هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تعرضت أسواق العملات المشفرة لثلاث صدمات حادة متتابعة تسببت في تقلبات حادة وخسائر تريليونية تجاوزت نحو الـ40 بالمئة من قيمتها السوقية على مدار 10 جلسات متواصلة.
وهبطت القيمة السوقية للعملات المشفرة من 2.6 تريليون دولار، إلى 1.5 تريليون دولار قبل أن تتعافي بجلسة الأربعاء وتعوض بعض خسائرها إلى 1.75 تريليون دولار.
وتفاقمت تقلبات أسعار العملات المشفرة خلال الأسابيع الأخيرة، بفعل التدابير الصينية ضد عمليات تعدين العملات، فضلا عن تعليقات سلبية للفيدرالي الأمريكي، وللملياردير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة تسلا للسيارات.
تدابير صينية صارمة
دعت السلطات الصينية، الجمعة، لاتخاذ تدابير صارمة ضد عمليات تعدين العملات المشفرة، في إطار الرياح المعاكسة التي تواجه الأصول الرقمية.
وبحسب بيان لجنة الاستقرار المالي والتنمية التابعة لمجلس الدولة الصيني (حكومي)، فإن هناك حاجة لقيام السلطات بتشديد اللوائح لحماية النظام المالي، مطالبا باتخاذ إجراءات صارمة ضد تعدين "البيتكوين" وسلوك التداول.
ولفت البيان إلى ضرورة منع تحول المخاطر الفردية إلى المجال الاجتماعي الأوسع، مع اتخاذ تدابير صارمة ضد أنشطة الأوراق المالية غير القانونية.
يأتي هذا بعد أيام من مطالبة الحكومة الصينية للمؤسسات المالية وشركات المدفوعات، بعدم تقديم أية خدمات متعلقة بالعملات المشفرة، نظرا إلى أن هذه الأصول تمثل خطراً على المستثمرين.
وتعتبر الصين أكبر موقع تعدين للعملات المشفرة في العالم، حيث تمثل 65 بالمئة من معدل تجزئة بيتكوين، وهي وحدة قياس لقوة المعالجة التي تستخدمها شبكة بيتكوين، للتحقق من المعاملات وتعدين الرموز الجديدة للعملة المشفرة.
إلى ذلك، طالب بنك الشعب الصيني نهاية الأسبوع الماضي، المؤسسات المالية والشركات داخل الصين، بضرورة التوقف عن استخدام العملات الرقمية.
وقال المركزي في بيان: "إنها عملات ليست حقيقية، وأنه يجب على الشركات المالية ألا تقوم بأي إجراء أو معاملات بهذه العملات الافتراضية، فليس لها أي قانون ينظمها أو يحميها".
وتحاول الصين بسط هيمنتها مبكرا على سوق العملات الرقمية المشفرة المعتمدة من الحكومات حول العالم، بعد أن أطلقت عملة "شيا" الرقمية رسميا مطلع أيار/ مايو الحالي، وهي أول عملة مشفرة، ضمن خططها لإيجاد بدائل تقلل سيطرة الدولار الأمريكي على المدفوعات العالمية.
وأدت هذه الاضطرابات إلى فقدان العملة الرقمية الأشهر "بيتكوين" 32.43 بالمئة من قيمتها خلال مايو الحالي بنهاية يوم الاثنين لتصل إلى 39 ألف دولار للوحدة الواحدة، لتواصل الخسائر للشهر الثاني على التوالي بعد تراجع بنسبة 1.78 بالمئة في نيسان/ أبريل الماضي.
ويصل عدد العملات الرقمية المشفرة حول العالم إلى 7495 يتم تداولها، بقيمة سوقية تجاوزت الـ1.76 تريليون دولار حتى صباح الخميس، وتستحوذ البيتكوين على الحصة الأكبر منها بمقدار 44 بالمئة بقيمة 720.4 مليار دولار.
تأثيرات "ماسك"
يضاف إلى ذلك، تأثيرات الملياردير إيلون ماسك، على العملات الرقمية، التي أصبحت تتأثر بنحو لافت بمجرد تغريدات "ماسك" في صفحته الشخصية على "تويتر".
فقبل أسبوعين، غرد "ماسك" قائلا: "إن تسلا للسيارات الكهربائية قد أوقفت قبول عملة البيتكوين كطريقة للدفع لشراء سياراتها، بسبب المخاوف البيئية المتعلقة باستخدام الطاقة الكهربائية بشكل كثيف في إنتاجها".
كان لذلك تأثير كبير على هبوط البيتكوين خلال هذا اليوم بنسبة فاقت الـ15 بالمئة.
في المقابل، غرد "ماسك" في وقت لاحق من الأسبوع الماضي قائلا: "إن تسلا لم تقم ببيع حيازتها من البتيكوين"، وكان لهذا تأثير في تخفيف حدة انخفاض العملة.
وكانت "تسلا" الأمريكية قد اشترت في شباط/ فبراير الماضي وحدات من عملة البيتكوين بقيمة 1.5 مليار دولار، ما ساعد في ارتفاع أسعارها.
وباعت "تسلا" لاحقا 10 بالمئة من حيازتها بعد ارتفاع أرباحها من الاستثمار بالعملة بقيمة 101 مليون دولار، وفقًا لتقرير أرباح الشركة للربع الأول من 2021.
رفض الفيدرالي الأمريكي
الصدمات تتوالي على العملات الرقمية، خصوصا بعد أن أصدر رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، نهاية الأسبوع الماضي، تحذيرا حول مخاطر العملات الرقمية، ووضع جدول زمني أوضح لتبني الاحتياطي الفيدرالي لعملته الرقمية.
وقال باول حسب رسالة فيديو مسجلة، إنه يجب الانتباه إلى إطار العمل الإشرافي والتنظيمي للعملات الرقمية.
وتابع باول: "يتضمن هذا التنبه إلى نظام المدفوعات بالقطاع الخاص، والذي لا يخضع في الوقت الراهن للترتيبات التنظيمية التي تطبق على البنوك وشركات الاستثمار، وغيرها من شركات الوساطة المالية".