هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تساءلت شبكة "بي بي سي" عن احتمالية ظهور تنظيم القاعدة مجددا في أفغانستان، بعد انسحاب القوات الأمريكية.
وقالت الشبكة إن "رؤساء المخابرات الغربية قلقون، وفي الواقع لديهم سبب وجيه لذلك. فقد أدى الانسحاب السريع لبقية القوات الغربية من أفغانستان هذا الشهر، بموجب مرسوم أصدره الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى تشجيع عناصر حركة طالبان".
وفي الأيام الأخيرة، بدأت بتوسيع نفوذها وبالاستيلاء على عدة مناطق واحدة تلو الأخرى، واجتاحت القواعد التي استسلمت فيها القوات الحكومية المحبطة في كثير من الأحيان، أو فرت هاربة.
ونقلت الشبكة عن محلل شؤون الأمن والإرهاب الدكتور ساجان غوهيل، قوله: "انسحاب بايدن من أفغانستان يجعل سيطرة طالبان أمرا حتميا ويمنح القاعدة الفرصة لإعادة بناء شبكتها، لدرجة قد تغدو معها قادرة على تدبير هجمات حول العالم مرة أخرى".
وقال إنه بدون دعم الولايات المتحدة، قد تجد الحكومة الأفغانية صعوبة في إبقاء طالبان تحت السيطرة.
وأضاف: "كانوا يعملون من قواعد داخل أفغانستان، وكانوا في كثير من الأحيان قادرين على الرد في غضون دقائق، والهبوط بطائرة هليكوبتر في ظلام الليل ومباغتة عدوهم على حين غرة".
قال الرئيس السابق لجهاز المخابرات السرية، السير أليكس يونغر، لشبكة سكاي نيوز إن "التهديد الإرهابي لبريطانيا سوف يتزايد إذا تخلى الغرب عن أفغانستان".
وعلقت "بي بي سي": "لكن هذه هي المعضلة: ترك بضع عشرات من عناصر القوات الجوية الخاصة أو غيرهم من عناصر القوات الخاصة في البلاد، دون وجود الدرع الواقي المتمثل في القواعد العسكرية الأمريكية والدعم الجوي الوثيق، سيجعلهم عرضة للملاحقة من قبل حركة طالبان".
وذكّرت بأنه "منذ أن نقل زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، عملياته من السودان إلى أفغانستان في عام 1996 حتى عام 2001، وفرت طالبان ملاذاً آمناً له".
لكن رئيس أركان الدفاع البريطاني، الجنرال السير نيك كارتر، الذي كان له عدة جولات قيادية في أفغانستان، يعتقد أن قيادة طالبان ربما تكون قد تعلمت من أخطائها السابقة.
وأكد أنه إذا كانت طالبان تتطلع لتقاسم السلطة، أو الاستيلاء عليها، فلن ترغب في أن يُنظر إليها على أنها منبوذة دولياً هذه المرة.
وهنا تكمن الصعوبة، إذ قد يناقش الرؤساء الأكثر حكمة بين طالبان، وخاصة أولئك الذين اختبروا الحياة الرغيدة في مراكز التسوق المكيفة في الدوحة خلال مفاوضات السلام الأخيرة، فكرة الانفصال التام عن القاعدة من أجل ضمان قبولهم على المستوى الدولي.
لكن في بلد شاسع وخاضع لحكم ضعيف مثل أفغانستان، فليس من المؤكد بأي حال من الأحوال أنه حتى حكومة طالبان المستقبلية يمكن أن تحتوي على عناصر من تنظيم القاعدة، الذي يمكنه بسهولة دمج خلاياه بشكل مخفي داخل القرى والوديان النائية.
في نهاية المطاف، ما تحتاجه كل من القاعدة وتنظيم الدولة لتزدهر يتمثل في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار، وكل الدلائل تشير إلى أنهم على وشك الحصول عليها في أفغانستان، بحسب بي بي سي.