هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث رئيس حركة حماس بالخارج خالد مشعل، السبت، عن قرار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة نصرة القدس، والرد على جرائم الاحتلال وتهديداته بتهجير المقدسيين، ومحاولة تنظيم مسيرة كبيرة لاقتحام المسجد الأقصى الشهر الماضي.
وقال مشعل في ندوة عبر تطبيق
"كلوب هاوس"، تابعتها "عربي21"، إن "أهالي الداخل المحتل
كانوا أعظم سند لأهلنا في القدس"، مضيفا أن "الاحتلال كان يظن أن الحرب
في القدس استنفدت، لكنه لم يكن يعلم أنها موضع بركة، وتعطي مزيدا من العزم عند
الأمة".
وتابع: "بالنسبة للفلسطينيين،
فإن أي قضية تتعلق بالقدس سياسيا ووطنيا ودينيا، فهي لعب بالنار، لذلك كان لا بد
من الصمود أمام الإجراءات الإسرائيلية، والتصدي لها بكل قوة"، مشيرا إلى أن ما
يجري في القدس يتزامن مع الذكرى الـ54 للكنسة، إلا أن قاموس النكسات سيمسحه الشعب
الفلسطيني من تاريخه.
قداسة المكان والزمان
ولفت مشعل في الندوة، التي دعا لها وأدارها الصحفي أحمد البقري، إلى أن "الذي ضاعف معركة
القدس هو أن الاحتلال استفز الفلسطينيين في العشر الأواخر من رمضان، فالتقت قداستا المكان والزمان"، مشددا على أهمية تجاوز الخلافات الداخلية، والتذكر بأن العدو
مشترك، والهدف الوطني واحد.
وأفاد بأن "قيادة المقاومة، وعلى
رأسها كتائب القسام، قررت أن تقول كلمتها، أمام رغبة الاحتلال الإسرائيلي في حسم معركة
القدس، وتصنع قواعد اشتباك جديدة، رغم أن هامش عملها في قطاع غزة ضيق؛ بسبب الحصار
المفروض عليها، وأي رد يعني الحرب (..)".
اقرأ أيضا: اعتداءات جديدة بالقدس.. وتحذير من مسيرة استيطانية الخميس
واستكمل بقوله: "الاحتلال بدأ
الحرب في غزة بالسقف الأعلى، من خلال تدمير الأبراج، وهي النقطة التي انتهى عندها في
حرب 2014، ومن هنا جاءت المعركة ساخنة من لحظاتها الأولى (..)، وبؤرة الاشتعال
بالقدس وغزة انتقلت إلى الداخل المحتل والضفة والساحة العربية والدولية
(..)".
وأشار إلى أن معركة القدس أظهرت
"إبداعات المقاومة"، موضحا أنها "في كل مرة يصلب عودها، وتقترب من
الندية، رغم اختلال موازين القوى، وتزيد قوتها على الصمود أمام العدوان
الإسرائيلي، وهذا مؤشر على أن المقاومة بخير، وقادرة على صنع المزيد".
انخراط الكل الفلسطيني
وأكد مشعل أن "حجم الأثر على
الاحتلال الإسرائيلي كان كبيرا، من حالة شلل صورته أمام العالم وهيبته"،
مضيفا أن "المعركة أعطت مؤشرا على أهمية انخراط الكل الفلسطيني فيها، وهذا
اختصر المعركة، والعمق الفلسطيني انتصر للقدس وغزة، ورد على العنصرية الإسرائيلية
التي عانى منها على مدار سنوات".
وحول ما بعد المعركة، قال القيادي
بحركة حماس إن "المقاومة تستطيع أن تتطور، ويُراهن عليها، ويُمكن البناء عليها
في مشروع التحرير"، مبينا أن "الدور الفلسطيني يتعاظم في المعادلة،
ويمكن للمقاومة أن تصنع ما عجزت عنه الجيوش".
وتابع قائلا: "هزيمة
الاحتلال الإسرائيلي في متناول اليد، ونستطيع أن نرسم مسارا للنصر (..)، لذلك نريد
من جميع القوى الانخراط في المعركة، في ظل التغيرات الحقيقة على صعيد الساحة
الدولية، وبفضل الصمود الفلسطيني".
وبشأن التخوفات من تأثير الداعمين للمقاومة على قراراها، شدد مشعل على أن "قرارنا مستقل، ولا ندفع ثمنا لأي أحد"، مشيرا إلى وجود ما أسماها "منفعة متبادلة" بين المقاومة والداعمين لها.
يشار إلى أن الندوة حظيت بالمركز الثالث في الترند العالمي، وشارك فيها أكثر من 18 ألف شخص، ولاقت تفاعلا لافتا من المشاركين.