ملفات وتقارير

توقيت استهداف أبراج الطاقة الكهربائية بالعراق "يثير الريبة"

تم استهداف 45 برجا لنقل الكهرباء خلال الأيام الماضية- تويتر
تم استهداف 45 برجا لنقل الكهرباء خلال الأيام الماضية- تويتر
على مدار أكثر من أسبوع، تتعرض أبراج نقل الطاقة الكهربائية في العراق إلى استهداف مباشر، أدى إلى سقوط وتخريب أكثر من 60 برجا، نتج عنه أزمة كبيرة في الكهرباء في ظل صيف لاهب تجاوزت فيه درجة الحرارة حاجز الـ 50 درجة مئوية.

حملة الاستهداف التي تطال أبراج الطاقة، جاءت مباشرة بعد القمة الثلاثية العربية التي عقدت بالعاصمة بغداد في 27 حزيران/ يونيو الماضي، بين مصر والعراق والأردن، وكان من أهم مخرجاتها، ربط العراق على شبكة كهربائية مع البلدين.

ولعل من أبرز التساؤلات التي تثار حاليا هي من يقف وراء استهداف شبكات نقل الطاقة الكهربائية؟ وهل ثمة علاقة بين هذه الحملة ومخرجات القمة الثلاثية؟

"مصلحة إيرانية"

من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي، حسين السبعاوي، إنه "بالنسبة للقمة الثلاثية لا يمكن حصر أهدافها بالجانب الاقتصادي فقط أو الربط الكهربائي بين العراق والدول الأخرى فقط، بل هناك جانب سياسي وأمني، لكن بالتأكيد قضية الكهرباء واستهداف الأبراج لها علاقة بالموضوع".

وأوضح السبعاوي في حديث لـ"عربي21" أن "ربط الكهرباء مع الدول الأخرى يضر بالمصالح الإيرانية سواء من الجانب المالي أو الفني، إضافة لفتح علاقات عربية على العراق، فكل هذا لا يخدم إيران".

وأضاف أن "إيران تريد الهيمنة الكاملة على العراق ولا تقبل بأي دور سواء كان عربيا أو إقليميا فيه، لأن هذا سيكون على حساب هيمنتها المطلقة، كما أن الأسعار الإيرانية للكهرباء غالية جدا، ولا يمكن لأي دولة أن تقبل بهذه الأسعار سوى العراق".

وأشار السبعاوي إلى أن "استهداف أبراج الكهرباء في العراق وفي هذا التوقيت تحديدا سواء ما بعد القمة أو بسبب ارتفاع درجات الحرارة العالية جدا، فهو توقيت مناسب لكل من يريد الإضرار بالعراق وبشعبه".

ولفت الخبير في الشأن العراقي إلى أن "الحكومة العراقية أصبحت أضعف حلقة في الدولة العراقية بسبب عجزها عن حماية الشعب والبنية التحتية المستهدفة من قبل هذه العصابات".

وبذات المعنى قال الباحث في الشأن السياسي العراقي، غيث التميمي، في تغريدة على "تويتر" إن "استراتيجية إنقاذ الغريق التي تعتمدها إيران تعني أغرقوهم بداعش، ثم أنقذوهم منها، وهكذا أغرقوهم بأزمة الكهرباء ثم أنقذوهم منها وبهذه الطريقة يصبح الإيراني هو الحامي والمنقذ".


 

"رسائل تدميرية"

وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي فلاح المشعل، رئيس تحرير صحيفة "الصباح" الحكومية السابق في حديث لـ"عربي21" إن "استهداف أبراج الطاقة الكهربائية هو جزء من عملية منظمة وممنهجة للتخريب، لإيقاع الحكومة بمزيد من الحرج".

وأضاف المشعل أن "هدف استهداف الأبراج الكهربائية أيضا، إيصال الشارع إلى مزيد من الاستياء والرفض للحكومة، لأنها غير قادرة على أن تحمي خدمات المواطن، وأهمها في هذا الفصل هي الكهرباء حيث وصلت درجة الحرارة فيه إلى 50 مئوية".

وبخصوص الجهات التي تقف وراء الاستهداف، قال المشعل: "التقدير الأول يذهب إلى أن تنظيم الدولة هو الفاعل، لكننا نقرأ من كلام رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي أن هناك جهات سياسية تقف وراء الموضوع".

وتابع: "لذلك هذا الأمر (استهداف الأبراج) يرتبط بشكل مباشر مع القمة الثلاثية التي عقدت في بغداد بين العراق ومصر والأردن، ومشروع الربط الكهربائي للعراق مع هذين البلدين، إضافة إلى مشروع الربط الخليجي مع السعودية والكويت، والمتوقف منذ أشهر".

وشدد المشعل على أن "استهداف الأبراج يرتبط أيضا بالجهات المستفيدة، فموضوع الطاقة الكهربائية في العراق ملف ضخم ومتشابك، فيه أطراف داخلية بعضها حكومية ولا سيما ممن تسلم مسؤولية الوزارة، سواء الوزير أو مستشاروه والمدراء وغيرهم، فأغلبهم مرتبطون بأحزاب، ويمثلون مصالح اقتصادية".

ووصف تفجير الأبراج بأنه "رسائل تدميرية" مفادها بأنه "إذا حصل الربط الكهربائي فإن مصير الربط هو ما تتلقونه اليوم من انقطاع تام للكهرباء". مضيفا: "عادة ما يقال اسأل من المستفيد من الفعل، فالعراق يدفع لإيران بحدود 4 مليارات دولار سنويا ما بين كهرباء وغاز لتزويد المحطات الغازية التي نصبت في العراق لمنفعة إيران".

وأردف المشعل، قائلا: "الأمر جرى بمسؤولية مباشرة من نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة السابق، حسين الشهرستاني، وحكومة نوري المالكي، وهذه تعد جريمة كبيرة جدا ارتكبت بحق الاقتصاد والمواطن العراقي، ومستقبل الطاقة بالبلد، فهي تعني الفوضى والفشل والفساد الإداري والمالي والأخلاقي بنفس الوقت".

وكان رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، قد كلّف خلال ترؤسه اجتماعا طارئا لمحافظي المحافظات، السبت الماضي، قوات الجيش بحماية خطوط نقل الطاقة الكهربائية.

وقال بيان صدر عن مكتب الكاظمي: "تقرر أن تتولى قيادة العمليات المشتركة (الجيش) حماية أبراج نقل الطاقة الكهربائية، وتخصيص قوة خاصة لهذه المهام، وقيام قيادات الشرطة والمحافظين بحماية المنشآت الكهربائية والعاملين فيها، وتخصيص مفارز خاصة بذلك".

 

اقرأ أيضا: العراق.. استمرار الهجمات على أبراج الكهرباء والقوات الأمريكية


التعليقات (1)
احمد
الإثنين، 05-07-2021 06:42 م
الميليشيات الايرانيه هي من قام بالعمل حتى يبقى العراق تحت السيطره الايرانيه في كل المجالات .. بأختصار ما دام الشيعه في الحكم فلن يرى العراق خيرا و هذا يحقق الاجنده الاسرائيليه في المنطقه لان عراق قوي و مستقل ليس في صالحها بعباره اخرى ايران تنفذ الاجنده الاسرائيليه !!!