هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعكس حادثة منع رئيس وفد المعارضة السورية إلى أستانا، وعضو الهيئة السياسية في الائتلاف أحمد طعمة، من المشاركة في ندوة حوارية في مدينة أعزاز، من قبل ناشطين قبل أيام، مدى حجم الغضب في الشمال السوري على مؤسسات المعارضة السياسية وأدائها، وتحديداً الائتلاف المعارض.
ويشكل الرفض الشعبي المتزايد للائتلاف في الشمال السوري تحدياً جديداً أمام الائتلاف، ما يفرض على الأخير اتخاذ خطوات لإصلاح العلاقة مع الشارع المعارض.
ورغم أن الائتلاف سعى خلال العامين الماضيين لتكثيف حضوره في الشمال السوري، إلا أن هذا الحضور لا يزال ضعيفا، بحسب مراقبين.
الانتقال للشمال السوري
وفي هذا الإطار، يكشف عضو الهيئة السياسية في الائتلاف محمد يحيى مكتبي في حديث خاص لـ"عربي21"، عن اعتزام الائتلاف نقل مقره الرئيسي من مدينة إسطنبول التركية إلى مدينة أعزاز شمالي حلب.
ويوضح أن الانتهاء من الخطوة بانتظار اكتمال وتجهيز المبنى المخصص للائتلاف، مؤكدا أن نقل مقر الائتلاف إلى الداخل سيكون في العام الجديد وفي وقت قصير، مشيرا إلى أن العمل في مقر إسطنبول سيقتصر على اللقاءات السياسية والدبلوماسية التي يجريها الائتلاف، مع المسؤولين الإقليميين والدوليين.
وأكد في هذا الصدد، أن غالبية أعضاء الائتلاف سينتقلون للعمل من الشمال السوري، معتبرا أن من شأن ذلك زيادة رص الصفوف مع الداخل السوري، وتوسيع نطاق المشاركة للوصول إلى الهدف المنشود.
اقرأ أيضا: هل تنجز "الدستورية" السورية المطلوب منها في العام الجديد؟
بدوره، يرى عضو الهيئة العامة في الائتلاف، الدكتور زكريا ملاحفجي، أن نقل مقر الائتلاف للداخل السوري، يساعد على فتح قنوات تواصل مع الداخل السوري، مؤكداً لـ"عربي21" أن "من الضروري أن يعزز الائتلاف وجوده في الشمال السوري".
ويضيف أن على الائتلاف أن يكون على رأس المؤسسات التنفيذية التي شكلها في الشمال السوري (الحكومة المؤقتة)، لأن من شأن ذلك إصلاح العلاقة مع القاعدة الشعبية.
وكذلك، من وجهة نظر ملاحفجي، فإن انتقال مقر الائتلاف للداخل السوري، من شأنه زيادة الدعم المالي للمشاريع الخدمية في الشمال.
تعزيز الحالة التنظيمية
وإلى جانب ذلك، يؤكد عضو الهيئة السياسية محمد يحيى مكتبي أن العمل جار على إجراء تعديل على النظام الداخلي للائتلاف، لإصلاح الكثير من النقاط التي ربما شكلت عائقاً أمام تعزيز الحالة التنظيمية للائتلاف.
لكن، عضو الهيئة السياسية يضيف بقوله: "المشكلة التي نواجهها هي اختلاف التصورات تجاه الإصلاح، ليس في داخل الائتلاف فقط، وإنما لدى الأوساط المختلفة التي يلتقي معها الائتلاف باستمرار".
هل تعلّق المعارضة مشاركتها في المسار السياسي؟
لكن رغم ذلك، فلا بد من الاعتراف، بحسب مكتبي، بأن كل هذه الإجراءات لا تعني إصلاح كل المشاكل بين الائتلاف وبين الداخل السوري، محملا مسؤولية ذلك إلى عدم تحقيق أي تقدم في المسارات السياسية (أستانا، المسار الدستوري)، بسبب عرقلة روسيا وإيران، والنظام بطبيعة الحال.
وهنا، يرد مكتبي على سؤال "عربي21"، حول احتمالية اتخاذ المعارضة قرارا بتعليق مشاركتها في مساري أستانا، واللحنة الدستورية بقوله: "المسألة ليست في تعليق الانسحاب، لأن الانسحاب من حيث المبدأ يعد سهلاً، لكن المسألة في ما بعد ذلك".
ويوضح أن "روسيا تريد إنهاء العملية السياسية برمتها، للعودة إلى الحل العسكري الذي تؤمن به، والانسحاب سيفسح المجال أمامها لتدعي أن المعارضة غير مستعدة للتفاوض على حل سياسي، وبالتالي استمرار الحرب، وسط خذلان المجتمع الدولي للسوريين".
في المقابل، أشار عضو "المجلس الثوري لمدينة حلب" يوسف عبود، في حديث لـ"عربي21"، إلى اعتزامهم تشكيل المجلس الثوري لمحافظة حلب وريفها.
وأضاف عبود أن المجلس ستكون مهمته عدم تمرير أي طرح مشبوه في المسارات السياسية التي يشارك الائتلاف فيها (أستانا، اللجنة الدستورية).