هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار إعلان اللواء الليبي، خليفة حفتر، ترشحه رسميا للانتخابات الرئاسية في البلاد، بعد يوم واحد من ترشح نجل القذافي، مزيدا من التساؤلات حول تأثير ذلك على المشهد العام في ليبيا، خاصة مع تصريحات من قبل رئيس الحكومة الحالية برفضه قوانين الانتخاب الصادرة عن البرلمان.
وأعلن حفتر رسميا اليوم تقدمه بأوراق الترشح رسميا لمفوضية الانتخابات في بنغازي، مؤكدا أن الخطوة جاءت تنفيذا لخارطة الطريق ومبادرات محلية ودولية، وسط تعهدات منه ببدء مسار المصالحة والسلام والبناء إذا فاز برئاسة البلاد"، حسب كلمته.
"رفض القوانين"
في حين، أعلن رئيس الحكومة الليبية، عبدالحميد الدبيبة، أمام تجمع شبابي كبير، رفضه لقوانين الانتخابات الصادرة عن البرلمان، واصفا إياها بالمعيبة، وأنها مفصلة على أشخاص بعينهم (يقصد حفتر)، مشيرا إلى أنه سيعلن موقفه من الترشح في اللحظة المناسبة، لكن بانتخابات على قاعدة دستورية واضحة"، كما قال.
وبعد ترشح حفتر وقبله سيف القذافي، ورفض الدبيبة المشاركة في الانتخابات على أساس القوانين الحالية، كيف يبدو المشهد الانتخابي في ليبيا؟ وما ردود فعل أنصار الدبيبة والغرب الليبي على خطوة حفتر وسيف؟
"إرباك وإفشال"
من جهته، أكد عضو ملتقى الحوار السياسي الليبي، عبد القادر احويلي، أن "دخول حفتر لسباق الانتخابات سيربك المشهد، ويعرقل إجراء الانتخابات في موعدها؛ لأن المنطقة الغربية يرفضون ترشحه ووجوده في المشهد أصلا، ودخوله سينهي العملية الانتخابية؛ حتى يتم الاتفاق على قوانين جديدة للانتخابات".
اقرأ أيضا: الدبيبة: الانتخابات في ليبيا تمر بمأزق كبير
وأشار في تصريحات لـ"عربي21" إلى أن "ترشح حفتر لن يؤثر على حظوظ الدبيبة حال ترشحه، وأن رئيس الحكومة لديه القوة والقدرة على إيقاف العملية الانتخابية بمجرد أن يخرج للشعب ويؤكد أن حكومته لا تستطيع تأمين الانتخابات، وهنا ستنتهي العملية لحين إشعار آخر"، كما قال.
وتابع: "أما قانونيا، فحفتر مطلوب لدى النائب العام، ولديه قضايا في الولايات المتحدة الأمريكية، وكلها ستعيقه عن الوصول إلى السلطة، وخطوته تؤكد غباءه السياسي كونه يعرف أنه مرفوض من قطاع كبير، خاصة من العسكريين، وحملة السلاح الآن، وكان الأفضل ألا يترشح حفتر أو سيف القذافي حتى لا يربكوا العملية برمتها"، وفق تصريحاته.
"تحالفات جديدة"
في حين رأى عضو مجلس الدولة الليبي، علي السويح أن "دخول حفتر للانتخابات ليست مفاجأة، خاصة أنه منذ فترة يحاول اللعب بورقة السياسة، ورغم توقع ترشحه، إلا أن دخوله رسميا وفعليا أربك كثيرا من الحسابات، خاصة أن لا أحد يستطيع التنبؤ بما تؤول إليه نتيجة الانتخابات".
وأضاف لـ"عربي21": "مع غياب المعلومات الدقيقة والاستقصاءات الموثوقة التي تقيس اتجاهات الناخبين، الكل يتوقع بأن يفوز، وواثق من نفسه، ولكن عنصر المفاجأة موجود، وبخصوص الدبيبة، فهو يركز على عدم شرعية قوانين الانتخابات، ويرى أن فترة حكومته قصيرة، ويحاول البقاء أكثر فترة ممكنة".
واستدرك قائلا: "لكن ليس فقط موقف دبيبة الذي سيتطور بعد ترشح حفتر، بل إن كثيرا من المنافسين سيطورون من موقفهم، وسنرى تحالفات جديدة، خاصة بعد ظهور سيف القذافي المفاجئ"، وفق رأيه.
"تسوية وفرص الفوز"
الصحفي من الشرق الليبي، محمد الصريط، قال من جانبه، إن "دخول حفتر على خط الترشح لرئاسة ليبيا أمر متوقع، لكن الأمر يتوقف على قبول الكل، بمن فيهم حفتر، بنتائج الانتخابات، والتخمين بمن سيفوز مع ظهور مرشحين جدليين مثل سيف القذافي أمر يربك بالفعل المشهد الانتخابي".
وأضاف: "أعتقد أن حظوظ حفتر ستكون جيدة في حال عدم ترشخ سيف، والعكس أيضا، يلغي هذه الفرضية، بينما الدبيبة أعلن بشكل ضمني رغبته في خوض الانتخابات، وله تحالفات قوية في العاصمة وكثير من المدن، لذلك أعتقد أن الانتخابات ليست غاية في حد ذاتها بقدر تحقيق التوافق والتسوية".
وتابع: "أغلب أطراف الصراع متواجدة في سباق الانتخابات الرئاسية وهي أيضا تسيطر على رقعة جغرافية كبيرة، وعلى هذا الأساس يجب خلق تسوية قبل الانتخابات؛ حتى لا تكون الانتخابات نفسها ذريعة لحرب أخرى، والأسباب والحجج متوفرة للبعض"، كما صرح لـ"عربي21".