سياسة عربية

الشيخ رائد صلاح يكشف تفاصيل معاناته في السجن الإسرائيلي

قال صلاح إنه ألف 11 كتابا وديونا شعريا خلال فترة سجنه- الأناضول
قال صلاح إنه ألف 11 كتابا وديونا شعريا خلال فترة سجنه- الأناضول

تحدث الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948، لأول مرة عن الظروف القاسية التي خضع لها في السجن الإسرائيلي.

وقال الشيخ صلاح في مؤتمر صحفي عقده في مدينة أم الفحم بعد الإفراج عنه: "عشت كل أيامي معزولا، متنقلا من عزل إلى عزل حتى منّ الله علي، واستبشرت بأن أرى وجوهكم المتفائلة، ونحن الآن تحت شمس الحرية".

وأضاف: "لقد أرادوا أن يسجنوني في جُحر، وحيدًا معزولًا، لا بل فرضوا عليّ في ظروف عشت بها، أن أكون ليس في قسم عزل، فقط بل في عزل عن قسم العزل، هكذا عشت والحمد الله، ثبتني الله".

وتابع الشيخ صلاح: "والله لولا الله لكان الحال غير ما ترونني الآن عليه، أنا لا أتحدث ألغازا ولها تفصيلات في الوقت المناسب، أنا الآن بفضل الله وكرامة من الله، بتدخل رباني مباشر، أقف وأتحدث أمامكم بفضل الله رب العالمين".

واستدرك: "غرفة سجني الضيقة اتّسعت وأصبحت أوسع من الأرض، أصبحت تتسع إلى هذه المسافة الكبيرة ما بين الأرض والسماء، هكذا كانت حياتي مع القسوة والقهر ومحاولة فرض (حياة الأخرس) عليّ طوال الوقت، ولكن هيهات هيهات، قد يتحدّون ضعفي ولكن هل يتحدون الله تعالى؟ من الذي يتحدى الله تعالى؟ من هذا المجنون الذي تسوّل له نفسه أن يتحدى الله؟".

وأشار إلى أنه نجح خلال فترة سجنه الذي امتد 17 شهرا بتأليف 11 كتابا وكتيبا، أهمها "قراءة سياسية في القرآن الكريم".

وذكر أيضا أنه ألف ديوان شعر أسماه "الربيع النبوي"، تيمنا بثورات ما يعرف بـ"الربيع العربي".

 

وتابع: "لم يكن مفاجئا وقوف القيادات إلى جانبي سواء الوطنية أو السياسية أو الشعبية أمام ظلم السلطات الإسرائيلية التي كادت إلى هذا البلد جميعا وليس فقط للشيخ رائد صلاح، ثم إنهم لم يتوانوا بالدفاع عن الثوابت أمام كل المخططات التي تحاك للبلدة كما لم يترددوا في الدفاع عن قضيتي العادلة".

اقتحامات المسجد الأقصى

وتحدث في المؤتمر الصحفي، محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في الداخل الفلسطيني.

وقال إن للشيخ صلاح، دورا بارزا في التصدي للسياسات الإسرائيلية التي تستهدف "تهويد المسجد الأقصى".

وأضاف: "المسجد الأقصى في خطر، ودور الشيخ رائد (صلاح) مهم جدا، وطليعي في هذه المعركة العادلة وهي معركة على القدس".

وتطرق إلى الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى التي تجري في الفترة الأخيرة، والتي قال إنها "فاقت كل الاقتحامات السابقة".

وأضاف: "يجاهرون بأنهم يريدون أن يصلوا إلى ما وصلوا إليه في الحرم الإبراهيمي الشريف (بالخليل) من تقاسم زماني ومكاني".

وأضاف: "انظروا ما يحدث في حي الشيخ جراح وسلوان (بالقدس) من مشاريع إخلاء وهدم بيوت العشرات والمئات هذا ليس فقط تفريغ بيوت من سكانها وليس فقط استهدافا للإنسان الفلسطيني إنما هو استهداف لهوية المكان والمسجد الأقصى".

أما الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، فقال خلال المؤتمر: "لا شك أنّ فرحًا غامرًا يشعر به كل من جاء اليوم ومن سيأتي في قادم الأيام، من أجل تهنئة الشيخ رائد صلاح بإطلاق سراحه".

وأضاف: "هذا الشعور علامة محبة وتقدير في قلب ووجدان كل صادق من أبناء شعبنا ممن عرف فضل ودور الشيخ رائد فيما قدّم لشعبه وأمته ودينه خلال سنين عمره".

وكانت السلطات الإسرائيلية قد أفرجت، الإثنين، عن الشيخ صلاح، بعد اعتقال دام نحو 17 شهرا.

 

وبدأت بلدة أم الفحم منذ أسبوع بتحضير لافتات مع صورة الشيخ رائد صلاح، علّقت على مداخل المدينة، إضافة إلى تجهيزات غير مسبوقة لاستقباله في منزله. وقامت على هذه التجهيزات القوى الشعبية والسياسية وعائلة وأقارب الشيخ صلاح في أم الفحم.


ودخل الشيخ صلاح إلى السجن في 16 آب/ أغسطس 2020، إذ قضى أحكاما مختلفة في السجون الإسرائيلية، كانت الأولى عام 1981، والثانية عام 2003، والثالثة عام 2010، فيما اعتقل بعدها بعام في بريطانيا، ثم أعيد اعتقاله في عام 2016، ومنذ عام 2017 وهو ملاحق ضمن ما يعرف بـ"ملف الثوابت".

التعليقات (0)