سياسة عربية

منظمة دولية تتهم "الحوثي" بتقويض جهود توفير لقاحات كورونا

وزارة الصحة اليمنية بعدن قدمت 10 آلاف جرعة لمنظمة الصحة لتلقيح المواطنين- جيتي
وزارة الصحة اليمنية بعدن قدمت 10 آلاف جرعة لمنظمة الصحة لتلقيح المواطنين- جيتي

اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الثلاثاء، جماعة الحوثيين بتقويض الجهود الدولية لتوفير لقاحات فيروس "كورونا" في المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة (شمال ووسط وغرب البلاد).

وقالت المنظمة في بيان لها، إن سلطات الحوثيين في اليمن تحجب المعلومات حول مخاطر فيروس "كورونا" وتأثيره، وتقوّض الجهود الدولية لتوفير اللقاحات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وأضافت: "منذ بداية انتشار الوباء في اليمن في نيسان/ أبريل 2020، سعى مسؤولون حوثيون إلى نشر معلومات مضللة حول الفيروس واللقاحات".

وأشارت إلى أنه "بعد بدء الموجة الثانية من فيروس كورونا في اليمن في آذار/ مارس 2021، تضاعف عدد الحالات المؤكدة، وفقا لبيان عن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارك لوكوك في 15 نيسان/ أبريل الماضي".

 

اقرأ أيضا: 3.5 مليون إصابة بكورونا.. وتحذيرات من الاطمئنان الكاذب

إلا أنّ الحوثيين في صنعاء، وفقا لبيان "رايتس ووتش"، اتّبعوا سياسة حجب البيانات عن الحالات والوفيات، مؤكدا أنه لم تصل أي لقاحات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

ودعت المنظمة الأمريكية جماعة الحوثيين إلى اتخاذ خطوات فورية لتسهيل الجهود لتوفير اللقاحات في شمال اليمن، ووقف نشر المعلومات المضللة حول الفيروس.

وقال مايكل بيج، نائب مدير الشرق الأوسط في "هيومن رايتس ووتش": "القرار المتعمد من سلطات الحوثيين بإخفاء العدد الحقيقي لحالات كورونا ومعارضتها للّقاحات يهددان حياة اليمنيين"، متابعا: "التظاهر بعدم وجود فيروس كورونا ليس استراتيجية لتخفيف المخاطر، ولن يؤدي إلا إلى معاناة جماعية".

وأوضح البيان أن "النظام الصحي في اليمن محطم بعد ست سنوات من الحرب. يجب أن يتلقى اليمن من خلال برنامج الوصول العالمي للقاحات كوفيد-19 (كوفاكس) 14 مليون جرعة من لقاحات كورونا، التي يمكن أن تلقح 23% من السكان في جميع أنحاء البلاد"، وفقا لـ"أوتشا".

وتلقت اليمن -بحسب هيومن رايتس ووتش- 360 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا في 31 آذار/ مارس الماضي، كدفعة أولى، وهي جزء من 1.9 مليون جرعة من المقرر أن يتلقاها اليمن طوال 2021.

ووفقا لخطة التلقيح اليمنية، فإن "الفئات ذات الأولوية خلال المرحلة الأولى هي العاملون في الرعاية الصحية، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 55 عاما، والمصابون بأمراض مصاحبة، والفئات الاجتماعية غير القادرة على ممارسة التباعد الجسدي، مثل النازحين داخليا واللاجئين"، حسبما ذكرته المنظمة.

وتنص الخطة (تديرها وزارة الصحة بالحكومة المعترف بها) على أن سلطات الحوثيين ستتلقى اللقاحات لتوزيعها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بما يشمل صنعاء ومحافظتَي إب والحُديدة (وسط وغرب البلاد).

ومنتصف نيسان/ إبريل الماضي، أعلن قاسم بحيبح، وزير الصحة في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، عن تقديم 10 آلاف جرعة من لقاح كورونا للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وقال بحيبح في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "عشرة آلاف جرعة من لقاح كورونا استلمتها منظمة الصحة العالمية لتُعطى للكادر الصحي في المحافظات الشمالية تحت سيطرة الحوثي بحسب طلبهم، رغم استعدادنا لإعطائهم عددا أكبر".

