صحافة تركية

كاتب: المسيرات التركية نقطة فارقة بالصراع الروسي الأوكراني

تريد تركيا إقامة علاقات جيدة مع روسيا دون الانعزال في القرارات عن الناتو- الأناضول
تريد تركيا إقامة علاقات جيدة مع روسيا دون الانعزال في القرارات عن الناتو- الأناضول

نشر الموقع الإلكتروني لـقناة "هابر ترك" التركية، مقالا عن دور المسيرات التركية في الصراع الروسي الأوكراني معتبرا أنها تشكل "نقطة فارقة" فيه.

 

وأكد المقال الذي ترجمته "عربي21"، على أن تركيا لها مصالح جيوسياسية في القرم، متناولا المحادثة الهاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.

 

واستهل الكاتب البروفيسور في جامعة يوزغات بوزوك، كورشاد زورلو، بالإشارة إلى أن الطائرات بدون طيار من أبرز أدوات السياسة الخارجية التركية في الفترة الأخيرة.


وأضاف الكاتب أن المسيرة التركية "SİHA" غيرت مسار النزاعات في سوريا وليبيا والعراق وكاراباخ، وأصبحت علامة تجارية دولية لتركيا ومجال قوة متواضعا مع قدرتها على التأثير على العمليات السياسية المختلفة، وأيضا تبوأت مكانتها لتكون بين الخيارات الأساسية بالنسبة للبلدان التي لديها مشاكل على خط الحدود أو ترغب في التفوق على تكنولوجيا المركبات المدرعة في حالة الحرب.

 

إقرأ أيضا: مقارنة بين الجيشين الروسي والأوكراني لعام 2021 (إنفوغراف)

بعد شراء كل من بولندا والمغرب وأوكرانيا وكازاخستان وقيرغيزستان وإثيوبيا وتونس وتركمانستان، لا يزال هناك طلب غير متوقف من دول أخرى.

وأكد الكاتب أنه يجب وضع أوكرانيا تحت عنوان آخر، كونها على وشك خوض حرب مع روسيا في شرق بلادها (منطقة دونباس)، موضحا: "فالآن جميع خطوات تركيا مهمة للغاية بالنسبة لأوكرانيا ليس فقط من حيث تكنولوجيا الطائرات المسيرة، ولكن أيضا دعمها السياسي".

وقال إن دعم تركيا لأوكرانيا يأتي لكونهما عضوين في الناتو، ويأتي وفق ما تعتبره أنقرة "ضما غير قانوني" لشبه جزيرة القرم، وهذا الموقف التركي يمثل قيمة كبيرة بالنسبة لأوكرانيا، بحسب الكاتب.


وأشار إلى منشور عالم السياسة الشهير، فرانسيس فوكوياما، على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال فوكوياما إن "استخدام أوكرانيا للطائرات بدون طيار التركية يمكن أن يغير قواعد اللعبة تماما، لذلك يبدو أن موسكو مشغولة بهذا الأمر".

وأضاف أنه مهما كانت جزيرة القرم مهمة للطرفين الأوكراني والروسي، فهي لها أهميتها الكبيرة بالنسبة للمصالح الجيوسياسية لتركيا، مؤكدا أن التطورات في الجزيرة سيكون لها تأثيرها على الحزام التركي الممتد من البحر الأسود والقوقاز وحتى بحر قزوين.

 

إقرأ أيضا: واشنطن تحذر من حرب روسية على أوكرانيا.. تركيا تسعى للتوسط

وأكد الكاتب أن هذا الموضوع "الأكثر أهمية" الذي سيختبر "هشاشة العلاقات" التركية الروسية.

وذكر أنه في المكالمة الهاتفية بين أردوغان وبوتين، في 3 كانون الأول/ ديسمبر، نقل الأخير مخاوف روسيا بشأن مسألة الطائرات المسيرة.

وخلال الاجتماع الهاتفي، قال بوتين إن أوكرانيا انخرطت في سلوك "مدمر" باستخدام الطائرات بدون طيار التركية في منطقة الصراع في دونباس.

وبعد ذلك، عرضت تركيا الوساطة بين البلدين، ولكن لم يقبلها الكرملين بعد أن اشترت أوكرانيا عددا كبيرا من المسيرات التركية، وهدفت إلى صناعة خط دفاعي مشترك مع تركيا، حيث يُنظر إليها كمشكلة خطيرة من جهة موسكو، التي تنفذ نوعا من استراتيجية الحرب الباردة، وفق الكاتب.

بينما تريد تركيا إقامة علاقات جيدة مع روسيا، فإنها لا تريد العمل بمعزل عن حلف شمال الأطلسي أثناء الأوضاع الفوضوية في أوكرانيا.

ويرى الكاتب أن التوتر بين أوكرانيا وروسيا له دور فعال فيما يتعلق بالعلاقات التركية الأمريكية، وكذلك العلاقات بين أنقرة والناتو.

 

وأوضح أنه على الرغم من أن العلاقات التركية الأمريكية تمر بواحدة من أكثر الفترات سلبية في التاريخ بسبب شراء تركيا لأنظمة دفاعية روسية، فإن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يرون أن تركيا قادرة على ردع روسيا في أوكرانيا كأمر واقع.

وختم الكاتب مقاله بالقول إن "تركيا بحاجة إلى أن تكون قوية بكل معنى الكلمة، وأن تستجمع قوتها"، مشيرا إلى بيان في صحيفة أرمينية نشر في 15 كانون الأول/ ديسمبر ورد فيه أنه "إذا اندلعت حرب في أوكرانيا، فلن تكون أنقرة في وضع يمكنها من أن تغيّر في ميزان القوى لصالح كييف، فتركيا غير المستقرة ستواجه عواقب وخيمة".

التعليقات (0)