالته وأن نديم زهاوي لعب دورا في تأمين
القروض لغرينسيل كابيتال".
وأضافت الوزارة أن زهاوي "لم يرد على الرسالة
ولم يقم بزيارة إلى مقر مجموعة جي أف جي".
بينما كشف موقع قانون حرية المعلومات عن رسائل نصية
ومكالمات تم تداولها بين سانجيف غوبتا ونديم زهاوي، في فترات غير محددة، تتعلق
بالمساعدة بناء على برنامج مجابهة كورونا.
كما قالت وزارة
التجارة لحرية المعلومات إنه لم يعد هناك سجلات إلكترونية للاتصالات في الأجهزة
التي استخدمها زهاوي لكن بحسب المعلومات المخزنة في اتصالات الوزراة فقد أخبر
الوزير رجل الأعمال أن "الطلب يجب أن يمر عبر مسؤولي البنك".
وأشار التقرير إلى تأكيد متحدث باسم زهاوي على أن قرار
منح القرض لشركة "غرينسيل" اتخذه البنك التجاري البريطاني "ولم يكن
للحكومة أي دور في القرار".
وقال
المتحدث: "اتخذ البنك التجاري البريطاني القرار بشكل مستقل وبناء على
الإجراءات المعروفة".
كما أضاف أن طلب جي أف جي من زهاوي جاء بناء على اقتراح
النائب العمالي المحلي، وأن زهاوي أخبر غوبتا بأن الطلب يجب أن يمر بالقنوات
الرسمية.
وأوضح أن زهاوي "لم يرد على الرسالة أو يحضر
المناسبة".
اقرأ أيضا: رد فلسطيني على وزير بريطاني شيطن شعار "من النهر إلى البحر"
وفي وقت سابق، قال الزهاوي في تصريحات لصحيفة "جويش كورنيكل" اليهودية، بعد استضافته اجتماعا حول معاداة السامية؛ إن على الجامعات أن تضيق الخناق على الأنشطة "الداعمة لحركة حماس المحظورة".
وسئل عن شعار "من النهر إلى البحر" تحديدا، فقال؛ إن على الجامعات إبلاغ الشرطة والسلطات، مضيفا: "هو من وجهة نظري نوع من معاداة السامية، وعدم التسامح، وتوجه قاتل من المنظمة المحظورة"، في إشارة إلى حماس.
وتابع: "أي نوع من معاداة السامية أو التحيز، أو التشجيع على قتل اليهود أو الطلاب اليهود (..)، على الجامعات أن تتصدى له".
بينما شدد زهاوي على تبني التعريف الذي أطلقه التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكست بشأن معاداة السامية، معتبرا أن ذلك "ضروري وليس خيارا".
هذا وعينت الحكومة البريطانية، العراقي الأصل، نديم
الزهاوي في منصب وزير لمرتين متتاليتين، آخرها وزير التربية والتعليم العالي، ضمن
التشكيلة الحكومية الجديدة، التي أعلن عنها رئيس الوزراء بوريس جونسون، الأسبوع
الماضي.
والعام 2020، تمكن الزهاوي من الدخول للبرلمان
البريطاني، عن حزب المحافظين في دائرة "ستراتفورد أون أيفون"، مسقط رأس
الروائي والكاتب الإنكليزي الشهير وليام شكسبير.
وينحدر الزهاوي من عائلة عراقية ذات شأن، حيث شغل
جده منصب محافظ البنك المركزي العراقي.