ملفات وتقارير

ما تأثير وصول "رئيسي" لرئاسة إيران على الملف السوري؟

من المتوقع زيادة حجم النفوذ الإيراني في سوريا واتساع نفوذ مكتب المرشد الإيراني في دمشق- أ ف ب
من المتوقع زيادة حجم النفوذ الإيراني في سوريا واتساع نفوذ مكتب المرشد الإيراني في دمشق- أ ف ب

يطرح وصول إبراهيم رئيسي إلى موقع الرئاسة الإيرانية، السؤال حول تأثر الملف السوري بالتغييرات في هرم السلطة الإيرانية.

وتسود مخاوف في أوساط المعارضة السورية من أن يطرأ تغيير في سلوك إيران ومليشياتها المتعددة في سوريا، بوصول رئيسي الذي ينتمي إلى التيار المحافظ، الأقرب إلى "الحرس الثوري" الإيراني.

وتعبيراً عن هذه المخاوف، وصف رئيس الائتلاف السوري المعارض، نصر الحريري، رئيسي بـ"المجرم الجديد" الذي يترأس النظام الإيراني الذي يعيث فساداً وإرهاباً في المنطقة منذ 40 عاماً.

وأضاف الحريري في تغريدة، أن الرئيس الجديد معروف بأنه "جزار الإعدامات"، وقد كان أحد أعضاء لجنة الموت التي نفذت إعدامات طالت آلاف المعارضين السياسيين للنظام في إيران.

التدخل الإيراني وصل مداه

 
من جانبه، قلل الباحث في مركز الدراسات الإيرانية في أنقرة "إيرام" الدكتور محمد عبد المجيد، من احتمالية تأثر السياسة الإيرانية في سوريا بمجيء الرئيس الجديد.

وقال لـ"عربي21"، من المعروف أن الملف الإقليمي ليس من اختصاص رئيس الجمهورية في إيران، ومن يحدد السياسة الإيرانية في سوريا والعراق ولبنان واليمن هو المرشد خامنئي والحلقة الضيقة حوله والمنفذ هو "الحرس الثوري".

وأضاف عبد المجيد، أن السوريين لم يروا خيرا قط من الرئيس "المعتدل" حسن روحاني ووزير خارجيته "التكنوقراطي" جواد ظريف، والتدخل الإيراني وصل إلى مداه في السنوات الماضية في عهد المعتدلين.


اقرأ أيضا: صحيفة بريطانية: إبراهيم رئيسي.. رئيس أم دمية؟


وتابع قائلا، إن "الضرر الذي لحق بالسوريين في عهد روحاني وحكومته لم يحصل أثناء حكم أحمدي نجاد، حيث وصلت إيران إلى أقصى درجات تدخلها في سوريا في السنوات الماضية، ولم يكن هناك دور لروحاني وفريقه سوى تبرير التدخل".

وبناء على ذلك، فقد اعتبر عبد المجيد، أن وصول الرئيس الجديد للسلطة أفضل للمنطقة عموما، لأنه يظهر الوجه الحقيقي لإيران الذي كان مغطى بقفازات ناعمة عبر روحاني وظريف، معتبراً أن "من الأفضل أن تتعامل الدول مع الفاعل الحقيقي وليس مع الواجهة، حين تتقرر التسوية في سوريا، فلن يكون رئيسي هو العائق أمامها"، واختتم بقوله: "وجه إيران الآن يظهر بدون مكياج".

فأل خير

 
ومثل عبد المجيد، قال الباحث بالشأن الإيراني، ومدير تحرير موقع "إيران إنسايدر"، غداف راجح، إنه يعتقد أن انتخاب رئيسي لن يكون له أي تأثير مباشر على الملف السوري، لأن قرار الملف الأخير بيد "الحرس الثوري" الإيراني والمُرشد خامنئي.

واستدرك راجح في حديثه لـ"عربي21" بقوله: "لكن ما إذا نظرنا إلى الأمر من زاوية أخرى؛ فهو فأل خير على السوريين، لأن انتخاب مُتشدد (رئيسي) لرئاسة إيران يعني أنّ العلاقة قد تسوء مع واشنطن".

وبذلك، فإنه وفق الباحث، قد تشهد المنطقة مزيداً من الصراع بين طهران وواشنطن التي قد تضطر لدعم قوى سورية ثورية على الأرض لمواجهة النفوذ الإيراني، وهذا بطبيعة الحال سيصبُّ في مصلحة السوريين، وسيوقف ولو قليلاً من حالة التغوّل التي تعيشها إيران.

النفوذ الإيراني إلى توسع


ومختلفاً بشكل جزئي مع الآراء السابقة، جزم الباحث في مركز "جسور للدراسات" وائل علوان، بتأثر الملف السوري بمسألة تولي رئيسي الرئاسة في إيران، موضحاً لـ"عربي21" أن "موضوع التدخل الإيراني في سوريا وإن كان ليس محط خلاف بين التيارات السياسية الإيرانية، إلا أنه قد يختلف بالشكل والحجم بتقدم تيار إيراني على الآخر".

وأضاف علوان، أن رئيسي يعتبر من التيار الأكثر تطرفاً، والأقرب لسياسة "الحرس الثوري" الإيراني، ولذلك فإن من المتوقع زيادة حجم النفوذ الإيراني في سوريا، واتساع نفوذ مكتب المرشد الإيراني في دمشق، على حساب وزارة الخارجية والسفارة الإيرانية بدمشق.


 
التعليقات (1)
محلل سياسي متواضع
الثلاثاء، 22-06-2021 09:33 ص
الدور الوظيفي لإيران في منطقة الشرق الأوسط يتم تحديده من الاستعمار الفرعوني الذي يعطي التعليمات للدولة العميقة في ذلك البلد التي كبار أعضاءها هم ليسو الوزراء و لا رئيس الجمهورية و لا حتى المرشد خامنئي . أثناء حياته ، كان هاشمي رفسنجاني هو من قام بتنسيب خامنئي ليكون مرشداً رغم أنه أذري و ليس فارسي و كان يوجد من هو أكفأ منه في شرط الاجتهاد المطلق اللازم ليكون "آية الله" بل و كان يمكن لرفسنجاني أن يقوم بترقية نفسه من "حجة الإسلام" إلى "آية الله" لكنه تقاعس . حتى لقب "آية الله " كان موضع تلاعب فمثلاً جرى قتل (آية الله بهشتي) و جرى فرض الإقامة الجبرية على (آية الله منتظري) رغم أنه كان "نائب آية الله الخميني" . من عائلة "لاريجاني" ، كان هنالك شخصان خطيران في التنفيذ السياسي لدور إيران الوظيفي رغم أنهما لم ينالا مناصب عالية ، و كان هنالك "الأبطحي" الذي فضح دور إيران في تسهيل احتلالي أمريكا لأفغانستان و للعراق . لفهم أكبر لواقع إيران ، من الأفضل عدم تتبع الأسماء التي تبرزها آلة الإعلام فمثلاً لم تكن لأقوال أو تصريحات روحاني أو ظريف قيمة في الوصول إلى تحليل سياسي جيد . تتحرك إيران بحسب التعليمات و ليس من المهم أن يكون البارزون حمائم أو صقوراً بل عليهم التنفيذ فقط . الأخطر من البارزين هم أعضاء الدولة العميقة غير المشهورين الذين يسعون لأن تكون إيران أهم لاعب في خدمة الاستعمار الفرعوني لهذه المنطقة .