اقتصاد تركي

كيف ستؤثر زيارة أردوغان إلى السعودية على الاقتصاد التركي؟

الخلافات السياسية بين البلدين كانت تعيق الاستثمارات - الأناضول
الخلافات السياسية بين البلدين كانت تعيق الاستثمارات - الأناضول

تترقب الأوساط الاقتصادية والاستثمارية في تركيا، الزيارة المرتقبة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلى كل من السعودية والإمارات خلال شهر شباط/فبراير القادم، وسط تساؤلات عن مدى تأثير الزيارة على الواقع الاقتصادي في تركيا في ظل أزمة تراجع الليرة أمام العملات الصعبة.

وقال الخبير الاقتصادي التركي، علاء الدين شنكولر، في تصريح لـ"عربي21"، إن زيارة الرئيس أردوغان إلى السعودية "لا شك أنها ستؤثر بشكل إيجابي في قدوم الاستثمارات الخليجية والعربية إلى تركيا".

وتوقع أن تفتح الزيارة المرتقبة أبوابا جديدة أمام المستثمرين وعلى رأسهم السعوديون، خاصة أنهم يرغبون في المجيء إلى تركيا والبحث عن فرص استثمارات فيها، إلا أن الخلافات السياسية بين البلدين كانت تعيق ذلك.

ورجح أن تسهم زيارة أردوغان إلى السعودية بإزالة الحواجز والمخاوف وأن يكون هناك عمل تجاري أكثر مع الدول الخليجية.

ورأى أن تأثير الاستثمارات الخليجية على تركيا ستكون كبيرة، في ظل تراجع الليرة التركية أمام العملات الصعبة، ما يعطي فرصة أكبر للمستثمر الأجنبي لشراء أو بناء مصانع ومتاجر داخل تركيا.

وشدد على أنها فرصة مناسبة للاستثمار في تركيا، مؤكدا أن الاقتصاد التركي لديه مستقبل كبير، وفق تعبيره.

 

اقرأ أيضا: هل يملك أردوغان عصا سحرية لخفض الأسعار بعد صعود الليرة؟

في المقابل، توقع خبير الأسواق الناشئة تيموثي آش، أن الدول الخليجية لن تكتب شيكات ضخمة للاستثمار في تركيا، إلا إذا كانت هناك بعض الأصول الرخيصة، والتي ستعمل السعودية والإمارات على شرائها، باعتبارها فرصا استثمارية مثيرة للاهتمام على المدى الطويل.

وأضاف في مقابلة مع موقع "صوت أمريكا" بنسخته التركية: "لن نرى مليارات الدولارات من أموال الخليج تتدفق على البنك المركزي التركي".

وشهدت الليرة التركية انخفاضا كبيرا في قيمتها أمام العملات الأجنبية، بالتزامن مع ارتفاع التضخم في البلاد إلى مستويات قياسية.

ووصل سعر الليرة التركية في 20 كانون الأول/ديسمبر الماضي إلى 18.40 مقابل الدولار، ليتراجع بعد حزمة قرارات أعلن عنها الرئيس التركي للتخفيف من عبء تدهور العملة على الأتراك، إلى 13.42 وفق آخر تحديثات مؤشر "دوفيز".

وبحسب البيانات الصادرة عن معهد الإحصاء التركي في 3 كانون الثاني/ يناير، ارتفع التضخم في كانون الأول/ديسمبر بأكثر من 36 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. هذا هو أعلى مستوى للتضخم في السنوات الـ 19 الماضية.

 

اقرأ أيضا: قفزة بمبيعات العقارات في تركيا.. وهذه الجنسيات الأكثر شراء

وقال خبير الأسواق الناشئة، تيموثي آش، إنه حتى لو استقرت الليرة أكثر من ذلك بقليل، فإن تضخم أسعار المنتجين هو 80 بالمائة، والفرق بين تضخم أسعار المستهلك المعلن 36 بالمائة وهذا المعدل يظهر أن بعض تكاليف التسعير ستنعكس على المستهلك.

وتابع: "يبدو أن التضخم سيرتفع إلى 50٪ في الأشهر القليلة المقبلة، بغض النظر عن سعر الصرف.. بقية العام تعتمد على سعر الصرف وكيف سيكون النمو".

بدوره، رأى ستيف هانكي، أستاذ الاقتصاد التطبيقي بجامعة جونز هوبكنز، أن النظام المصرفي في تركيا بإمكانه المناورة بشكل جيد والبقاء قويا ماليا، خاصة أنه نجا من أزمات عملة مماثلة من قبل.

وأوضح أن الجزء المهم من الصورة الكاملة هو ثقة الناس في تركيا حاليا في النظام المصرفي، لكنهم لا يثقون بالليرة التركية، وهي "لعبة خطيرة".

وكشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإثنين 3 كانون الثاني/يناير عن زيارة مرتقبة إلى السعودية، وذلك بعد إعلان وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أنه من المخطط أن يقوم رئيس بلاده، بزيارة إلى الإمارات في الفترة من 14 إلى 15 شباط/فبراير القادم.

التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم

خبر عاجل