هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشفت مصادر خاصة لـ"عربي21" من الشمال السوري الخاضع لسيطرة المعارضة، عن قرب موعد الإعلان عن "المجلس الثوري لمحافظة حلب وريفها".
وأوضحت أن تشكيل المجلس يهدف إلى الحفاظ على مبادئ الثورة السورية، في ظل الظروف الخطيرة التي تغلف مسار الثورة السورية.
وبحسب المصادر، فإن المجلس سيسهم في استعادة القرار الثوري من الأجسام السياسية الخارجية، حيث يحظى المجلس الجديد بدعم الفصائل العسكرية المنتشرة في الشمال السوري.
وقال "عضو المجلس الثوري لمدينة حلب" يوسف العبود، لـ"عربي21"، إن المجلس الجديد سيسعى لاحقا بعد الإعلان عنه، إلى تحقيق وحدة الصف مع "المجلس الثوري لإدلب وريفها"، ومن ثم مع المجالس التي تمثل بقية المحافظات السورية، بهدف التوصل إلى قيادة موحدة للثورة السورية في الداخل.
من جانبه، اعتبر مسؤول الدائرة السياسية في اتحاد ثوار حلب هشام سكيف، أنه من حيث المبدأ فإن من المفيد أن تتوحد الرؤية أكثر من توحد الأجسام بالنسبة للثورة، مضيفاً أنه "إذا حدث توحيد الحراك يبقى أفضل، لكن تبقى الأمور معقدة قليلا لجهة الجمع بين أرياف عدة لمدينة مترامية الأطراف مثل حلب".
ورداً على سؤال "عربي21"، حول وجود صلة بين المجلس المرتقب، والانتقادات للائتلاف، قال سكيف: "باعتقادي نحن بحاجة ماسة لإصلاح الائتلاف، وليس إيجاد بديل عنه، أي إصلاح الائتلاف قانونيا وتصحيح التمثيل فيه، ويجب ملاحظة أن الائتلاف كجسم هو لكل السوريين في الداخل والخارج، وهذا تحد يجب على الائتلاف إيجاد حلول منطقية له".
بدوره، أشار المحامي أنور عيسى، وهو من "اتحاد ثوار حلب"، إلى حالة من الامتعاض الواضح التي تسود الشمال السوري، من أداء الائتلاف والوفود المشاركة في المسارات السياسية (أستانا، اللجنة الدستورية).
وفي حديثه لـ"عربي21"، أضاف عيسى، أن الأوساط الثورية في الشمال السوري ترى أن الائتلاف بصفته الممثل السياسي للثورة أو على ما أطلق لاحقا عليه المعارضة، لا يقوم بما هو مطلوب منه.
وبالتالي فإنه، حسب المحامي، قد يكون أحد أسباب تشكيل المجلس الجديد هو الرد على التقصير، مستدركاً بأن "الهدف الرئيسي هو السعي للتنظيم ورص الصفوف، وهذا هدف الثوار على مدى السنوات الماضية".
اقرأ أيضا: WP: "تحرير الشام" تحاول إقناع العالم بأنها باتت معتدلة
واختتم بقوله: "بذلك، لا نستطيع الجزم بأن مشروع تشكيل مجلس ثوري هو بسبب الامتعاض من أداء الائتلاف".
وفي هذا السياق، كشف رئيس الائتلاف، سالم المسلط عن وجود تحركات وقرارات جديدة لإصلاح الائتلاف وتطوير أدائه لإعادته إلى مكانته في الأوساط الدولية والشعبية، من بينها تعديل نظامه الداخلي واستبدال بعض الكتل السياسية الموجودة في الائتلاف وإصلاح علاقاته مع المجتمع الدولي.
وأضاف المسلط في تصريحات لوسائل إعلام محلية، أنه مع تسلمه رئاسة الائتلاف فقد اعتمد شعار وحدة المعارضة السورية كهدف أساسي لعمل قيادة الائتلاف بالتعاون مع كل المكونات، مشدداً على ضرورة تطوير علاقات الائتلاف مع الحاضنة الشعبية.
وأكد المسلط أن الائتلاف "خصص وقتاً لملف العلاقات الخارجية والدولية لإصلاح علاقاته مع المجتمع الدولي وعلى وجه الخصوص مع أشقائنا العرب"، مضيفاً أنه "تم اتخاذ العديد من القرارات المهمة بهدف إنعاش الائتلاف عبر تعديل نظامه الداخلي واعتماد تعديلات قانونية تعيد الحيوية لنشاطه".
وفي وقت سابق، كان عضو الهيئة السياسية للائتلاف محمد يحيى مكتبي، قد أكد لـ"عربي21" أن الائتلاف بصدد نقل مقره الرئيسي من إسطنبول التركية إلى مدينة أعزاز في الشمال السوري، في العام الجديد 2022.
وقال إن غالبية أعضاء الائتلاف سينتقلون للعمل من الشمال السوري، معتبرا أن من شأن ذلك زيادة رص الصفوف مع الداخل السوري، وتوسيع نطاق المشاركة للوصول إلى الهدف المنشود.