هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثار اللقاء الذي جمع رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح واللواء
المتقاعد خليفة حفتر، بعد انقطاع، الكثير من الأسئلة حول دلالة التوقيت وأهداف الطرفين
ومصالحهما وما إذا كانا يشكلان تكتلا ضد السلطة الجديدة.
والتقى صالح برفقة وفد من أعضاء البرلمان بحفتر في مقر الأخير
بمنطقة الرجمة "شرق البلاد" بعد خلافات بينهما، واشترط عقيلة لتمرير الميزانية
العامة للحكومة بضرورة تخصيص ميزانية للقيادة العامة (حفتر) تستطيع أن تنفذ من خلالها
مهامها، كما أنه يجب أن نراعي الجيش وقيادته ودعمه المالي"، وفق كلمته.
شاهد | رئيس مجلس النواب عقيلة صالح يقول خلال لقائه حفتر في #الرجمة إن المجلس لن يعتمد الميزانية بدون تخصيص ميزانية لما يُسمى بالقيادة العامة، ليكرمه حفتر على موقفه بتقديم دروع وهدايا له في آخر اللقاء.#ليبيا pic.twitter.com/YNrcYkKs6N
— قناة فبراير (@FebruaryChannel) July 16, 2021
"تكتل جديد"
ولم يخف عقيلة صالح خلافه مع حفتر خلال كلمته التي أكد فيها
أن "الظرف الحالي يتطلب التصالح ووضع يده في يد حفتر لتحقيق مطالب الشرق الليبي، وعدم
الإذعان لأي ضغوطات داخلية أو خارجية"، وفق وصفه.
من جهته، قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة،
إنه "طالب مجلس الأمن بضرورة معاقبة المعرقلين لعمل حكومته ولخارطة الطريق، سواء
كانوا أشخاصا أو كيانات، مؤكدا أن حفتر شخصية عسكرية صعبة لكن هناك تواصل معه، دون توضيح طبيعة
التواصل"، وفق "رويترز".
وجاء تقارب عقيلة وحفتر من جديد ليطرح تساؤلات حول أهداف
الطرفين، وتأثير ذلك على السلطة الجديدة.
"ميزانية للدفاع وليس لشخص"
من جهته، أكد وزير الدفاع الليبي السابق، محمد البرغثي، أن
"المجلس الرئاسى والحكومة يرفضان تخصيص ميزانية للجيش في شخص "القائد العام"
لأن القوات التي تتبع الأخير (حفتر) تشكل ربع الجيش في ليبيا وأن أغلبية منتسبي الجيش
النظامي في طرابلس كانوا يحاربون ضد "القيادة العامة"، لذا فإن رئيس الحكومة
يرى أن تكون الميزانية لوزارة الدفاع ويرأسها هو".
وأكد في تصريحات لـ"عربي21" أنه "بعد لقاء
رئيس الوزراء بمحافظ المصرف المركزي ورئيس الرقابة فإن الحكومة ستسير على نهج "السراج"
بتسييل الميزانية دون الرجوع للبرلمان إذا أصر على عدم إقرار الميزانية في الجلسة المتوقع
عقدها بعد العيد"، وفق قوله.
"تموضع وسلطة جديدة"
لكن وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى التويجر، رأى أن
"عقيلة صالح وحفتر دائما وجهان لعملة واحدة، وحتى لو اقتضت التكتيكات في فترة ما
التظاهر بأنهما على خلاف، فإن أهدافهما مشتركة وواحدة، واللقاء الأخير دليل على ذلك".
وأشار في حديثه لـ"عربي21" إلى أن "الطرفين
يعملان بانتظام لاستغلال الحوار والوفاق الوهمي للتموضع بشكل يجعلهما أقدر على تحقيق
هدفهما الذي يتلخص في القضاء على العملية الديمقراطية والعودة إلى نموذج السلطة الشعبية
حيث يكون البرلمان شكليا تحت سلطة القائد العام وذلك خدمة لقوى خارجية معينة".
"الدبيبة وأمريكا"
الكاتب السياسي الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير، أكد
أن "زيارة الدبيبة الأخيرة لنيويورك كانت محاولة استغاثة لدعم حكومته وخارطة الطريق،
لكن الواقع يقول إن جيوب مجلس الأمن خاوية من الفعل، وكذلك تطور التجاذبات التركية
الروسية التي تزيد من شد الحبل".
وبخصوص لقاء "عقيلة–حفتر"، قال: "التقارب
من جديد يعني اتفاقا على أن تكون هناك سلطة جديدة في الشرق على غرار حكومة الثني، وهذا
حال حدوثه فعليا سيعيد حكومة الدبيبة إلى وضع السراج تقريبا باختلاف التفاصيل، وسيرفض
عقيلة وحفتر الرضوخ للحكومة والتضحية بعروشهم التي شيدوها خلال سنوات"، بحسب تصريحه
لـ"عربي21".
اقرأ أيضا: هل يعرقل البرلمان حكومة الدبيبة بعد تأجيله إقرار الميزانية؟