حقوق وحريات

انتقادات حقوقية ببريطانيا بعد استحواذ السعودية على "نيوكاسل"

تأخرت الصفقة كثيرا قبل أن تخرج إلى النور - جيتي
تأخرت الصفقة كثيرا قبل أن تخرج إلى النور - جيتي

أثارت صفقة استحواذ صندوق الاستثمارات السعودي، على نادي نيوكاسل يونايتيد الإنجليزي لكرة القدم، مخاوف حقوقية في بريطانيا، بسبب تورط ابن سلمان في مقتل خاشقجي من جهة، وتورط السعودية في قرصنة حقوق البث الخاصة بقنوات "بي أن سبورت القطرية" إبان الأزمة الخليجية من جهة أخرى.


وجاء في مقال تحليلي في صحيفة "الفاينانشال تايمز" البريطانية، أن استحواذ السعودية على النادي "غسيل رياضي يطمس الأبيض والأسود".


وأشارت الصحيفة بحسب ما أوردت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، إلى أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، يكره النقد، لذلك يتعين على السعودية أن تنفق الكثير على اللاعبين في النادي الآن".


ولفتت إلى أن ابن سلمان يحاول أن يكسب بعض الشعبية التي يفتقر إليها في بريطانيا منذ مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، على يد عملاء حكوميين في القنصلية السعودية بإسطنبول".

 

اقرأ أيضا: الغارديان: نيوكاسل باع اسمه وسمعته لحكومة قاسية

من جانبه قال المذيع في القناة البريطانية الرابعة، أليكس ثومسون: "بصفتي أحد مشجعي نيوكاسل يونايتد طوال حياتي، أشعر بالمرض هذا الصباح. آشلي (المالك السابق) لا يقتل ويقطع أوصال الصحفيين أو يقطع رؤوس الناس أو يعامل النساء كبشر من الدرجة الثالثة على نطاق صناعي. ماذا أصبحت كرة القدم بحق الجحيم؟".


وقال مايك آشلي المالك السابق لنيوكاسل يونايتد؛ إنه رفض عرضا أكبر من العرض الذي انتقلت بناء عليه ملكية النادي إلى مجموعة بقيادة السعودية، لكن يعتقد أنه تصرف لتحقيق المصلحة الأكبر للنادي.

 

 


والتقت القناة الرابعة المعارضة السعودية، الأكاديمية مضاوي الرشيد، للسؤال حول علاقة ابن سلمان بصندوق الاستثمارات السعودي، الذي استحوذ على النادي.


وسأل المذيع الرشيد، الأستاذة الزائرة في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد – عن علاقة ابن سلمان بالصندوق، حيث أوضحت أن ابن سلمان هو الحاكم الفعلي في السعودية، ويتحكم بالمال، والاقتصاد، والاستخبارات، والداخلية، والدفاع.


ولفتت إلى أن الحديث عن الفصل بين الاستثمارات الخاصة والعامة في السعودية أمر غير منطقي، فيما يسيطر ابن سلمان على كل مفاصل الدولة وأموال النفط.


وأشارت إلى أن صفقة الاستحواذ يعني أن تصبح بريطانيا منبرا للديكتاتوريين.

 

 


على جانب آخر، قال مدرب نيوكاسل يونايتد ستيف بروس؛ إنه سيلتقي مسؤولين سعوديين في السفارة السعودية في لندن للحديث عن "فترة الانتقالات".


وقال المدرب إنه تحدث مع المسؤولين السعوديين على الهاتف، وطلبوا منه التوجه إلى لندن فورا".
ولفت بروس إلى أنه ربما يفقد منصبه بعد استحواذ السعودية على النادي المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.


وأضاف بروس الذي سيخوض مباراته رقم ألف في مسيرته التدريبية، عندما يستضيف نيوكاسل منافسه توتنهام هوتسبير في 17 تشرين الأول/ أكتوبر، أنه سيتفهم تماما قرار الملاك الجدد إذا أرادوا تغييره.


