هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
رفض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حول منطقة مرعش في قبرص التركية.
وردت قبرص التركية على الانتقادات الأوروبية، وقالت وزارة الخارجية فيها إن "مرعش" أرض قبرصية تركية، وإن بلادها تمتلك حق السيادة المطلقة عليها.
وانتقدت جمهورية قبرص التركية، تصريحات الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، بشأن قرار إعادة افتتاح منطقة "مرعش" السياحية.
وكان بوريل أعرب عن أسفه حيال قرار قبرص التركية إعادة افتتاح منطقة "مرعش" السياحية بمدينة "غازي ماغوصة" على الخط الفاصل بين شطري قبرص التركي والرومي.
وأوضح البيان أن تصريحات بوريل حول "مرعش" تؤكد مرة أخرى انحياز الاتحاد الأوروبي لصالح قبرص الرومية، وأكد أن قبرص التركية ستواصل بعزم مع أنقرة الدفاع عن مصالحها.
وأمس الثلاثاء، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن منطقة مرعش ستستعيد أيامها الخوالي من خلال فتحها بطريقة لا تضر بحقوق أي شخص وفي إطار القانون الدولي.
ووصفت أنقرة مساء الثلاثاء الانتقادات التي وجّهها وزير خارجية الاتحاد الأوروبي إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بشأن قبرص بأنها "بطالة ولاغية"، معتبرة أن بروكسل لا يمكنها الاضطلاع بأي دور لحلّ النزاع في الجزيرة المتوسطية.
وجاء في بيان لوزارة الخارجية التركية أنّ انتقادات وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل لأنقرة تظهر أنّه "يتصرّف بصفة متحدّث باسم، أو مدافع عن، الإدارة القبرصية اليونانية واليونان اللتين تستغلان حقّيهما بالاعتراض داخل الاتحاد الأوروبي".
وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قد أعرب في وقت سابق من النهار عن "قلقه" إزاء إعلان إردوغان عن مشروع لإعادة فتح "مرعش" القبرصية، المنتجع السياحي السابق، واصفاً الأمر بأنه "غير مقبول".
واعتبرت الخارجية التركية أن تصريحات بوريل تشكّل "مثالاً إضافياً على مدى انفصال الاتحاد الأوروبي عن الواقع في قضية قبرص"، معتبرة أن بروكسل بمقاربتها هذه لا يمكنها الاضطلاع بأي دور إيجابي لحلّ المشكلة.
وقال أردوغان الذي زار قبرص التركية، إن منطقة مرعش بجمهورية قبرص التركية ستنهض مجددا في إطار القانون الدولي.
وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده ستبدأ بمشاريع من شأنها إحياء منطقة مرعش القبرصية.
وتقع منطقة "مرعش" السياحية بمدينة "غازي ماغوصة" على الخط الفاصل بين شطري قبرص، وأغلقت بموجب اتفاقيات عقدت مع الجانب اليوناني، عقب "عملية السلام" العسكرية التي نفذتها تركيا في الجزيرة عام 1974.
وفي 8 أكتوبر/ تشرين أول 2020، فتحت جمهورية قبرص التركية جزءا من منطقة "مرعش" المغلقة بمدينة "غازي ماغوصة" شرقي البلاد.
تصريحات أردوغان حول "مرعش" أثارت حفيظة الأوروبيين والولايات المتحدة، الذين شددوا على رفضهم لخطة أردوغان بالمنطقة.
اقرأ أيضا: أوروبا تنتقد زيارة أردوغان لمنطقة مرعش بقبرص.. أنقرة ترد
أوروبا تعرب عن قلقها
وأكد مفوض السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، على ضرورة الامتناع عن خطوات أحادية الجانب في ضاحية متنازع عليها بين شمال قبرص التركية وقبرص اليونانية.
وقال بوريل في بيان: "يعرب الممثل السامي للاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء التصريحات التي أدلى بها الرئيس أردوغان وتتار، بخصوص منطقة فاروشا (مرعش) المسيّجة، والتي تمثل قرارا أحادي الجانب وغير مقبول لتغيير وضع فاروشا".
وأضاف بوريل أن الاتحاد الأوروبي "يشدد مرة أخرى على ضرورة تجنب الإجراءات الأحادية التي تنتهك القانون الدولي، والاستفزازات المتكررة التي يحتمل أن تثير التوتر في الجزيرة، وتمثل خطرا يهدد العودة إلى المحادثات حول تسوية شاملة للقضية القبرصية".
الخارجية الأمريكية تدين
بدوره، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في بيان، إن الولايات المتحدة تدين إعلانا صدر يوم الثلاثاء ونص على نقل أجزاء من بلدة مهجورة في قبرص إلى سيطرة القبارصة الأتراك.
وقال متحدث الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن "هذه الخطوة تتعارض مع قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 550 و789، اللذين يطالبان صراحة بإدارة "فاروشا" من قبل الأمم المتحدة.
وتابع بأنه منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2020، عندما أعلن القبارصة الأتراك، بدعم من تركيا، عن افتتاح شاطئ فاروشا، وبدأوا في اتخاذ إجراءات لتنفيذ هذا القرار، تجاهل القبارصة الأتراك وتركيا دعوات من المجتمع الدولي ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للتراجع عن خطواتهم أحادية الجانب.
وأوضح أن الولايات المتحدة تنظر إلى تصرفات القبارصة الأتراك في فاروشا، بدعم من تركيا، على أنها استفزازية وغير مقبولة، ولا تتوافق مع التزاماتهم السابقة بالمشاركة بشكل بناء في محادثات التسوية.
وطالب البيان القبارصة الأتراك وتركيا بالتراجع عن قرارهم المعلن اليوم (الثلاثاء)، وجميع الخطوات المتخذة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2020.
اقرأ أيضا: مجلس الأمن يدعو لإغلاق "مدينة الأشباح" بقبرص.. تركيا ترد
الخارجية التركية ترد على تصريحات الاتحاد الأوروبي
وقالت وزارة الخارجية التركية، إن تصريحات بوريل حول زيارة أردوغان إلى جمهورية شمال قبرص التركية، "مثال جديد على انفصال الاتحاد الأوروبي عن الواقع".
وأكدت الخارجية التركية أن تصريحات بوريل التي صدرت بدعوى التضامن بين دول الاتحاد، هي بحكم العدم بالنسبة لأنقرة.
ولفت إلى أن تلك التصريحات لا تتعدى عن كونها ترديدا لما تقوله اليونان وقبرص اليونانية، اللتان تستغلان حق النقض ضمن الاتحاد على نحو سيئ في الدفاع عن أطروحاتهما.
وأعرب بيلغيتش عن دعم تركيا التام لقرارات قبرص التركية فيما يخص منطقة مرعش، مؤكدا أن تلك القرارات تراعي حقوق أصحاب الممتلكات في تلك المنطقة.
ودعا الاتحاد الأوروبي إلى رؤية الحقائق في قبرص، وإنهاء سياسة تجاهل القبارصة الأتراك وحقوقهم المكتسبة.