حول العالم

الدمية "أمل" تمر بـ8 دول وتصل أولى محطاتها ببريطانيا (شاهد)

من المقرر أن تصل "أمل" إلى محطتها الأخيرة بمدينة مانشستر في الثالث من نوفمبر المقبل- تويتر
من المقرر أن تصل "أمل" إلى محطتها الأخيرة بمدينة مانشستر في الثالث من نوفمبر المقبل- تويتر

وصلت الدمية "أمل" إلى محطتها الأولى في بريطانيا، بعد رحلة طويلة انطلقت من مدينة غازي عنتاب التركية القريبة من الحدود السورية في الـ27 من تموز/ يوليو الماضي.

 

والدمية الخشبية "امل الصغيرة"، التي يبلغ طولها ثلاثة أمتار ونصف، مصممة على شكل طفلة سورية لاجئة في التاسعة من عمرها؛ بهدف نقل الصعوبات التي يعانيها الأطفال السوريون اللاجئون إلى الأجندة الدولية.

 

ومن المقرر أن تصل "أمل" إلى محطتها الأخيرة بمدينة مانشستر في الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، لتكون بذلك قد قطعت 8000 كلم في رحلة ملحمية استغرقت 14 أسبوعا، عبرت خلالها ثماني دول أوروبية، منها اليونان وإيطاليا وبلجيكا وسويسرا وألمانيا وفرنسا، وتجولت في 65 مدينة.

 

اقرأ أيضا: بلدة يونانية ترفض مرور الدمية "أمل" السورية لأنها "مسلمة"

وقبل وصولها إلى مانشستر، ستزور أمل مدنا بريطانية عديدة منها كانتربري، ولندن، وأكسفورد، وكوفنتري، وبرمنغهام.

وفي لندن، ثمة مفاجأة خاصة تنتظرها، فيوم الأحد 24 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي، ستكون كعكة عيد ميلاد رائعة، وبألوان عديدة، من إعداد الشيف يوتام أوتولينغي بانتظارها في متحف "فيكتوريا أند ألبرت" احتفالا بعيد ميلادها، وبلوغها العاشرة من العمر، وسيشاركها الاحتفال، الذي يتضمن عروضا موسيقية وورش عمل، كثير من الأطفال الذين تمت دعوتهم من أنحاء العاصمة البريطانية.

 

وستشارك أمل في فعاليات أخرى تقام في أماكن عدة من لندن، بما في ذلك كاتدرائية سانت بول، وكاتدرائية وستمنستر، ودار الأوبرا الملكية، ومركز ساوث بانك، والمسرح الوطني البريطاني، وميدان الطرف الأغر "ترافلغير سكوير".

وحظيت أمل الصغيرة باستقبال حافل حين وطئت قدماها الخشبيتان شاطئ مدينة فولكستون الساحلية، محطتها الأولى في بريطانيا، وكان بين مستقبليها الممثل الشهير جود لو، إلى جانب حشد من الأطفال الذين جاؤوا للترحيب بالدمية المتحركة العملاقة، التي يبلغ ارتفاعها 3.5 متر.

 

وقبل أن تغادر فولكستون على مسار سكة حديد قديمة مهجورة، وُدِّعت أمل الصغيرة برنين الأجراس وجوقات غناء محلية قدمت عملا جديدا لأنيل سيباستيان من فرقة "أصوات لندن المعاصرة"، بكلمات وضعها أعضاء في جمعية "كينت رفيوجي آكشن نت ورك"؛ لمساعدة اللاجئين الأطفال الذين لا يرافقهم أي شخص بالغ من عائلاتهم.

 

 

 


حكاية "أمل"


"أمل" هي دمية متحركة عملاقة، مصنوعة من قضبان خشبية وألياف الكربون، يحركها فريق من محركي الدمى يضم 11 شخصا، اثنان منهم لاجئان سابقان، ويعملون بالتناوب للتحكم في ساقيها وذراعيها وملامح وجهها، وهي تمثل طفلة سورية لاجئة تقوم برحلتها الطويلة بحثا عن أمها، لتصل إلى بر الأمان، وتبدأ حياة جديدة، وتتمكن من العودة إلى المدرسة.

ولدت "أمل الصغيرة" من مبادرة أطلقها مشروع "ذا ووك" أي "المسيرة"، الذي تقف وراءه "غود تشانس"، الشركة البريطانية المنتجة لمسرحية "جانغل"، التي قدمت عام 2017 حكاية طفل من مخيم كاليه للاجئين، المعروف باسم "ذا جانغل"، أي الغابة، ولاقت استحسانا كبيرا.

ويقول المنتجون ديفيد لان وستيفن دالدري وتريسي سيوارد إنهم أرادوا تسليط الضوء على قصص ملايين الأطفال اللاجئين، ونقل رسالة المسرحية عن النزوح والخسارات، والكرامة الإنسانية، والأمل، إلى آفاق أوسع، لتكون مهرجانا فنيا متنقلا لدعم اللاجئين، تحمله أمل الصغيرة إلى القرى والبلدات والمدن في أنحاء أوروبا.

وقد تعاونت "غود تشانس" مع شركة صناعة الدمى المتحركة "هاند سبرينغ بابيت كومبني"، التي صنعت الدمى في الإنتاج المسرحي الشهير "أحصنة الحرب"، إلى جانب مساهمات من مؤسسات ثقافية عدة ومنظمات إنسانية ومجتمعية. أما المدير الفني للمشروع، فهو المخرج الفلسطيني أمير نزار الزعبي، الذي عرفه عشاق المسرح في رام الله قبل انتقاله إلى لندن.

 

ولكي تمشي أمل وتتحرك، يتطلب الأمر ثلاثة من محركي الدمى يعملون في وقت واحد: الشخص الذي يمشي بها، ويعمل على تحريك وجهها أيضا، واثنان كل منهم يحرك إحدى ذراعيها.

 

 

 

 

ويقول مشروع "ذا ووك" في موقعه على الإنترنت: "رحلة أمل الصغيرة، مشروع فني فريد من نوعه، نأمل بأن يساعد في تخفيف بعض الصدمات التي عانى منها اللاجئون، ويوحد المجتمعات، ويجذب الانتباه إلى المساهمات القيمة المتميزة بإيجابية عالية، التي قدمها أصدقاؤنا اللاجئون، وما زالوا يقدمونها".

 

وأكد ديفيد عن هذا المشروع: "كان الأمر تحديا، لكنه مذهل"، وهو برأي ستيفن دالدري "ربما قد يكون المشروع الفني الأكثر طموحا على الإطلاق".

 

التعليقات (0)