هكذا انقلب النظام السوري على "التسوية" في دير الزور

انقلب النظام السوري على اتفاقيات "التسوية" التي أجراها في محافظة دير الزور شرق سوريا، بعد أقل من شهرين على بدء العملية، حيث قامت أجهزة أمنه باعتقال عدد من عناصر التسويات، عقب مداهمة منازلهم في حيي الحميدية والعمال على خلفية تخلفهم عن الالتحاق بالخدمة الإلزامية.

وأكدت الصحفية السورية، جيهان الخلف، لـ"عربي21"، أن "التسوية" التي تمت برعاية روسيا في دير الزور ضمت نحو 4 آلاف شخص فقط، أكثر من نصفهم يتبعون للمليشيات الرديفة لقوات النظام والقوات الروسية والإيرانية.

وأوضحت أن إجراءات "التسوية تمت على أساس احتساب مدة وجود العناصر ضمن المليشيات المحلية، من أساس الخدمة الإلزامية في قوات النظام".

وأشارت إلى أن إصرار النظام على إجراء التسويات تعود إلى رغبته في إظهار نفسه على أنه استعاد السيطرة على البلاد، إلا أن ما حصل في دير الزور ومن قبلها في درعا عبارة عن مسرحية يقوم بها النظام من أجل تحسين صورته أمام العالم.

ولفتت إلى أن عددا من شيوخ العشائر المقربين من النظام قاموا بتوريط عشرات الشبان وتقديم الضمانات لهم، إلا أن النظام اعتقلهم، كما تم تسجيل حالة قتل تحت التعذيب لأحد الأشخاص في سجن صيدنايا بعد إجراء عملية التسوية.

اقرأ أيضا: تصاعد عمليات الاغتيال جنوب سوريا رغم فرض عمليات "التسوية"

من جانبه، بين الناشط الإعلامي، عهد الصليبي، لـ"عربي21"، أن "التسويات" في محافظة دير الزور ما تزال مستمرة، مؤكدا أن أعداد الأشخاص تكاد لا تذكر، كما أن معظم الأشخاص ينتمون للمليشيات الرديفة لقوات النظام.

ونبّه إلى أن عدد من الأشخاص الذين أجروا عمليات "التسوية" فروا باتجاه مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بعد تسجيل حالات اعتقال لبعض العناصر.

وأشار إلى أن قوات النظام أخضعت عناصر التسويات في محافظة دير الزور، لدورات عسكرية على أن يتم تنسيبهم للشرطة العسكرية، مؤكدا أن الأفرع الأمنية التابعة للنظام حضرت قوائم لآلاف الأشخاص الذين أجروا "التسوية" بهدف ضمهم لدورات عسكرية، وإلحاقهم بقواته العسكرية.

وقال موقع "نهر ميديا" المحلي، إن قوات النظام خرجت 65 عنصرا من عناصر أجروا "تسوية" في محافظة دير الزور نهاية عام 2021، مشيرا إلى أن الدورة العسكرية أُقيمت في "معسكر الطلائع" بمدينة دير الزور، إضافة إلى دورة أُخرى في اللواء "137" بمدينة دير الزور، لا تزال قائمة إلى الآن.