سياسة عربية

احتجاجات بمحيط نقاط تركية بإدلب تنديدا بمجازر النظام وروسيا

تسبب قصف قوات النظام السوري بمجازر عدة آخرها الخميس- جيتي
تسبب قصف قوات النظام السوري بمجازر عدة آخرها الخميس- جيتي

نظم المئات من أهالي منطقة جبل الزاوية، جنوبي إدلب، وقفات احتجاجية على مقربة من نقاط المراقبة التركية والقواعد العسكرية، وكذلك نظم نشطاء مظاهرات في إدلب وأعزاز شمال حلب؛ تنديدا بالقصف من جانب النظام السوري والقصف الجوي الروسي على المنطقة، والمجازر اليومية الناجمة عن القصف.

وقال الناشط الإعلامي، أحمد عبد الرحمن، إن المحتجين أغلقوا الطرق المؤدية إلى النقاط العسكرية التركية بالإطارات المشتعلة والحجارة؛ وذلك بهدف إيصال رسائل احتجاجية لتركيا، التي تعدّ ضامناً لمناطق "خفض التصعيد" في إطار مسار أستانا.

وأضاف الناشط الموجود في إدلب لـ"عربي21"، أن المحتجين أغلقوا الطريق المؤدي إلى القاعدة التركية في بلدتي البارة وبليون، وسط دعوات لمظاهرات؛ استنكارا للمجازر والقصف المتواصل من جانب روسيا والنظام على المنطقة منذ نحو شهرين.


وأشار عبد الرحمن إلى حالة من الاستياء الشعبي تسود أوساط جبل الزاوية؛ بسبب صمت تركيا والفصائل حيال استمرار القصف على المنطقة.

وعلى مدار الأيام الماضية، تسبب قصف قوات النظام السوري بمجازر عدة، آخرها الخميس، عندما أدى قصف مدفعي بالقذائف الليزرية على بلدة إبلين بجبل الزاوية إلى مقتل 7 مدنيين من عائلة واحدة.

 

اقرأ أيضا: مقتل 7 مدنيين من عائلة واحدة بقصف للنظام على إدلب

ورغم رد الفصائل على القصف المتكرر باستهداف ثكنات النظام السوري المحاذية للمنطقة، إلا أن الأهالي يطالبون برد رادع يضمن وقف التصعيد المتواصل منذ حزيران/ يونيو الماضي.

ويضع تصعيد النظام على جبل الزاوية تركيا الضامن لمسار أستانا بموقف صعب ومحرج، خصوصاً مع تسجيل المنطقة حركة نزوح إلى القرى والبلدات الآمنة نسبيا ومناطق ومخيمات الشمال السوري القريبة من الشريط الحدودي التركي.

وقال القيادي في "الجيش الحر"، النقيب عبد السلام عبد الرزاق، إن التصعيد الأخير يؤشر إلى عدم اكتمال التفاهمات التركية- الروسية، وعدم تطابق في وجهات النظر حول الشمال السوري. 

وأضاف لـ"عربي21"، أن مسار أستانا وصل محطته الأخيرة، والنظام استفاد منه بالسيطرة على مساحات شاسعة، وبأقل الخسائر الممكنة.

وحول صمت الفصائل عن القصف والمجازر والموقف التركي، قال عبد الرزاق: "لا تمتلك القرار في إطلاق معركة، وربما سحبت من أغلبها إمكانية القيام بعمل عسكري ضد النظام، وأقصد بالسلاح والعتاد، وتركيا دولة لها مصالح وتفاهمات واتفاقات، وهي غير ملزمة بالدخول في مواجهة لأجل خروقات وتصعيد وقصف".

واستدرك بقوله: "ليس هذا حال الفصائل فحسب، وإنما النظام هو خارج أي حساب، ولا يستطيع أيضا إطلاق رصاصة واحدة دون إذن المحتل الروسي".

من جهته، قال الائتلاف إن التطورات الميدانية والقصف المدفعي والجوي الذي تنفذه قوات الاحتلال الروسي وقوات النظام والمليشيات الإيرانية، واستهداف المدنيين في قرى وبلدات بريف إدلب، يدفع الأوضاع على الأرض إلى حافة الانفجار مجدداً.

وأضاف في بيان أن الأطراف الدولية الفاعلة مطالبة بالتدخل الجاد لوقف مخططات النظام وحلفائه، ومواجهة هذا الهجوم، والتصعيد المستمر، والنوايا الإجرامية التي يخفيها، وأنه ينتظر من الدول العربية الشقيقة موقفا يزيد الضغوط على المجتمع الدولي بهذا الخصوص.

 

اقرأ أيضا: قتلى وإصابات بقصف النظام السوري جنوب إدلب (شاهد)

وأشار إلى أن سكوت المجتمع الدولي على هذا التصعيد يعني إقرارا بعجزه عن تنفيذ قراراته أو تحمل مسؤولياته، وإفساحا للمجال أمام وقوع المزيد من الجرائم والانتهاكات على الأرض بكل ما يمكن أن يترتب على ذلك من نتائج.

وتشهد خطوط التماس والنظام حالة من عدم الاستقرار، رغم سريان وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه بين أنقرة وموسكو في آذار/ مارس 2020.


التعليقات (0)