مقالات مختارة

العراق ومؤتمر الجوار

حازم قشوع
1300x600
1300x600

المبادرة السياسية ذات الجوانب المتعددة والمرامي المتشعبة التي كان قد أطلقها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بصيغة دعوة سياسية حملت عقد مؤتمر لدول جوار العراق في نهاية آب / أغسطس الحالي، تحمل في طياتها رسائل عديدة ذاتية وأخرى موضوعية، أما الذاتية منها فهي تقوم على تعزيز الدعائم الداعمة للعراق وتثبيت حضوره ومكانته العربية والإقليمية، كما أنها تأتي من أجل تعزيز مناخات الأمن في أجوائه؛ كونها تسبق إجراء الانتخابات العراقية القادمة، كما أنها تأتي أيضا من باب تعظيم أواصر التعاون والشراكات الأمنية والتنموية، بما يحقق للعراق المكانة والدور والرسالة على الصعيد الإقليمي والظرف الموضوعي، وهذا ما يبينه مكان الانعقاد وطبيعة المشاركين بهذا المؤتمر، الذى متوقع أن يضم بالإضافة للدولة المستضيفة العراق، الأردن ومصر والسعودية والكويت وتركيا وإيران، الأمر الذى يجعل من هذا المؤتمر يحمل عنوان دول الجوار بالشكل، لكنه بالمضمون يحمل دلالة إقليمية وصيغا رئيسية قد تحدث بشائر عديدة للمنطقة ومجتمعاتها، إذا ما كان مستوى الحضور على مستوى رؤساء الدول هذا؛ لأن طاولة الحوار ستكون غنية في المواضيع الإقليمية والموضوعات البينية بين الدول المشاركة بهذا المؤتمر المهم في توقيته، والمهم أيضا في مكان انعقاده وعناوينه.

رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي الذي كان التقى جو بايدن بلقاء حمل أبعادا استراتيجية على صعيد العلاقات البينية، عندما تضمن لقاؤه بالبيت الأبيض نهاية المهام القتالية للولايات المتحدة في العراق، وتحويل منظومة العمل البينية إلى منظومة عمل تقوم على تعاون عسكري ضد الإرهاب، يعود السيد الكاظمي للعمل من أجل بناء علاقات متوازنة بين العراق ودول الجوار بما يعود بالفائدة على حفظ مستقرات العراق؛ سياسيا من طبيعة التجاذبات الإقليمية وتداعياتها، وما خلفته تحالفاتها من مناخات ضدية باتت تهدد أمن المنطقة واستفرارها. لهذه الأسباب الرئيسية يعدّ مؤتمر جوار العراق مؤتمرا مهما، ويعول عليه أن يحمل استخلاصات مفيدة على الصعيد الأمني للمنطقة، كما على العوامل السياسية بين الأطراف المشاركة وجوانب أخرى تنموية تسهم في إعادة إعمار العراق وسوريا، وتخفف من حدية الخلافات الإقليمية بين التحالفات الإقليمية القائمة بنماذجها وسياساتها واستراتيجيات عملها.

الأردن الذى كان قد حمل الهم العراقي ودافع عن أهمية الاستقرار في العراق، كما أكد أيضا أهمية عودة العراق لمكانته الإقليمية في اللقاء الذي كان قد جمع جلالة الملك مع الرئيس جو بايدن. وهو الأردن الذى عمل وما زال يعمل من أجل تعزيز مناخات الاستقرار وعودة أجواء التعاون لمجتمعات المنطقة، من منطلق حرص الأردن على إحقاق مناخات التهدئة وعودة الأجواء في المنطقة لتحمل أجواء التعاون بدلا من التضاد، ينظر دائما للنصف الممتلئ من كأس الوفاق ويتطلع دائما لنبذ الخلافات من أجل صالح المنطقة وأمن مجتمعاتها، يأمل من مؤتمر الجوار العراق أن يحقق أهدافه المعلنة ومضامينه الكامنة، فقد سئمت المنطقة من أجواء الحروب وبات من المهم لمجتمعاتها تعظيم درجات الاستقرار والتعاون البناء؛ لا سيما وأن مجتمعات المنطقة بحاجة إلى روافع معيشية واقتصادية بعد أجواء الحروب والوباء التي ألمت بها، ومناخات الوباء التي ما زالت تواجهها، فإن مجتمعات المنطقة بحاجة إلى روافع إقليمية تسهم في الحد من التطرف وتعزز من مناخات التعاون والمشاركة في مهد الحضارات كما يصف جلالة الملك دائما، فهل ستحسن الدول المشاركة في المؤتمر من التقاط دعوة المصالحة والتصالح من أجل مجتمعاتها، من أجل تعزيز مناخات السلم في المنطقة.

 

الدستور الأردنية


0
التعليقات (0)