أعترف أني وفي لحظة خيبة وطنية كما باقي الخيبات، لم تستهوني فكرة الاستثمار العجرمي في جورجيا الشقيقة الـ"فجائية"، هل لأنها كشفت عورتنا؟ أم تصنيفها مؤامرة كونية؟ أم هي لحظة تجن؟!
أرجوكم رفقاً بنا..
لا غرابة، أن النعجة "تاكو" الجورجية، استطاعت أن تحوس القطيع رأسا على عقب، فالقوم بدأوا برصد التحركات وتحديد الخيبات وتعداد المناقب، حتى وصل الأمر إلى أن "تاكو" هي المخلص ودخولها السوق سيؤدي إلى خفض الأسعار وحماية الاقتصاد وتشجيع الاستثمار وحشر الفاسدين والحيتان و"الشماتة بهم، أكثر من حكومات عربية راشدة، التي تحمي نفسها بسياج كبير يمنع دخوله من المرتزقة والمتظاهرين، والسماح باستيراد جماعة "مع مع مع"، تؤدى بمد حرف الميم..
نعم، للتسحيج لمسؤول البلدي، لأنه لا يذكرنا بالفقر والحرمان ولا نشعر بالوحدة والخوف بوجوده، كما يذكرنا بنظرية الوراثة التي ندور في فلكها. ففي سياسة الوراثة النعجة تلد خروفا في الحظائر الكلاسيكية وقد تورث زعيما في المزارع الأليفة للأدميين وهكذا، ويحدث ذلك رغما عنا حتى لو قاومنا كل "الخوازيق" والفوضى التي تصنعها سياسة الوراثة!
المزارع، وهي أحيانا تتشابه، فجأة تعود الخراف إلى الواجهة لمواقع شغلتها سابقا ثم تغادرها وقتها أيضاً فجأة دون فهم لماذا خرجت أو لماذا عادت؟!
ويستمتع "كبار القوم" بسهرات "نميمة عرمرمية" محورها الخروف، وتكثر التفاصيل، كمن أين تؤكل الكتف؟ ومن صاحب الحظوة لتكون الأعضاء الحساسة من نصيبه أو تقف الى جانبه؟ بصفتها - أي الخراف - فاكهة الاقتصاد الوطني وملح الأرض، وتسهل السيطرة عليها بكل سهولة ويسر وفي ظروف غامضة لا تجلب الشبهة!
أحيانا المزارع تخضع للوائح الدولية لمكافحة الفساد ومكافحة الأمراض والأوبئة وتحديث الخطط المختلفة، خصوصا من أبناء المزرعة المعدة للتصدير على اختلاف أنواعها ومنها الماعز أيضا، تحت يافطة: "اخرجوا منها بسلام آمنين..! "ثم بانتهاء الوليمة، جرى الحديث عن مناقب الضحايا. وفي المشهد الأخير: احتفل القوم بالنصر..!".