هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تغيّب الخباز التونسي مكرم العكروت الفائز في مسابقة "أفضل باغيت (الخبز الفرنسي) في باريس"، السبت عن حفل تسلم جائزته، وذلك بعد حملة تحريض شنتها حسابات يمينية متطرفة ضده.
واتهم موقع إلكتروني محسوب على اليمين المتطرف، العكروت، بأنه تشارك على "فيسبوك" منشورات "قد تكون" معادية لفرنسا.
والجمعة الماضي، ظفر مكرم العكروت، وهو خباز مولود في تونس، بلقب "أفضل باغيت في باريس" بعد تخطيه منافسة محتدمة إلى جانب 170 خبازا باريسيا، ما سيخوله تقديم هذا الخبز الفرنسي الشهير على مائدة الرئيس إيمانويل ماكرون في قصر الإليزيه لمدة سنة كاملة.
— عبدالرحمن بن عبدالعزيز AbA (@AbaAlthani83) September 26, 2021
وفي تعليق على الحادثة، قال النائب الأول لرئيس بلدية
باريس إيمانويل غريغوار، خلال حفل توزيع الجوائز بمناسبة مهرجان الخبز في ميدان
نوتردام بالعاصمة الفرنسية، إن الخباز الفائز بالمسابقة مكرم العكروت "فهم أن
حضوره قد لا يكون خطوة مثالية".
ويعمل التونسي العكروت في مخبز "لي بولانجيه دو رويي" في
الدائرة الثانية عشرة في باريس. واعتبر الرجل البالغ من العمر 42 عاما والذي يعمل منذ 19
عاما في فرنسا، أن هذا اللقب يشكل "حصاد سنوات من الخبرة".
اليمين المتطرف على الخط
لم يشفع الفوز بهذه المسابقة لمكرم العكروت لأن يكون في مأمن من الهجمات العنصرية في فرنسا، إذ كان التونسي عرضة لاتهامات من موقع إلكتروني ذي توجهات يمينية متطرفة، لنشره
على شبكات التواصل الاجتماعي مواقف مكتوبة بالعربية تنطوي على انتقادات لفرنسا
صنفها بعض أنصار اليمين المتطرف معادية لجمهوريتهم.
— Damien Rieu (@DamienRieu) October 3, 2021
وقالت محامية مكرم العكروت، سيلفيا لافارجياس، في
تصريحات صحفية إن موكلها "كالكثيرين من مستخدمي الإنترنت، قد يكون أعاد في الماضي
نشر مواد متداولة على الشبكات الاجتماعية من دون أن يدرك كل مضمونها".
وأضافت أن "كون المحتويات
التي أعاد نشرها على حسابه في ‘فيسبوك‘ قد تكون تضمنت آراء معادية للجمهورية
وكراهية تجاه فرنسا ومواطنيها أثار على الفور عدم فهمه وذهوله، إلى درجة أنه
ظن أن حسابه تعرض للاختراق". وأشارت إلى أن العكروت بادر "على الفور إلى إلغاء حسابه" على الشبكة الاجتماعية.
ولاحظت المحامية أن موكلها
"تأثر بعمق" منذ ذلك الحين "لتعرضه لسيل من تعليقات
الكراهية"، مشيرة إلى أن العكروت الذي حصل على الجنسية الفرنسية عام 2019
بموجب مرسوم ليؤكد "تمسكه بفرنسا وانتماءه إلى كل مبادئها الأساسية
المتمثلة في الحرية والمساواة والأخوة".
ولم يصدر إلى حدّ كتابة هذه الأسطر أيّ تعليق رسمي من الإليزيه حول الاتهامات الموجهة لمكرم العكروت أو حول غيابه عن حفل
تسليم الجائزة.
ودرج التقليد على أن يتولى الفائز في هذه المسابقة تزويد الإليزيه بـ"الباقيت" لمدة سنة كاملة.