هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت تغريدة لابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، رغد، المقيمة في الأردن منذ سنوات، على ما قالت إنها شائعات من ضعاف النفوس حول مصير وجودها بالأردن، ردودا وتعليقات كثيرة، دفعت بمصدر حكومي لنفي "أكاذيب الطلب منها مغادرة البلاد".
ويلاحق الأردنيون بشكل شبه متواصل جميع الأخبار المتعلقة بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وأفراد نظامه وعائلته، ومنهم رغد التي باتت أكثر نشاطا خلال الفترة الأخيرة في موقع "تويتر"، حيث باتت تعلق على شؤون سياسية داخل العراق.
ونشرت رغد بتاريخ 29 نيسان/ أبريل الماضي، تغريدة نفت فيها تدخلها بالشأن الداخلي الأردني، مثنية على حسن ضيافة الأردن لها، مقدمة شكرها للملك والدولة على ذلك، ومؤكدة أنها حين تقرر المغادرة من الأردن فستكون وجهتها العراق.
— رغد صدام حسين (@RghadSaddam) April 29, 2021
ونقل موقع "عمون" المحلي الأردني، نقلا عن جهة رسمية قولها الأحد، إن حديث الطلب من رغد صدام حسين المغادرة من المملكة هو "افتراء وكذب".
وحملت آخر تغريدة من رغد حول الشأن الأردني، تغريدة مواساة لحادث مستشفى السلط، حين
قضى سبعة مرضى بفيروس كورونا في المستشفى الحكومي، جراء انقطاع الأكسجين عنهم، ما أثار غضبا شعبيا واسعا.
— رغد صدام حسين (@RghadSaddam) March 13, 2021
وعقدت رغد بعد غياب عن شاشات الفضائيات، لقاء مع قناة العربية السعودية، في شباط/ فبراير الماضي، أثار في سلسلة حلقات حوارية، العديد من ردود الفعل، ولا سيما بعد حديثها عن إمكانية ممارستها العمل السياسي.
وتحدثت رغد في المقابلة عن العديد من المحطات التي مر بها العراق، وكذلك المحطات التي مرت بها العائلة، وهاجمت تدخل إيران ووصفته بـ"السافر"، مشيرة إلى أن "الإيرانيين استباحوا العراق بعد غياب السلطة الحقيقية".
وعلق حينها عضو لجنة العلاقات الخارجية ببرلمان العراق، مختار الموسوي؛ بأن "ما يمر به العراق من مأساة كله بسبب والد رغد، صدام حسين، فلولا ممارساته لما وصل الفاسدون إلى السلطة من بعده".
وأوضح الموسوي في حديث لـ"عربي21"، أنه "لولا الفاسدين في العراق، لما ظهرت رغد صدام في وسائل الإعلام اليوم، وحديثها عن المشاركة بالانتخابات ليس له أي مسوغ قانوني، وكذلك ليس لها مقبولية شعبية بين العراقيين".
وأشار الموسوي إلى أن "ظهورها ليس إستراتيجيا، وإنما وقتي بدفع من أطراف عربية للتشويش على مرحلة الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولا سيما انتقاداتها لإيران، وكأننا نريد الدخول في حرب مع دول الجوار".
وعلى الصعيد ذاته، قال الباحث في الشأن السياسي العراقي، نذير محمد؛ إن "الظهور الإعلامي المفاجئ لابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، لا يخرج عن دائرة الترتيب المخابراتي العربي، ولا سيما أن العراق يمر بمرحلة حساسة تسبق الانتخابات البرلمانية في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل".
وأضاف نذير لـ"عربي21" أن "ظهور رغد صدام لا يعد من قبيل الصدفة، إذ إن آخر حوار تلفزيوني لها، كان مع القناة السعودية ذاتها (العربية) قبل أكثر من عقد من الزمن، وتحدثت عن والدها بعد إعدامه، لكن الأمر اليوم مختلف، فهي تبدي رغبتها بممارسة العمل السياسي".
وأشار إلى أن "هذه الرغبة تثير الشكوك في توقيت ظهور رغد الإعلامي، لا سيما أن الساحة السياسية في العراق تعيش أسوأ حالاتها، والجميع يعول على نتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة، إذا كانت نزيهة".
ورأى نذير أن "ظهور رغد يعزز ارتفاع منسوب الخطاب الطائفي الذي تثيره القوى الشيعية، وتخوّف جماهيرها من عودة حزب البعث للحكم أو تهديد تنظيم الدولة، وذلك بعدما انخفضت شعبية هذه القوى بشكل كبير في الشارع عقب 18 عاما من إدارتهم للسلطة".
اقرأأيضا: رغد صدام حسين على قناة "العربية" ولا تستبعد تبوؤ منصب سياسي
وأثارت المقابلة التلفزيوينة حينها كذلك لجنة برلمانية عراقية، حيث طالبت وزارة خارجية البلاد باستدعاء سفيري السعودية والأردن، وتسليمهما مذكرتي احتجاج على خلفية لقاء تلفزيوني مع رغد صدام حسين.
ووجه حينها رئيس لجنة "الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين" في البرلمان العراقي عبدالإله النائلي، كتابا رسميا لوزارة الخارجية العراقية، لاستدعاء سفيري مملكتي الأردن والسعودية على خلفية استضافة "قناة العربية" السعودية لابنة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في برنامج تلفزيوني، وكون مقر إقامة رغد، المملكة الهاشمية الأردنية.
لكن الحكومة العراقية لم تصدر أي رد على طلب اللجنة البرلمانية، في الوقت الذي تستمر فيه قناة "العربية" السعودية في بث سلسلة حلقات الحوار مع رغد صدام حسين.
وكان موقع "عمون" قد نقل بعيد المقابلة عن ما قال إنه "مصدر مقرب من رغد صدام حسين أكد له عدم نيتها أو إعلانها الترشح لانتخابات رئاسة الوزراء العراقية".
وأضاف المصدر أن "الخبر محض شائعة وكذب، فابنة الرئيس الأسبق صدام حسين لم تصرح بذلك إطلاقا وتنفيه بشدة، حسب ما نشرت الوكالة، ومن غير الواضح ما تملكه رغد من أوراق حقيقية في الداخل العراقي يؤهلها لأداء أي دور سياسي".