 

 

 


ونقلت المنظمة عن مصدر طبي، لم تسمه، قوله إن عدم تعاون الجماعة مع "منظمة الصحة العالمية" والحكومة اليمنية منع وصول أي لقاحات إلى الشمال، نتيجة لذلك، حتى كتابة هذا التقرير، واللقاحات جارية في الجنوب فقط.

وتابعت: "في 23 نيسان/ أبريل، قال ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن أدهم رشاد عبد المنعم في مؤتمر افتراضي عن استجابة اليمن لفيروس كورونا نظمته المنظمة الخيرية: "مهنيون طبيون من أجل اليمن"، ومقرها المملكة المتحدة، إن سلطات الحوثيين وافقت في البداية تحت الضغط على قبول 10 آلاف جرعة لقاح، لكن لم تُسلّم اللقاحات بعد أن وضعت شرطا يقضي بأنه لا يمكن توزيع اللقاحات إلا من قبلها دون إشراف منظمة الصحة العالمية".

وهو الأمر الذي رفضته منظمة الصحة العالمية، لأنها "بحاجة إلى ضمان عدم تحويل وجهة اللقاحات".

وفي اليوم التالي، وفقا لبيان منظمة "رايتس ووتش"، صرّحت منظمة الصحة العالمية في منشور على صفحتها في "فيسبوك"، بأن سلطات الحوثيين طلبت قبول ألف جرعة فقط بدلا من 10 آلاف، بشرط زيادة حصة الجرعات إلى الشمال في الدفعة التالية من اللقاحات. في 8 أيار/ مايو الماضي.

وأفادت تقارير بأن وزارة الصحة اليمنية المعترف بها دوليا في محافظة عدن قدمت 10 آلاف جرعة، إلى منظمة الصحة العالمية لتلقيح العاملين الصحيين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.

 

اقرأ أيضا: الصحة العالمية تطلق أسماء على سلالات كورونا المتحورة

ومضت قائلة: "نشر عديد من مسؤولي الحوثيين معلومات مضللة حول كورونا، قائلين إن الفيروس مؤامرة، مستدلة بما قاله زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، في كلمة متلفزة في آذار/ مارس 2020، على قناة المسيرة التلفزيونية الممولة من الحوثيين، إن الفيروس مؤامرة أمريكية".

 

وقال الحوثي: "يتحدث البعض من الخبراء في الحرب البيولوجية عن أن الأمريكيين، اشتغلوا منذ سنوات للاستفادة من فيروس كورونا، ونشره في مجتمعات معينة".

وبحسب تقارير، فقد توفي العديد من المسؤولين الحوثيين بأعراض مرتبطة بكورونا خلال الأشهر القليلة الماضية.

واتهمت الحوثيين بإخفاء الحقيقة بشأن حجم الوباء في المناطق الخاضعة لسيطرتهم من خلال حجب المعلومات والترهيب، لافتة إلى أن تقارير وسائل إعلام يمنية أوردت أن الجماعة أنشأت سوقا سوداء لاختبار كورونا مع رفض اتخاذ تدابير احترازية ضد الفيروس.

ومؤخرا، شهدت مراكز التطعيم ضد فيروس كورونا في اليمن، إقبالا هائلا من المواطنين، بعد تسجيل  عزوف ملحوظ عن أخذ اللقاح خلال الأسابيع الماضية.

وتعاني مراكز التطعيم في المناطق الواقعة تحت سلطة الحكومة، من الازدحام الشديد للمواطنين، في ظل رفض جماعة الحوثي استلام اللقاحات.

وكان وزير الصحة اليمني، قد بحث، اليوم الثلاثاء، مع ممثل منظمة الصحة العالمية، أدهم رشاد، توفير الدفعة الثانية من لقاحات "كوفيد19" التي ستبلغ أكثر من مليوني جرعة خلال العام الجاري، ومقرر استلامها على دفعات نظراً للإقبال المتزايد عالميا على اللقاحات وخصوصا "أسترازينيكا"، وفق المركز الإعلامي التابع للوزارة.

التعليقات (0)