يسود التوتر محافظة
شبوة، جنوب شرق
اليمن، بين قوات الجيش اليمني والقوات
الإماراتية المتمركزة في منشأة بلحاف لتصدير الغاز المسال، بعدما فرضت الأولى طوقا أمنيا على المنشأة، لإنهاء سيطرة أبوظبي عليها منذ سنوات.
وقال مستشار محافظ شبوة اليمنية، محسن الحاج، الإثنين، إن قوات الجيش تتمركز في أقل من 1كلم من منشأة بلحاف الغازية التي تسيطر عليها قوات إماراتية وتعطل استئناف تصدير الغاز منذ 2016.
وأضاف الحاج في تصريح خاص لـ
"عربي21": "إن عمدة شبوة، محمد صالح بن عديو، وصل إلى منطقة شوران القريبة من منشأة بلحاف، مع بلوغ التوتر ذروته مع حكومة أبوظبي التي ترفض إخلاء المنشأة من قواتها".
ومنشأة بلحاف هي أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في اليمن، حيث كلف إنشاؤها 4.5 مليارات دولار، وهي مخصصة لتخزين وتصدير الغاز الطبيعي المسال القادم من مأرب، شمال شرقي البلاد.
وأشار إلى أن ابن عديو، وصل إلى المنطقة الواقعة على بعد 7 كلم من بلحاف، حيث تقع المنشأة النفطية، برفقة قيادات أمنية وعسكرية، وسط تحليق طيران حربي يعتقد أنه تابع للإمارات في أجواء محافظة شبوة.
وبحسب مستشار حاكم شبوة فإن وفدا عسكريا سعوديا التقى ببن عديو، وتباحثا بشأن مغادرة القوات الإماراتية لمنشأة بلحاف، تمهيدا لإعادة تشغيليها منذ توقفها في العام 2015.
وأكد المصدر اليمني المسؤول أن الوفد السعودي طلب من محافظ شبوة مهلة تتراوح بين شهرين إلى 3 أشهر، لإخلاء الإمارات قواتها من منشأة بلحاف، في وقت رفض فيه ابن عديو السقف الزمني للانسحاب، مصرا على أن يتم الإخلاء بشكل فوري.
ومنذ مساء السبت، بدأت قوات الجيش اليمني مدعومة بوحدات من القوات الخاصة بالانتشار في محيط منشأة بلحاف، أكبر منشأة لتصدير الغاز المسال عبر بحر العرب، وألقت القبض على عناصر من ميليشيات النخبة المنحلة ـ ممولة من أبوظبي ـ قبل وصولها إلى المنشأة.
وكان محافظ شبوة، محمد بن عديو، قد حذر الثلاثاء الماضي، دولة الإمارات من أن صبر الناس لن يطول بعد تحويلها منشأة بلحاف إلى مركز لتجميع وتحشيد الميليشيات.
وطالب ابن عديو، الإمارات بالكف عن إيذاء اليمن، والتوقف عن تحويل موارد اليمن من مصادر للحياة إلى بؤر للتمرد.
وتساءل في بيان له، بالذكرى السنوية لسيطرة الحكومة على المحافظة في آب (أغسطس) 2019، موجها حديثه للإمارات: "لم كل هذا العداء لليمن، وصنع مآسيه، ودعم التمرد على قيادته، والتحكم بموارده، والإصرار على إيذائه؟".
أكد محافظ شبوة اليمنية أن "منشأة تصدير الغاز في بلحاف يجب أن تكون شريان حياة للشعب في هذا الوقت العصيب، بينما تحولونها من مصدر لتجميع الغاز وتصديره وإنقاذ العملة واقتصاد البلد إلى تجميع للمليشيات وتصدير للتمرد".
ويتكبد اليمن خسائر كبيرة جراء وقف تصدير الغاز، بفعل تحويل منشأة بلحاف ومينائها إلى قاعدة عسكرية إماراتية منذ العام 2016، وهو ما حرم البلد من عائدات مالية تتراوح بنحو 6 مليارات دولار خلال الأعوام الماضية.