وقال لصحيفة ديلي تليغراف: "أرغب في الاستمرار والحصول على فرصة لأظهر للملاك الجدد ما يمكنني فعله. لكن يجب أن أتحلى بالواقعية. قد يرغب الملاك الجدد في التعاقد مع مدرب جديد لتنفيذ خططهم، "يرغب الملاك الجدد في العادة في التعاقد مع مدرب جديد. قضيت فترة طويلة بما يكفي في عالم التدريب لفهم ذلك".


وتعرض بروس البالغ عمره 60 عاما، الذي تولى المسؤولية في تموز/يوليو 2019 لانتقادات كبيرة بعد بداية سيئة للموسم، يحتل بسببها نيوكاسل المركز قبل الأخير في الدوري بدون أي انتصار بعد سبع مباريات.


وأضاف بروس "قلت منذ اليوم الأول لسماع أخبار الاستحواذ إنه أفضل شيء بالنسبة للنادي. أساند أي قرار يدفع هذا النادي إلى الأمام، "لن أشعر بالمرارة أو الغضب حيال أي قرار مهما حدث. بالطبع سأشعر بالحزن إذا فقدت وظيفتي. إنها الوظيفة التي أردتها طوال حياتي... وبقدر ما كانت صعبة كنت فخورا للغاية بتدريب نيوكاسل يونايتد. لن يتغير ذلك أبدا".

 

الخميس الماضي، أعلن الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم في بيان، أن مجموعة يملكها صندوق الاستثمارات العامة السعودي، أكملت الاستحواذ على نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي.


وأضاف: "بعد الانتهاء من اختبار الملاك والمديرين في الدوري الإنجليزي الممتاز، تم بيع النادي إلى هذا التحالف بأثر فوري".


ويمثل صندوق الاستثمارات العامة الذي تبلغ استثماراته 430 مليار دولار صندوق الثروة السيادية للمملكة، وهو محور جهود السعودية لتنويع نشاطها الاقتصادي بدلا من الاعتماد على النفط.


وكانت الصفقة الأصلية لشراء نيوكاسل قد انهارت في تموز/ يوليو 2020 وسط تدقيق من جانب المسؤولين عن رابطة الدوري الممتاز، بعدما تعرضت لضغوط لوقف الصفقة بسبب مخاوف تتعلق بقرصنة مزعومة للبث التلفزيوني في السعودية.


ويشمل النزاع الخاص بالقرصنة مجموعة قنوات (بي.إن. سبورتس) الرياضية القطرية، التي تملك حقوق البث التلفزيوني لمباريات الدوري الممتاز في أنحاء الشرق الأوسط والمحظور عليها العمل في السعودية.


من جانبه، أعلن الصندوق السعودي استحواذه مع شركاء آخرين، على النادي بنسبة 100 بالمئة.


وذكر الصندوق في بيان، الخميس، أنه يشاركه في الشراء مجموعة مستثمرين بينهم شركة "بي سي بي كابيتال بارتنرز" و"آر بي سبورتس آند ميديا"، دون أن يذكر قيمة الصفقة.


وبذلك، يصبح محافظ صندوق الاستثمارات العامة، ياسر الرميان، رئيسا غير تنفيذي لمجلس إدارة النادي، وفقا للبيان.

التعليقات (2)
محمد التاجر
السبت، 09-10-2021 10:00 ص
هذا قمة الفساد والعبث بأموال شعب الجزيرة العربية. 500 مليون دولار من أجل "شراء" نادي رياضي إنكليزي؟ هل سوف يحملونه ويأخذونه للسعودية؟ وماذا يفيد شراء هذا النادي شعب الجزيرة العربية؟ المستفيد من هذه الأموال هو النادي وأعضائه وإنكلترى وبنوكها وإقتصادها. إن كان لهذا الفاسد المارق محمد إبن سلمان مال لا يعلم ماذا يفعل به فلماذا لا يستثمره في صالح العرب، لماذا لا يدعم به الشعب الفلسطيني ونضاله وصموده في وطنه، ودحر عدو العرب والمسلمين من الوطن العربي؟ إلى متى سوف يستمر هؤلاء الحكام الفسدة في هذا الفساد والعبث بمصالح شعوبهم والشعب العربي؟
عبد الله هوارى
السبت، 09-10-2021 02:42 ص
والله فرصه للجمهور برفع صوره خاشقجي والمقهورن فى مملكه ال سعود فى كل مباراه